واشنطن: طهران لم تبد مؤشرات جدية للعودة إلى فيينا
على الرغم من إعلان الخارجية الإيرانية الأسبوع الماضي استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية التي توقفت في فيينا منذ يونيو في 29 من الشهر الجاري، إلا أن واشنطن لا تبدو متفائلة.
فقد كرر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي أن أن" أن بلاده مستعدة للعودة إلى المحادثات بشأن الاتفاق النووي أو خطة العمل الشاملة المشتركة ، إلا أنه أردف أن طهران لم تظهر بعد استعدادها الجدي للقيام بذلك.
كما أضاف بحسب ما نقلت شبكة "إيران انترناشيونال" اليوم الاثنين أن بلاده تعمل عن كثب مع شركائها وحلفائها لتهيئة الظروف اللازمة للمحادثات النووية.
الحد من البرنامج النووي
وكان سوليفان، أكد الأسبوع الماضي أن أولوية واشنطن في ملف إيران هي الحد من برنامجها النووي من خلال إحياء الاتفاق الموقع عام 2015، حيث بمجرد عودة القيود المنصوص عليها في الاتفاقية، ستكون الولايات المتحدة في وضع أفضل لمعالجة المخاوف الأخرى، بما في ذلك برنامج طهران الصاروخي وأنشطتها الإقليمية.
لقاء سابق بين علي باقري وإنريكي مورا في طهران (أرشيفية من فرانس برس)
يذكر أن نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري، كان أعلن يوم الأربعاء الماضي أن المفاوضات المعلّقة منذ يونيو، ستستأنف في 29 نوفمبر في فيينا. وكتب باقري، وهو كبير المفاوضين الإيرانيين، حينها عبر حسابه على تويتر، "خلال اتصال هاتفي مع الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا، اتفقنا على بدء المباحثات الهادفة إلى رفع الحظر غير الإنساني في 29 تشرين الثاني/نوفمبر في فيينا"!
باب التفاوض لن يبقى مفتوحا
في حين رحبت الخارجية الأميركية بجهود الأوروبيين لإقناع طهران بالعودة إلى طاولة التفاوض، مشيرة إلى أن روبرت مالي سيقود وفد الولايات المتحدة. كما جددت التأكيد على أن باب التفاوض لن يبقى مفتوحا للأبد.
فيما لفت الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركي نيد برايس إلى احتمال التوصل لنتيجة ما في وقت قصير "إذا كان الإيرانيون جديين"!
يذكر أن إيران كانت بدأت مع القوى الست في أبريل الماضي، محادثات في فيينا ترمي لإحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قبل ثلاث سنوات، معيدا فرض العديد من العقوبات التي عرقلت الاقتصاد الإيراني.
غير أن تلك المحادثات توقفت بعد انتخابات الرئاسة في يونيو، التي أدت إلى فوز إبراهيم رئيسي المرشح المتشدد.
لكن الدول الأوروبية حثت منذ ذلك الوقت على العودة إلى طاولة التفاوض. كذلك، شددت الولايات المتحدة أكثر من مرة على وجوب استئناف إيران للمفاوضات، محذرة من أن الوقت بدأ ينفد لأن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني يحقق تقدما يتجاوز ما فرضه الاتفاق النووي من قيود.
كما لوحت بخيارات أخرى في حال لم تعد طهران إلى المحادثات النووية قريبا.
يشار إلى أن إحدى أبرز نقاط الخلاف الرئيسية التي طرحت سابقا في فيينا كانت اشتراط طهران أن تقدم واشنطن ضمانات بأنها لن تنسحب من الاتفاق النووي مستقبلا، إلا أن الإدارة الأميركية رفضت ذلك.