الاردن امام خطر مائي حقيقي.. خبراء يحملون الحكومة مسؤولية الجفاف القادم



مالك عبيدات - حذر خبراء من خطورة الوضع المائي في الأردن والذي كانت آخر دلائله ما يشهده الأردنيون هذه الأيام من جفاف للسدود الواحد تلو الآخر، حتى لم يعد فيها كميات مياه جديرة بالذكر باستثناء ثلاثة سدود، تضمّ (5%) من الرصيد الحي للمياه.

وقال الخبراء إن الأردن كان بحاجة لتنفيذ مشاريع استراتيجية منذ (20) عاما، لنتمكن من تجاوز الأزمة الحالية.

من جانبه قال وزير المياه الأسبق الدكتور حازم الناصر إن الأردن تعرض لموجات جفاف كثيرة وأسوأ من العام الحالي (2020 - 2021)، مشيرا إلى أن ماحدث بالسدود له أسبابه ومسبباته، ومنها سوء الادارة.

وأضاف الناصر لـ الاردن24 إن ملف المياه لم يكن أولوية بالنسبة لآخر حكومتين، بل اعتبرتاها وزارة تقوم بعمل روتيني، فلم تقدم لها الأموال الكافية لتنفيذ مشاريع استدامة مصادر المياه وعلى رأسها إحكام السيطرة على المصادر المائية، لا بل إن هناك (6) مليون دينار معطلة منذ بداية العام لم تنفذ فيها مشاريع.

وقال إن قطاع المياه يحتاج إلى الدعم اللازم للاستمرار في مواكبة التحديات، مشيرا إلى أن هناك هجرة كفاءات أدت إلى أخطاء ادارية، مثل تسييل المياه من سد الوالة، وعدم وضع خطة متابعة للسدود، وعدم وضع خطوط حمراء للتعامل مع هذا الملف.

وتابع: "كان يجب اتخاذ اجراءات تقنين منذ فترة طويلة لريّ المزروعات في وادي الأردن، وأما العليق عند الغارة فلا ينفع، نحن بحاجة إلى قرارات وتفاهم مع المزارعين". مختتما حديثه بالقول: "نحن أمام خطر حقيقي، الموضوع ليس كمية المياه فقط، ولكن في نوعية المياه أيضا، كما أننا لم نضع خطة للتعامل مع ملف التغير المناخي"..

من جانبه قال رئيس مجلس ادارة جمعية ادامة والخبير المائي العريق، الدكتور دريد المحاسنة، إن كلّ من له علاقة بقطاع المياه، من حكومة وخبراء، يعرف جيّدا أن الأردن كان سيصل إلى هذه المرحلة قبل 20 عاما، لكنّ أحدا لم يحرك ساكنا تجاه ايجاد حلّ لها.

وأضاف المحاسنة لـ الاردن24 إن الناقل الوطني ليس بديلا عن قناة البحرين كما يجري الترويج له، وهو لا يفي بالغرض، متسائلا فيما إذا كانت جهة رسمية أعدّت دراسة حول الزيادة السكانية بعد (5-6) سنوات ومدى احتياجات الأردن للمياه من خلال المشروع.

وأشار إلى أن الواقع المائي خطر بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعوامل الجفاف والتغييرات المناخية، لافتا إلى أن جفاف السدود له علاقة بكميات المياه التي تهطل على المملكة، حيث انخفضت حصة الفرد من المياه من (120) مترا مكعبا سنويا إلى (70) مترا مكعبا، وهي من أقلّ الحصص بالعالم.

ولفت المحاسنة إلى أن السدود القائمة حاليا كافية مقارنة مع حجم مياه الأمطار التي تهطل على الأردن، ولا حاجة إلى مزيد من السدود، بل إن هناك سدودا أنشئت في أماكن لا داعي لها بضغوط نيابية، مشيرا إلى أن كميات المياه التي تهطل على المملكة مثل العام الماضي تبلغ من 3,5 بليون الى 4 بليون متر مكعب، يذهب 93% منها للتبخر..