عندما تُبصر دونما بصيرة..
عندما تُبصر دونما بصيرة.
بعيدا.. هناك عند الأفق.. عندما رميتَ ما قد صُغت وما قد خططت وما رسمت و دبرت، قد ضلت الطريق بوصلتك، حتى وصلت هنا ، هنا حيث الكلام الذي بداخلك لم يسمع ، هنا عند كلماتهم التي لم تصل، هنا عند كل ما كان يجب أن يصنع لم يصنع.
كلمات كثيرة في خاطرك و ألحان جمة في جعبتك، لكن لا لسان ينطقها أو آلة تعزفها.
أعلم جيداً ان كل منا قد وصل إلى هذا المكان، وأعلم جيدا أن السبل قد قُطِعت و وحتى أعلم كيف انقطعت.
حين يكون لا حول لك و لا قوة..!
حين قليل من الكلمات باتت تخنقك و لست بقادرٍ على البوح بها ! ليس بسبب جُبنك ابداً..!
و لكن !
بسبب انه إذا قيلت أو لم تقال! فلا شي سوف يتغير او يحدث!
تُصبّر نفسك ب آيات من القرآن الكريم او حتى من الإنجيل ، و ببعض الامثلة و التجارب والحكم.
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا،
سورة الشرح آية ٥*
"وَلَكِنِ ٱلَّذِي يَصْبِرُ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ."
مَتَّى ٢٤: ١٣
"الصبر مفتاح الفرج" ، "لعله خير" ، الخ …
كلها نلقنها و نعيدها لانفسنا وقت الشدائد ، حين تاهت بنا السبل ، حين ضللنا الطريق.
حتى قادتنا فطرتنا و روحنا الى هنا
حيث ضاعت كلماتنا و أصواتنا و احلامنا.
هنا حيث اهتدى القدر طريقك الذي يجب ان تسلكه، طريقك الذي قد خُطّ و رُسِمَ لك بعناية، طريق يليق بك طريق يشبهك طريق يناسبك.
بغض النظر عن ما إن كان يطيب لك أم لا، يعجبك أم لا، تقبله ام ترفضه؛ فهو ما أنت بحاجةٍ اليه، هنا حيث يجب ان تتعرى من كلماتك و حروفك، حينما تصرخ بلا اصوات ، عندما ترسم بلا فرشاة، وقتما تقرأ دون كلمات، عندما ترقص بلا حركات، هنا عندما تبصر دونما بصيرة، عندما تجد الحقيقة.