حوار "موسع" لقائد المنطقة الجنوبية يكشف نتائج المعركة الأخيرة مع غزة
قال قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي "أليعزر توليدانو" إن "الاجتياح البري لمناطق في قطاع غزة كان وسيبقى الخيار الأخير"، بعد نفاد جميع الخيارات الأخرى.
وأضاف "توليدانو" بمقابلة موسعة مع صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية نشرت يوم الجمعة، "يتوجب النظر لمسألة إدخال قوات برية لغزة من الناحية المهنية وناحية الثمن وليس من باب التفاخر والتباهي".
وأكمل: "الاجتياح البري عبارة عن قنبلة موقوتة.. فيه احتكاك مع العدو والأرض وحال وجود احتكاك فهذا يعني وجود ثمن.. أنا مستعد لدفع الثمن لكن بعد أن اقتنع بأن الثمن يساوي النتيجة التي سأصل اليها وهي نتيجة يجب أن تكون كبيرة جدًا لأمن إسرائيل".
وردًا على سؤال الصحيفة "ألم نصل لوضع نخشى فيه من الإقدام على الاجتياح البري؟"، قال "توليدانو" إن "المسألة ليست مسألة خوف أو شجاعة بل مسألة الخيار".
وفسر حديثه بقوله: "عندما أكون بلعبة كرة قدم وأضع اللاعب العالمي ليونيل ميسي على مقاعد الاحتياط فهذا لا يعني أنني لن أشركه فيها، والسؤال هنا ما الذي سأحققه من الدخول البري وما هو الثمن الذي سأدفعه؟ يجب أن أقتنع أن النتيجة أكبر من الثمن الذي سأدفعه.. هذه مسألة ليست بسيطة".
وبشأن إمكانية تسبب عدم إشراك سلاح المشاة بالعمليات في غزة بتآكل قدرات الجيش العسكرية، ذكر "توليدانو" أن جميع التدريبات تحاكي مواجهة برية.
وشدد على أن مسألة اشراك قوات المشاة بمواجهة قادمة تتم بشكل عقلاني، وأن تفعيلها بحاجة لهدف واضح ونتيجة واضحة.
واستدرك قائلًا: "مهمتي هي التخطيط لاجتياح جراحي بإمكانه الدخول لغزة وحصد إنجاز كبير بالثمن الأقل، لهذه الغاية نواصل العمل ليلًا ونهارًا".
وبشأن توقيت المواجهة القادمة مع غزة، قال "توليدانو" إن الوضع الأمني حاليًا جيد جدًا، لافتًا إلى المواصلة بذات الطريق، لكن مع الاستعداد الدائم لتفجر الوضع الهش في القطاع.
وعن مجريات معركة مايو الماضي وعدم اللجوء لاستخدام قوات برية، رأى أنه يعتقد حينها واليوم بأن ادخال القوات البرية لم يكن قرارًا ناجحًا، ولكن هذا لا يعني بأن الجيش لم يستخدم هذا السلاح بمواجهات قادمة.
وتحدث "توليدانو" عن الحاجة للتخفيف من نشر كل شيء على الإعلام من الإسرائيليين ساعة الحرب وبخاصة أماكن سقوط الصواريخ ومظاهر الهلع بين الإسرائيليين، لافتًا إلى أن ذلك يخدم حماس بشكل كبير ويشجعها على المزيد.
وقال: "أمامنا عدو يمارس الرعب كوسيلة لإضعاف حصانتنا الداخلية ويستخدم بسبيل ذلك بالونات يحرق بها الحقول وصواريخ.. هذا سلاح له تأثير، تخويف، وتأثيره الأكبر على الوعي المجتمعي".
وزعم المسؤول الإسرائيلي: "نحن نعيش في دولة ديمقراطية مع إعلام مفتوح، يبث 100 مرة عن كل صاروخ يسقط وهذا الأمر يخدم حماس كوسيلة لتعظيم إنجازاتها".
صورة النصر
وبشأن صورة النصر بمعركة مايو، قال "توليدانو" إن مصطلح صورة النصر انتهى منذ حرب أكتوبر 73، إذ اقتصرت الحروب منذ وقتها على جماعات شبه نظامية ما سهل مهمة نيل صورة نصر صعبة وباهتة ورمادية.
ومع ذلك فقد زعم أن "مواصلة البناء الاستيطاني بسديروت يعبر عن صورة نصر، وتوسيع ناحل عوز وإقامة روضة أطفال في كرم أبو سالم يعبر عن صورة نصر" على حد تعبيره.
وحول استخدام حماس لإطلاق الصواريخ على القدس وتفعيل الصافرات بـ"تل أبيب" على أنه صورة نصر، أكد أن "مسألة الوعي المجتمعي وتأثيرات دعاية حماس يجب أن نعالجها".
ومع ذلك فقد عدد إنجازات لحماس في الحرب بينها نجاحها بإطلاق الصواريخ على القدس و"تل أبيب" ونجاحها بتحريك فلسطينيي الداخل وإحباط ما أسماه بـ"الداخل الإسرائيلي".
وأشار إلى أنه "من الصعب على الجيش استيعاب الفجوة ما بين الانجازات العسكرية بالعملية وبين حقيقة كيف ينظر إليها الجمهور الإسرائيلي".
وقال المسؤول العسكري إن "العملية تضمنت إنجازات كثيرة، فلم تنجح حماس باجتياز الحدود أو ممارسة مفاجآتها مثل الأنفاق والطائرات والصواريخ المضادة للدروع".
وأكمل: "لكن بنظرة أوسع فقد نجحت حماس بإطلاق الصواريخ على القدس وتل أبيب وإثارة فلسطينيي الداخل وبث روح الاحباط بأن هذه المعركة انتهت بالتعادل".
العودة للاغتيالات
وحول وجود قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار والقائد في كتائب القسام مروان عيسى على قائمة الاغتيالات، قال إن "هذا لا يعتبر تصنيفًا مناسبًا في مرحلة ما بين الحروب".
وختم: "خلال الحرب الجميع دمهم مهدور، لكن بين الحروب إذا ما أردت قتل أحدهم فعليك فعل ذلك دون التحدث بالأمر، إذا ما رغبت بالتنفيذ فأفعل وأنت صامت".
صفا