القائد صيام يرحل تاركًا خلفه إرثًا وطنيًّا مليئًا بالمقاومة والعطاء

 


يرحل القائد الوطني المقاوم عبد السلام صيام عن عمر يناهز (52 عامًا) متأثّرًا بإصابته بوباء كورونا تاركًا خلفه إرثًا وطنيًّا مليئًا بالمقاومة والعطاء.

وأصيب الراحل صيام منذ بداية شهر نوفمبر بوباء كورونا، ومكث بمستشفى الشفاء بمدينة غزة طيلة 3 أسابيع تدهورت خلالها صحته، حتى وافته المنية أمس الاثنين.

وقبل عام ونصف أصيب الراحل بـ"سرطان البنكرياس" وغادر غزة برحلة علاجية إلى تركيا حتى تماثل للشفاء، وعاد إلى القطاع في أوائل يوليو من ذات العام الجاري.

وبحسب بيان نعي حركة حماس فإنه "سُجلت باسم الراحل صيام إنجازات أمنية عظيمة ساهمت بشكل مباشر وعميق في حماية شعبنا ومقاومتنا، ثم انتقل إلى ميدان العمل العام، وتولى رئاسة أول لجنة إدارية تقود العمل الحكومي في قطاع غزة عام 2017".

وختم صيام حياته كأمين عام لمكتب رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار، وكان بمثابة ذراعه اليمنى، ومساعده الأول.

سجل نضالي

ولد الراحل عبد السلام بدر صيام الذي تنحدر عائلته من قرية الجورة المحتلة عام 1969 في قرية الجورة المحتلة، وهو متزوج ولديه 7 بنات وولدان.

ومع قدوم انتفاضة عام 1987 تعلق قلبه بروح المقاومة والجهاد، ومواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب خلال اشتباك مع جنود الاحتلال في انتفاضة الأقصى عام 2000.

وتدرج في العمل المقاوم، حتى اعتقلته قوات الاحتلال مع قدوم السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة ومكث أشهر حتى أفرج عنه، وبعدها بفترة قليلة اعتقل الراحل صيام مرة أخرى ونقل إلى سجن المجدل الإسرائيلي في عام 1994 ومكث فيه عام حتى أفرج عنه.

وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008 أصيب الراحل صيام بشظايا متفرقة بجسده خلال القصف الإسرائيلي العشوائي للمقار الحكومية بغزة، حتى تعافى من إصابته بعد ذلك.

ينادي بالوحدة

ويقول محمد صيام إن شقيقه عبد السلام كان ينادي دومًا بالوحدة الوطنية، والتعامل مع كل فصائل شعبنا بالحس الوطني والمسؤولية العالية بعيدًا عن الحزبية.

ويوضح صيام في حديثه لمراسل "صفا" أن شقيقه كان دومًا يشعر بالآخرين، "ويتسم بصفة خاصة ومهمة يفتقدها الكثير من المسؤولين، وهو الذهاب بنفسه إلى البيوت المستورة لمساعدتها وتقديم الخير لها".

وبالرغم من مرضه بـ"سرطان بنكرياس" ورحلة العلاج الطويلة-عام ونصف- قضاها بتركيا إلا أنه كان دائما عند نداء الواجب، لا يتأخر سواء بالعمل الحكومي أو الحركي، بحسب شقيقه محمد.

خسارة كبيرة

ويرثي القيادي بحماس إسماعيل رضوان القائد صيام، مؤكدًا أن "فلسطين ودّعت قامة وطنية، وبطلاً مغوارًا خدم القضية في عدة مجالات على المستوى التنظيمي والحكومي".

ويوضح رضوان في حديثه لمراسل "صفا" أن الراحل صيام خدم شعبنا وحافظ على أمنه وقدم خدمة للمقاومة، "ودعنا رجلاً له إسهامات بالجانب الأمني والجهادي والحكومي وخدمة أبناء شعبه".

ويؤكد أن الوفاء لروح الراحل "أبو محمد" هو بالسير على نهجه وخدمة أبناء شعبنا وخدمة المقاومة".

أما القيادي بحركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل يصف في حديثه لمراسل "صفا" رحيل القائد صيام بالخسارة الكبيرة لشعبنا، حيث كان بمثابة القامة الوطنية الجامعة للشعب الفلسطيني.

ويوضح المدلل أن الراحل صيام خاض عدة مجالات تعنى بالقضية الفلسطينية "فكان مقاومًا صلبًا للاحتلال، فأصيب واعتقل عدة مرات، بالإضافة لعمله الإداري وتوليه اللجنة الإدارية الحكومية عام 2017".

ويضيف "كان نعم الرجل الصادق والمحبوب من قبل الجميع، وصاحب الابتسامة الهادئة التي تشيع الاطمئنان من حوله وتقرب الناس إليه، وكان يرفض الخطأ ويواجهه بكل قوة واقتدار".

من جهته، يؤكد القيادي بالجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة أن الراحل صيام خاض العمل الحكومي بكل قوة واقتدار رغم صعوبة المرحلة التي كان يقودها، إذ تمثّلت بصعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية جراء الحصار والانقسام والإجراءات العقابية على غزة.

ويعزّي أبو ظريفة في حديثه لمراسل "صفا" حركة حماس بفقدانه، مؤكدًا أنه كان من القيادات الوطنية الجامعة لشعبنا، وله باع بالنضال الوطني ضد الاحتلال.

ويرى مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة الشعبية في فلسطين محمد البريم أن الراحل صيام كان دومًا معول بناء للمقاومة، "فكان دومًا يحل أي اشكالية تواجه أبناء المقاومة، ويسارع دومًا إلى حلها".

ويقول البريم في حديثه لمراسل صفا "كان يذلل كل العقبات التي تتعلق على جميع المستويات، لذا نعتبر فقدانه خسارة كبيرة لشعبنا ومقاومتنا؛ إلا أن فلسطين دومًا ولادة، وسيسير على دربه بعد ذلك ألف قائد ليكملوا طريق المقاومة".

صفا