الاردنيون بين فكي كماشة اتفاقيات العار والتعديلات الدستورية

 


كتب محرر الشؤون المحلية - لم يتراجع هاشتاق #التطبيع ـ خيانة  عن تصدر قائمة الترندات في الاردن منذ لحظة نشر عملية توقيع وثيقة اعلان  النوايا بين الاردن والكيان الصهيوني المحتل برعاية اماراتية امريكية ، و حتى ساعة كتابة هذه السطور .. 
لم تصمت الاحتجاجات ، وبيانات التنديد ، و لم يقتصر  هذا التحرك على الناشطين والحزبيين والنقابيين الذين كان صوت بعضهم عورة ، لانها كشفت حالة التكلس والخوف التي وصلوا اليها ،  انما عمت الاعتصامات ساحات الجامعات الرسمية والخاصة ، حيث شارك مئات الاف الطلبة في هذه الوقفات التي عبروا فيها عن التصاقهم بالقضية الفلسطينية ورفضهم المبدئي لاي شكل من اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني .. 

كل هذا يجري في ذات الوقت الذي  ادخلتنا فيه  حكومتنا بآتون ازمة سياسية ،سيكون لها ارتداداتها الخطيرة على حاضر ومستقبل دولتنا و بنيتها السياسية .. الحكومة تقر تعديلات دستورية بالتعاون مع اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ، هذه التعديلات التي تتضمن انقلابا كاملا على قواعد ومبادئ واساسات الدستور  الاردني  العصري الذي طالما اعتبرناه  واحدا من اهم المنجزات التي تحققت في خمسينات القرن المنصرم .

ويرافق هذا كله ، موجة اعتقالات واسعة  للحراكيين و النشطاء و قادة الرأي ، ويجري ذلك دون مراعاة لحقوق هؤلاء  وغيرهم ، في التعبير عن موقفهم السياسي من اتفاقيات العار و  التعديلات التي سيدخلونها على دستورهم ، قانونهم الاساسي الذي سينظم علاقتهم بالسلطة ، وطبيعة النظام السياسي  الذي  يفترض انهم قد توافقوا عليه و  قبلوا به ..

الاردن على مفترق طرق ، اما ان نسير الى الامام ، محترمين ارادة الشعب  و ثوابته  الوطنية ، ام هي ردة  وسقوط في مصيدة الحكم المطلق الذي عفى عليه الزمن .