ماذا يقدم اعلامنا؟



اعلامنا اصبح يساير الوضع العام بكل سلبياته دون انتقاد او تقويم، وبهذا فهم يستغلوه بالطريق التي تخدم اهوائهم ومصالحهم دون النظر للشأن العام، والان الاعلام يتطور، ومفهوم التطور بالنسبة لمن يسيطرون على الاعلام انهم اصبحو يفرقون بين وسائل الاعلام المختلفة تبعا لمواقفها، وقد اصبحت هذه الوسائل الان في بلدنا تنقسم الى اعلام مناصر للحكومة بكل افعالها واخطائها وتمدح وتعزف الى ابعد الحدود ، مما يصورون الوضع الحالي كواحة رخاء دون معضلات او تعقيدات ، وفي الجانب الاخر هناك وسائل المعارضة التي تستقرء الوضع العام بعيدا عن الحيادية والموضوعية، وعند مطالعتها تشعرك بان بلدنا سوف تنتهي باللحظة، وهذا هدفهم النهائي تساير الوضع العام بدلا من تغيره للافضل؛ فنلاحظ أخبار وبرامج لا تتماشى مع واقعنا الذي نعيش بحلوه ومره، ونادرا ما نسمع اخبار وبرامج مفيدة تنبع من اهتمامات المجتمع الاردني ومورثه وقيمه وتاريخه ودينه وتحاول رفع الثقافة الاخلاقية والقيمية والدينية لديه ، وهي مصيبة كبرى يجب عدم السكوت على هذا الحال.

واعتقد كما يتوقع الكثير ان وسائل الاعلام الوطنية لا تعالج قضايا الوطن ولا تتماهي مع طموحاته وتطوره السياسي والاجتماعي ولا تبث روح الوحدة والعزيمة والارادة ، بل اصبحنا لا نستطيع ان نعد بعضها ، محلية وعلاوة على ذلك زادت على كل ما يمكن ان نحتمله ؛ فهناك شاشات واخبار عندما يشاهدها المواطن يشعر وكأنه بحلم ويعيش بوطن اخر.

نريد اعلام بهذا المستوى ، اعلام وطني ينبع من واقعنا ويتلمس همومنا ويروي قصصنا ويعكس مشاكلنا، بعيدا عن التزلف واهمال مواقف الشارع، نريد اعلام بحجم احلامنا، اعلام يشبهننا جريء قوي غير مرتجف، ولا يمكن ان تتحقق تلك الاماني ومازلت المؤسسة لا تؤمن بحرية الاعلام؛ والاعلام ايضا غير مؤمن بمسؤولياته وحياديته، ونحن نعلم انها لن تتحقق دون استحضار الارادة الحقيقية للتغير.

الاعلام أكبـــــــــر وأسرع وسيلة هدم في الوقت الحاضر، كما انه سلاح فتاك يوزاي الجيوش بقوتها وتأثيرها، وهو موضوع لطالما شغل تفكير الجميع، في ظل تعقيدات في ايجاد الحلول وفي مقدمتها قناعة الحكومات بعدم السيطرة على وسائل الاعلام، فأخذ الموضوع على مدى كبير من الاهتمام تناقش فيه كيفية الوصول الى اعلام مهني وطني مسالة جديرة بالاهتمام، ولإعلام اكثر تأثير محليا وعالميا.