المعاني ينتقد التخبط في ادارة ملف كورونا: وكأن الحكومة تدير شؤون بلد آخر!



مالك عبيدات - انتقد خبير الوبائيات والأمين العام السابق في وزارة الصحة، الدكتور عبدالرحمن المعاني، التخبط الواضح في ادارة ملف كورونا والملف الصحي بشكل عام، مشيرا إلى أن وزارة الصحة فشلت في ادارة الملف، والدليل على ذلك أن الأردن أصبح من أوائل الدول التي ارتفعت فيها نسبة الاصابات مقارنة مع عدد السكان.

وقال المعاني لـ الاردن24 إن هناك (13) جهة مباشرة تشرف على ملف كورونا، ما خلق تزاحما وأدى بالتالي إلى خلل سلبي في التعامل مع الجائحة، ويجب أن يعترف الجميع بالفشل وبالمشكلة، متسائلا فيما إذا كان تعيين أمين عام وزارة الصحة الأسبق الدكتور عادل البلبيسي مستشارا في رئاسة الوزراء لشؤون الكورونا تمهيدا لسحب الملف من الوزارة للرئاسة.

وبيّن أن الوضع الوبائي بالأردن غير مريح، حيث أن هناك ارتفاعا كبيرا في مجموع الاصابات حيث وصل إلى (27) ألف اصابة خلال أسبوع، والحالات النشطة ارتفعت إلى (53) ألف حالة، في حين كانت في بداية شهر تشرين أول (10) آلاف حالة مشيرا إلى أن هذه الارتفاعات غير مريحة وتؤشر على مشكلة ولا نريد أن ننكر أن هناك ارتفاعات في كل العالم لكن هناك اجراءات تقابلها.

وأضاف المعاني إن تصريحات المسؤولين عن الملف أثارت قلقا اجتماعيا انعكس على الرأي العام وأدت للعزوف عن التطعيم بعد السماح بالحفلات في البحر الميت والعقبة وطريق المطار ومازالت مستمرة، مشيرا إلى أن تصريحات وزير الصحة الدكتور فراس الهواري بأن المدارس من أسباب ارتفاع الاصابات وليس الحفلات أفقد المواطنين الثقة باجراءات الحكومة.

وتساءل عن دور المركز الوطني لمكافحة الأوبئة الذي يجب أن تكون الجائحة من صميم عمله، وعن الدراسات والأبحاث حول آليات مواجهة الوباء وكسر سلسلة العدوى؟ ولماذا أصبحت الجهات الصحية تقوم بدور المتلقي عن كل ما يصدر من الدول الأخرى؟.

وبيّن أن هناك 40% من كبار السن وهم الفئة المستهدفة أي 220 ألف مواطن يمتنعون عن التطعيم، اضافة إلى 800 ألف مواطن شارفت مناعة المطاعيم لديهم على الانتهاء بعد مرور 6 شهور، وهناك 20-30% من كوادر وزارة الصحة وهم مقدمي الخدمة لم يتلقوا المطاعيم، مشيرا إلى أن هناك دولا غيّرت منهجية العمل مع الجائحة بالكامل، ونحن مازلنا نتعامل بنفس الطريقة وهذا يؤشر على الفشل، اضافة إلى الفشل في الاستقطاب للتطعيم.

وختم حديثه بالقول ان الحكومة تتخذ قراراتها وكأنها في بلد آخر ولازالت الحفلات والمشاكل نفسها قائمة ونسبة التطعيم متدنية بسبب القرارات غير المدروسة، لافتا إلى أن نسبة الاصابات ارتفعت 73% والحالات النشطة ارتفعت الى 75% وهذا ينعكس على نسبة الاشغالات التي وصلت في الشمال الى 53%.