عودة اللاجئين
الاردن يستضيف ما يقارب المليون وثلاثمائة الف لاجئ سوري منذ اندلاع الازمة السورية ،وشهدت الايام الماضية تصعيد للعمليات العسكرية بين قوات النظام السوري و قوات المعارضة في مدينة درعا جنوبا التي كانت مهد انطلاق الاحتجاجات في سوريا عام 2011 .
ان الحصار الواقع على مدينة درعا ادى الى تفاقم الاوضاع الانسانية مما يعني انه من الممكن ان تستقبل المملكة الاردنية الهاشمية لاجئين جدد واعداد اضافية بسبب ما تشهده الاوضاع هناك من سوء ،ولا يخفى على احد ان هذه الاوضاع تشكل هاجس ومخاوف لدى الدولة الاردنية .
هذه الاوضاع سببها سيطرت قوات النظام السوري على المدينة بعد الاتفاق الذي افضى الى خروج المعارضة التي كانت مسيطرة على هذه البقعة الجغرافية من سوريا منذ اندلاع الازمة وحتى عام 2018 بعد اتفاقية اجلاء الجماعات المعارضة الى المدن الشمالية .
لاشك بأن التقارب الاردني السوري سياسيًا واقتصادياً هذه الايام هو لمحاولة اعادة انتاج سوريا كدولة على الخارطة الدولية واعادة ادماجها بمحيطها العربي ،ويعمل الاردن منذ اندلاع الازمة على محاولات لأنهاءهذا الصراع سياسياً بأقل الاضرار الممكنة لعدم استمرارها و تطورها .
الاردن اليوم يعاني اقتصادياً جراء تدفق اللاجئين حيث لم يفي المجتمع الدولي بالالتزاماته اتجاه الاردن هذا العام الا بما يعادل 7% من المبالغ والدعم الذي يجب ان يصل اليه ،مما يعني أن المملكة الاردنية الهاشمية هي من تتحمل تكلفة اللاجئين السورين ،وزد على ذلك الاوضاع السياسية المحيطة وما زاد الطين بلة تداعيات ازمة كورونا ،تحاول المملكة الاردنية الهاشمية من خلال نشاطها السياسي جاهداً العمل على انهاء الازمة السورية من خلال تقريب وجهات النظر للأطراف الدوليين بالنزاع السوري.
وبالعودة الى اللاجئين في المملكة الاردنية الهاشمية والذي لم تقم الدولة الاردنية بأي عملية لإرغام أي منهم للرجوع الى دولتهم وهم بالأصل يتمتعون بحق العودة الطوعية ،ولكن يظهر ان رجوعهم بالوقت الحاضر صعب وبعيد لعدة عوامل أهمها عدم الاستقرار فعلياً وانتهاء الازمة با لاضافة الى ان العديد منهم يخاف بطش النظام السوري بالإضافة الى انهم مطالبون للخدمة العسكرية وبذات الوقت منهم من خسر كل ما يملك هناك هذا من ناحية ،ومن ناحية اخرى فأن المملكة الاردنية الهاشمية لم تقصر في استضافتهم سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي ،ويتمتعون بمستوى معيشي جيد بالإضافة الى ان غالبيتهم يعمل ويكسب ، حتى لو توقف الدعم المالي أو قل المقدم من الأونروا لهم .
العودة ليست بالقريبة لما يحيط بهم من تخوفات مستقبلية ،وحتى ولو وصل حد انفتاح العلاقات السياسية والاقتصادية والامنية ما بين المملكة و الحكومة السورية بشكل أوسع وأكبر من ما كانت عليه قبل الازمة .