خاص - وصف الخبير في الوبائيات وأمين عام وزارة الصحة سابقا، الدكتور عبدالرحمن المعاني، الوضع الوبائي في الأردن بأنه مقلق ودقيق وحساس للغاية، حيث نشهد ارتفاعا في جميع المؤشرات الوبائية، ما يتطلب من الجهات الرسمية المعنية الاستعداد لمواجهة ارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا المستجد ومتابعة التحديثات الوبائية بشكل يومي وخاصة نسبة الادخالات في أقسام العناية الحثيثة المركزية وأعداد الاصابات اليومية ونسب الفحوصات الإيجابية.

وقال المعاني لـ الاردن24: "عند متابعة الأسابيع الوبائية، نلاحظ الارتفاع المستمر والتصاعدي في أعداد الإصابات اليومية والأسبوعية، وقد بدأ الارتفاع منذ الأسبوع الأربعين، واستمر الارتفاع في الأسبوع الحادي والأربعين ولغاية الأسبوع الخامس والأربعين، حيث بلغ عدد الاصابات الأسبوع الماضي (15850) اصابة، وهو أعلى عدد منذ نيسان الماضي.

وتابع: بلغت نسبة الارتفاع في الأسبوع الوبائي الخامس والأربعين عن سابقه نحو 24%، كما ارتفعت إيجابية الفحوصات المخبرية إلى حدود 6.16% مقارنة بـ 5.5% في الأسبوع الوبائي الذي سبقه، فيما ارتفع عدد حالات الوفاة إثر الاصابات بفيروس كورونا المستجد بنسبة 10%، حيث سجل الأردن وفاة (95) شخصا مقابل (85) شخصا في الأسبوع السابق.

وبخصوص عدد الادخالات للمستشفيات لتلقي العلاج؛ خلال الأسبوع الوبائي الأخير بلغ عدد حالات الادخال (717) مقابل خروج (545) حالة، فيما ارتفع أيضا عدد الحالات النشطة في الأسبوع الوبائي ذاته إلى (28639) حالة بزيادة (5054) حالة وبنسبة زيادة (21%) عن الاسبوع الذي سبقه.

وأضاف المعاني: "يُلاحظ أيضا أنه ومنذ الأسبوع الأربعة والأربعون، أصبحنا نشهد ارتفاعا لافتا في نسب إشغال أسرة العناية الحثيثة بفيروس كورونا المستجد في إقليم الشمال وكان لون الخانة باللون البرتقالي؛ وانتقل مؤشر خانة أسرة العناية الحثيثة في إقليم الوسط إلى اللون البرتقالي لأول مرة منذ أيار الماضي؛ برفقة إقليم الشمال الذي انتقل الى الحالة البرتقالية منذ (10) أيام.

وبلغت نسبة إشغال أسرة العناية الحثيثة المركزية في إقليم الوسط 36%، كما وصلت نسبة إشغال أسرة العناية الحثيثة المركزية في إقليم الشمال إلى 46% في الأسبوع الوبائي الأخير مقابل 41% في الأسبوع السابق، وارتفعت نسبة إشغال أسرة العناية الحثيثة في إقليم الجنوب من 14% يوم الجمعة إلى 16% يوم السبت.

ولفت إلى أنه من جميع هذة الاحصائيات نلاحظ أن الوضع الوبائي بدأ يدخل في انتكاسة وبائية تلوح في الأفق وأعراض موجة وبائية جديدة بفيروس كورونا المستجد تتطلب تغيير نهج وأسلوب العمل الوبائي والوقائي وطريقة التعامل مع هذة الجائحة واتخاذ قرارات جديدة وحاسمة لمكافحة هذة الجائحة والوباء، وتغيير سياسة الحكومة في آلية التعامل ومكافحة فيروس كورونا المستجد، خاصة في ظلّ حالة التراخي والتساهل في تطبيق اجراءات الوقاية في المؤسسات الحكومية والخاصة، وانخفاض التزام المواطنين في الحياة اليومية، ما يستلزم تشديد الرقابة الصحية الميدانية على المنشآت والمواطنين.

وقال المعاني: نلاحظ أن الوضع الوبائي في الأردن مقلق للغاية، وأننا نتجه إلى موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد أو انتكاسة وبائية تلوح في الأفق، ما يفرض على الجهات المشرفة العمل بشفافية لتشجيع المواطن على الالتزام بالإرشادات الصحية والوقائية الصادرة عن الجهات الرسمية.

ودعا الحكومة إلى وقف الأنشطة التي تؤدي إلى تجمع المواطنين وازدحامهم بشكل مطلق دون تهاون أو تردد باعتباره الضمانة الوحيدة لضبط الوضع الوبائي في المولات والأسواق وكافة القطاعات التجارية والصناعية وفي المؤسسات الحكومية والخاصة، ووقف المهرجانات والحفلات الغنائية والمناسبات الاجتماعية.

وشدد على أهمية متابعة الحالات النشطة ومدى التزامهم بالإرشادات الصحية والوقائية الصادرة عن الجهات الرسمية والقيام بزيارات منزلية مستمرة لهم لمتابعة التزامهم بالحضور المنزلي المقرر، ومتابعة المخالطين وفحصهم للتأكد من اصابتهم من عدم اصابتهم، إضافة إلى الاستمرار في حملات التعقيم في جميع المؤسسات والتي تظهر فيها حالات إصابات بفيروس كورونا المستجد.