سقوط الطائرة الأقوى في العالم.. بريطانيا تسابق الزمن لانتشال طائرة "إف-35" وحماية أسرارها



في حادثة هي الأولى من نوعها في العالم أعلن الجيش البريطاني سقوط مقاتلة حربية من طراز "إف-35" (F-35) التي تعد أحدث طائرة عسكرية في العالم وأغلاها وأكثرها تطورا من حيث التكنولوجيا.

واكتفى الجيش البريطاني بإعلان سقوط الطائرة المشاركة في عمليات عسكرية على متن حاملة الطائرات "الملكة إليزابيث" قرابة السواحل المصرية، ونجاة طيارها، دون تقديم المزيد من التفاصيل عن أسباب السقوط.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي تسقط فيها طائرة "إف-35" التي تتسابق الكثير من الدول العالم للحصول عليها، وما زاد حساسية الحادثة هو دخول الجيش البريطاني في سباق مع الزمن من أجل انتشال الطائرة من المياه، قبل أن تصل لها دول أخرى فتكشف التكنولوجيات المستخدمة فيها.

سباق مع روسيا
في عملية عسكرية سرية ومعقدة تعمل البحرية البريطانية ليل نهار من أجل العثور على حطام الطائرة مخافة أن تصل لها دول أخرى، خصوصا روسيا، حيث كشفت صحيفة "مترو" (Metro) البريطانية أن هناك تخوفا لدى الجيش البريطاني من وصول روسيا للطائرة التي تعد درة التاج في سلاح الجو البريطاني والأميركي.

أما صحيفة "ديلي تلغراف" (The Daily Telegraph) البريطانية فقد كشفت أن الإمكانيات المتوفرة لدى الجيش البريطاني ربما لن تكون كافية لسحب الطائرة، ولهذا فقد تم استدعاء الجيش الأميركي لتقديم المساعدة لنظيره البريطاني للوصول إلى الطائرة التي تتوفر على أجهزة رادار يمكن رصدها على بعد ميل تحت سطح البحر.

وحسب نفس المصدر، من المتوقع أن تشمل هذه العملية الحساسة والدقيقة مركبات عسكرية تعمل بالتحكم عن بعد في المياه العميقة والتي ستعلق أكياسا ضخمة قابلة للنفخ على الطائرة بحيث ترتفع إلى السطح.

كنز ثمين في البحر
حسب تصريحات عدد من المصادر العسكرية البريطانية لوسائل إعلام بريطانية، فإن عملية سحب الطائرة ليست هي المعقدة، ولكن تحديد مكانها في عمق المياه هو الصعب، فبالنظر للسرعة التي كانت تحلق بها الطائرة يصعب تحديد موقعها بالضبط، والأمر يحتاج لوقت قبل العثور عليها.

لكن الوقت ليس في صالح البريطانيين، فهذه الطائرة هي عبارة عن كنز ثمين مدفون في أعماق البحار بالنظر لتقنياتها العالية، وقدرتها على التخفي وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتوفرها على أجهزة رادار واستشعار تسمح لها بسرعة تفوق سرعة الصوت دون أن يرصدها أي رادار أو منظومة دفاعية، مما يفسر تكلفتها العالية التي تبلغ 120 مليون دولار.

عملة نادرة
تعتبر طائرات "إف-35" عملة نادرة في سلاح الجو، ورغم سعي العديد من الدول للحصول عليها وإعلان شركة "لوكهيد مارتن" (Lockheed Martin) المصنعة للطائرة أنها تخطط لبيع 3 آلاف منها فإن دولا قليلة هي من نجحت في إبرام عقود لشرائها وعددها 14، من بينها إيطاليا والدانمارك وهولندا واليابان وكوريا الجنوبية.

وتتوفر الولايات المتحدة على 500 طائرة "إف-35″، يليها سلاح الجو الملكي البريطاني الذي يمتلك 24 طائرة، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 48 بحلول 2025، على أن يرتفع إلى 138 طائرة خلال السنوات العشر المقبلة، وتساهم المملكة المتحدة في تصنيع 15% من قطع هذه الطائرة.

وحش السماء
تعتبر طائرة "إف-35" أكثر طائرة متطورة تحلق في السماء حاليا، ويطلق عليها اسم "الجيل الخامس" من الطائرات، لما فيها من مميزات غير مسبوقة، فهي مزودة بصواريخ "جو-جو" وقنابل موجهة بالأشعة، وتبلغ سرعتها القصوى ألفي كيلومتر في الساعة، وتتوفر على تكنولوجيا تجعلها تتحرك في السماء بشكل غير مرئي وقادرة على اختراق كل المنظومات الدفاعية.

وتساعدها التكنولوجيا المتطورة على الهروب من الصواريخ الحرارية المضادة للطائرات، إضافة إلى 6 كاميرات تمنح الطيار رؤية تبلغ 360 درجة.

ولا يتوقف الأمر عند قدراتها القتالية، بل تعتبر هذه الطائرة "جاسوسا طائرا"، لقدرة أجهزة استشعارها على أن تجمع كل المعلومات التي تمر عليها، وأن تمررها في نفس الوقت إلى طائرات أو منظومات دفاعية أخرى، مما يمنح أسرابا بأكملها مستوى أكثر تقدما من معرفة ظروف القتال واستباق أي تحرك من طرف العدو.

شكوك السلامة
أثارت حادثة سقوط طائرة "إف-35" جدلا جديدا حول سلامة هذه الطائرة رغم تأكيد وزارة الدفاع البريطانية أنها ما زالت تحقق لمعرفة إن كان السقوط مرده لسبب تقني أو بشري، مضيفة أن سرب المملكة المتحدة من هذه الطائرات برفقة طائرات تابعة للجيش الأميركي قامت بأكثر من ألفي طلعة جوية دون تسجيل أي حادث.

ومع ذلك، فقد كشف تحقيق سابق لصحيفة "تايمز" (The Times) البريطانية أن في هذه الطائرة بعض نقاط الضعف، ومن بينها عدم القدرة على نقل البيانات منها إلى طائرات قديمة الطراز دون كشف موقعها للعدو، وحسب نفس المصدر فإن من الصعب جدا أن تقوم الطائرة بإقلاع عمودي بشكل آمن تماما، إضافة إلى الخشية من تعرض النظام الإلكتروني للطائرة لهجمات إلكترونية.

كما أن تحقيقات الصحيفة كشفت أن الطائرة لا يمكنها السفر بأقصى سرعتها إلا لمدة 150 ميلا، قبل أن تكون مضطرة إلى إعادة التزود بالوقود.


(الجزيرة)