عجلون: تحسن أسعار الزيت فرصة لرعاية أشجار الزيتون



 شهدت الأيام القليلة الماضية، تحسنا في أسعار زيت الزيتون بمحافظة عجلون مقارنة في الوقت الذي يستعد فيه غالبية المزارعين لإنهاء موسم القطاف.

ويوفر تحسن الأسعار فرصة للمزارعين لرعاية كرومهم بشكل جيد، إذ إن أسعار البيع وصفت بـ”المتواضعة” مع بداية الموسم حيث بلغ سعر الصفيحة وزن 16 كلغم 60 دينارا فقط.

ويؤكد مزارعون أن أسعار الزيت شهدت تذبذبا واضحا في الأسعار، بحيث بيعت الصفيحة في بداية الموسم بمبلغ 60 دينارا، ومن ثم ارتفعت إلى 65 دينارا، واستقرت على هذا السعر لأكثر من 3 أسابيع، إلا أنها بدأت ترتفع مطلع الشهر الحالي، حتى تجاوزت 70 دينارا.
ويقول محمد الخطاطبة إنه تمكن الأسبوع الماضي من بيع الفائض لديه من الزيت بسعر جيد، بحيث وصل سعر "التنكة” وزن 16 كغم إلى 75 دينارا، مؤكدا أن الأسعار تبقى محكومة بنوعية الثمار والأشجار من حيث البعلية والمروية، والبلدية "الرومي” وأنواع أخرى، ومناطق زراعتها واختلاف مذاقها ونضوجها.

ويوضح المزارع جاسر بني سلمان أن كثيرا من المزارعين لمسوا فارقا في كميات إنتاج الزيت ونوعيته، إذ كانت نسبة الزيت متدنية في بداية الموسم، بحيث لم تتجاوز 9 كغم لكل 50 كغم زيتون، في حين بدأت تصل إلى متوسط 12 كغم في هذه الآونة وبجودة زيت عالية، ما يعني تحقيق أرباح جيدة، تمكن المزارعين من رعاية كرومهم.
ويوضح أن المزارعين اغتنموا موسم القطاف لرعاية أشجار الزيتون خاصتهم، من حيث تقليمها، وإزالة الأغصان الضعيفة واليابسة وتسميدها، ما يسهم في تحسين إنتاجها المواسم القادمة.

ويقول محمد القضاة إن موسم قطاف ثمار الزيتون في المحافظة يعد مصدر رزق للعديد من العائلات نظرا لما يحمله من الخير والعطاء وتوفير مونة البيت من الزيت والزيتون.

ويؤكد أن موسم قطاف الزيتون، يوفر المئات من فرص العمل المؤقتة للشباب المتعطلين عن العمل، سواء في عملية القطاف، أو بيع وشراء الثمار على البسطات على جوانب الطرق، ما شكل مصدر رزق لأسرهم.

وتلجأ العديد من الأسر التي لا تمتلك كروم زيتون خاصة بها، لقطف أشجار الآخرين مقابل حصص متفق عليها، وتتراوح بين ثلث ونصف الإنتاج، ما يوفر فرص عمل موسمية لها ومصدر رزق يمكنها من الحصول على مؤونتها من الزيت والزيتون المخصص للتخليل.

ويؤكد هاني مصطفى أن موسم الزيتون في مزرعته يوفر العديد من فرص العمل للشباب المتعطلين عن العمل، حيث يقوم سنويا بتشغيل أكثر من 10 شباب من أجل قطف ثمار الزيتون، حيث تتم محاسبة العامل بمبلغ يومي يصل إلى 20 دينارا 
.
وتبين نائب رئيس جمعية العطاء الخيرية ابتسام فريحات، أن كميات إنتاج الزيت في غالبها جيدة، كون ثمار الزيتون قد اكتمل نضجها، مبينة أنه يتم استثمار ثمار الزيتون في صناعة "المخلل” وكبيس الزيتون الأسود بالزيت وانواع عديدة من المخللات.
وكانت مديرية زراعة المحافظة توقعت ان يصل محصول الزيتون هذا العام إلى 40 الف طن وإنتاج 10 آلاف طن زيت زيتون.
من جهته، توقع مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي أن تستمر المعاصر باستقبال الثمار حتى منتصف كانون الأول القادم، مؤكدا استمرار الجولات على 15 معصرة موزعة في مختلف مناطق المحافظة، طيلة الموسم لضمان التزامها باشتراطات الترخيص ولضمان نقل مخلفات "الزيبار” بالصهاريج إلى مكب الإكيدر.

وأوضح أن أسعار الزيتون والزيت تبقى مرتبطة بالعرض والطلب وجودة المنتج، لافتا الى أن الوزارة وبهدف حماية المنتج، تتابع باستمرار إيجاد أسواق داخلية وخارجية لمساعدة المزارعين والحفاظ على أسعار مناسبة، وعمل معارض.
يشار إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة تقدر بـ86 ألف دونم.
إلى ذلك، أكد الخالدي، أنه دائما يفضل تأخير قطف ثمار الزيتون لحين اكتمال نضجها، لافتا إلى أهمية عدم الإسراع في قطف ثمار الزيتون، إذ ان الموعد الأمثل للقطاف هو عندما تكون الثمار قد نضجت واكتمل تكون الزيت فيها وبالتالي يضمن المزارع الحصول على كمية ونوعية زيت أفضل.

وأوضح أن القطاف المبكر لثمرة الزيتون له تأثير سلبي على كمية ونوعية الزيت، إذ أن تأخير القطاف يعطي فرصة للتخزين الأفضل للزيت أكثر من القطاف المبكر، كما أن الزيت يكون أقل عرضة للتحلل ويحتوي على كمية أكبر من المركبات الفينولية بعد وصول الثمار إلى مرحلة النضج التام، ويصبح من السهل فقدان الخصائص الحسية للزيت التي تقاس بعملية التذوق.

وأكد أن المديرية تقدم كل ما من شأنه مساعدة المزارعين وتقديم النصح والإرشادات لهم فيما يتعلق بالتقليم والري والطرق السليمة للزراعة.
الغد