ما هي أسباب الأزمة الحالية في الصين؟
بدأنا نسمع في الآونة الأخيرة عن أزمة ثانية في الصين باتت تلوح في الأفق، حيث طالبت الحكومة الصينية بشكل مفاجيء من الأسر الاحتفاظ بالحاجات الأساسية في حالة الإعلان عن حدوث حالة الطوارئ، ويتساءل كثير من الناس حول طبيعة هذه الأزمة القادمة، هل هي أزمة صحية أم اقتصادية أم سياسية، لذلك جاء هذا المقال لتوضيح الأسباب الرئيسية المتعلقة في أزمة الصين الحالية وهي كالتالي:
أولا، حدوث الكوارث الطبيعية وعلى رأسها الفيضانات، وقد أدت الفيضانات والأمطار الغزيرة إلى تدمير المحاصيل الزراعية مثل القمح والذرة و بعض الخضروات، ونقص هذه المحاصيل أدى إلى ارتفاع أسعار الزيوت النباتية والمواد الأساسية و ارتفاع أسعار الخضروات، وقد لاحظنا في السنوات الأخيرة كيف تغير المناخ ليس فقط في الصين إنما في كل العالم، وبالتالي أدى ذلك إلى حدوث الأعاصير والفيضانات مما زاد من ارتفاع أسعار الحاجات الأساسية الغذائية.
ثانيا، انتشار فيروس كورونا المتحور الجديد والذي بدأ يتعمق في نهاية الربع الثالث من هذا العام ومع بداية شهر أيلول لعام 2021، والذي أدى إلى تعطل سلاسل التوريد واختناق الإمدادات، بين الصين وباقي دول العالم، ومن جانب آخر أدى ذلك إلى إغلاق جزئي للمصانع والشركات وتسريح كثير من العمال في الصين، مما أدى إلى تآكل قدرة المواطنين على الشراء وخاصة شراء الشقق السكنية، فانخفضت أسعار الشقق وتعثرت أكبر شركات العقارات عن السداد في الصين مثل إيفرجراند وسينيك وفنتازيا.
ثالثا، أزمة الطاقة الناتجة عن ارتفاع أسعار الفحم الحجري والغاز والنفط، الذي أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج والتسارع في زيادة أسعار السلع والخدمات، وقد ساهم اعتماد الصين في توليد الطاقة من الفحم الحجري علي زيادة التلوث البيئي الذي يزيد بدورة من الكوارث الطبيعية والفيضانات والاحتباس الحراري، كما ساهم توتر العلاقات بين الصين وأستراليا على تعثر استيراد الفحم الحجري من أستراليا الى الصين، مما دفع بأسعار الفحم للأعلى.
رابعا، عدم الاستقرار السياسي بين الصين وأمريكا، نتيجة تهديد الصين لتايوان المستمر و للشركات الأمريكية الموجودة في تايوان، وهذة الشركات والمصانع الموجودة في تايوان هي المختصة في تصنيع الرقائق الالكترونية وأشباه الموصلات، هذه الرقائق وأشباة الموصلات تعتمد على النانو متناهي الصغر ذو الأهمية الكبيرة في تكنولوجيا الجيل الخامس، والذي يدخل في صناعة السيارات والهواتف الذكية وغيرها من الصناعات، والصين تحاول استفزاز تايوان للاستفادة من تصنيع هذة الرقائق وأشباه الموصلات، حيث أن الصين ما زالت عاجزة علي تصنيع مثل هذه الرقائق الإلكترونية.
جميع هذه العوامل الأربعة السابقة اجتمعت لتؤدي إلى حدوث أزمة في الصين في العام الحالي 2021، ولكن السؤال الحالي الذي يطرح نفسه، نحن في الأردن، ماذا يجب علينا أن نعمل للتخفيف من إنعكاس هذه الأزمة القادمة من الصين على الأردن والمواطن الأردني؟ والتي بدأنا نلمس بعض مقدماتها من إرتفاع في أسعار السلع والخدمات والحاجات الأساسية، بمعنى آخر، ما هو المطلوب من متخذي القرار والمسؤولين في الأردن الاسراع في عمله خلال المرحلة القريبة القادمة؟ هذة الأسئلة سوف نحاول الاجابة عليها في المقالة القادمة إن شاء الله.