الملك الانسان ملك القلوب الراحل الحسين
يتذكر الاردنيون دائما ذكرى عطرة من ميلاد الحسين رحمه الله لما يحظى بها الملك من حب عظيم بادله الشعب حبا ووفاء لم يحظى به مثل الحسين ولعل السر بذلك ما كان يتميز به الملك من حبه للشعب فكان قريبا منهم وكاموا اقرب اليه ولعل ما تميز به الحسين انه كان له صفات لا يملكها احد من العظماء الا وهي القلب الكبير والتسامح العظيم فكل ما نقراه عنه كان مدرسة في الاخلاق العظيمة نراه قريب من شعبه يستسقي اخبارهم بنفسه يزورهم بين الحين والاخر له كريزما عندما تراه تشعر كم قلبه ملئ بالحب والعفوية الصادقة لا يشوبها اي تجمل بل تشعر انها سليقة يحظى بها كان قريبا منهم وكانو اقرب اليه
لم يشعر الاردنيون انه حاكم ساس شعبه بالقوة او العنف حتى من كان يناصره العداء لم ينتقم منهم بل قربهم وجعلهم في ارقى المناصب كان حكيما يعرف كيف يقود المسيرة والشعب ايضا، حتى في ايام مرضه لم يغب عنه تواصله مع شعبه واسوق في هذه الذكرة العطرة كيف كان رحمه الله يهتم بصغائر الامور كنت في اثناء مرضه في اليابان اعمل في الامم المتحدة مكتب ناجويا-اليابان اتابع اخبار جلالته الصحية وكم كنت قلقا كيف نفقد الملك في هذه الاوضاع الصعبة وتداعيات حرب الخليج والوضع السياسي الذي لا يحمد اي حاكم عليه في تلك الفترة الصعبة لم اجد شي يخفف من القلق سوى بضع اسطر خطتها يدي لابعث بها الى الديوان الملكي العامر لارفع الى مقامه السامي المشاعر القلبية الصادقى بالدعاء الى الله العلي القدير ان يحفظ الملك وان يشفيه بعد عودته من مايو كلينك بفاكس من اليابان الى الديوان الملكي العامر مثلي مثل اي اردني يعشق وطنه ويعشق ملكه يعرف ان هذا اقل ما نترجم من فرح بشفاءه وارسلتها من خلال فاكس مركز الامم المتحدة للتطوير الاقليمي في اليابان لاتفاجأ خلال ايام معدودة برد من جلالته على نفس الفاكس من مايو كلينك والذي احتفظ بها الى الان –المرفق طيه- بعبارات كلها امل وحب حملت العبارات التي وردت بها اسمى معاني القيم الانسانية والمعنويات العالية التي كان يتمتع بها جلالته وكانت تمحو دموع القلق الذي كنت اعيشه على انسان يعز علينا فراقه كتب رحمه الله من مايو كلينك في 25 من تشرين ثاني 1998 ما يلي:
"العزيز د معتوق اشكرك جزيل الشكر للرسالة التي عبرتم بها عن حمدك على الشفاء لي اثناء اقامتي في مايو كلينك ، كن على ثقة ان المعنوية عالية وانني في شفاء سريع وانني بين يدي امهر الاطباء واتمنى ان اتعافى في المستقبل القريب ، لكم هو جميل ان اتلقى منكم هذه الرسالة التي تلقيتها والتي عبرت عبر كلماتها الدافئة عن الصداقة والدعم منكم والاهتمام بصحتي، كل التحية لكم ولعائلتكم الكريمة ، الحسين الاول"
هذا ما عبر به جلالته عبر كلماته الصادقة لم اكن اتوقع ان يصل رد من ملك في فترة كل اوقاته زاخرة بجداول ومواعيد وبرقيات تهنئة بشفاءه ومتابعة امور مرضه وامور كثيرة تنتظر جلالته حين عودته الى الاردن من اعمال كثيرة مؤجلة فليس لديه الوقت لقراءة مثل هذه العبارات - رحمه الله - كان مطلعا على كل صغيرة وكبيرة في الوطن.
لكن لم تمضِ اشهر قليلىة حتى عاد المرض الى جلالته وانتكست صحته وعاد مرة اخرى الى مايو كلينك وكانت رحلته الاخيرة اليها وعاد الى الاردن لتسكن روحه بسلام في السابع من شهر شباط من عام 1999 ويا له من شهر حزين على الشعب الاردني الذي ضرب اروع الامثلة للوفاء لملك احبه وعشقه حتى شعر كل اردني انهم فقدوا فرد من افراد الاسرة الاردنية الواحدة فكان وقع نبأ اعلان وفاته كزلزال هز كل الاردن ومن منا لم يذرف دمعات الحزن على فراك يا سيدي فقد كنت الامل لنا وبعثت برسالة تعزية الى الديوان الملكي ووالذي شرفني الملك عبدالله الثاني برد ملكي على التعزية –مرفقة طيه- والتي عبرت بها عن الحزن الشديد لفقدان اغلى الرجال ولازلت ايضا احتفظ بالرقية الملكية السامية التي وصلتني الى اليابان ولا زلت اذكر ما خطته يدي بعبارات الحزن في برقيو التعزية " ان روحك ستبقى نجم في سماء الاردن تشع لنا وهجا لتنير لنا درب الحياة" .
حزنت وحزن معي كل من كان يعرف الحسين غمرني اصدقائي وكثير من الجهات الرسمية في مدينة ناجويا الذين كانوا يتسالون هل يوجد في المدينة اردني لنبادله الشعور بالحزن فكان مركز الامم المتحدة في حينه ديوان عزاء مصغر ما لفت نظري ان كثير من اليابانيين سالوا باستغراب واستهجان " لم نرى شعب يبكي على ملكه مثل الشعب الاردني عندما شاهدنا الصور عبر التلفاز لماذا؟" اجبتهم لان الشعب الاردني لم ينظر الى الحسين كملك بل كان ابا لهم عاشو معه اربعين عاما شابو وشاخوا وهم يروا لاب حولهم والان يفقدوه ، قالو نحن نحب الاردن والان نحبه اكثر
كثير من الاسئلة كانت لكن المغزى اننا فقدنا شخص عزيز وعظيم كان هذا هو محور الاجابات رحم الله الحسين الاب الحاني الذي عرف شعبه ، واطال في عمر الملك عبدالله الثاني وسدد خطاه على نهج الراحل العظيم
** الكاتب رئيس الجمعية الاكاديمية الاردنية اليابانية