عقب استقالة قرداحي.. مبادرة فرنسية سعودية لمعالجة الأزمة

 

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت عن مبادرة فرنسية سعودية لمعالجة الأزمة بين الرياض وبيروت، في حين قال نائب لبناني عن كتلة ميقاتي إن الرياض أعطت مؤشرا على الدفع نحو دعم لبنان وحكومته.

وجاء إعلان المبادرة عقب وصول ماكرون إلى مدينة جدة بالسعودية بعد زيارته كلا من العاصمة القطرية الدوحة والإماراتية أبو ظبي.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الرئيس الفرنسي بحث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العلاقات السعودية الفرنسية، ومجالات الشراكة بين البلدين، والأوضاع في الشرق الأوسط.

وتأتي هذه الزيارة بعد يوم من استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.


وفي مؤتمر صحفي عقب مباحثاته مع ولي العهد السعودي، قال الرئيس الفرنسي إنهما تواصلا مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، وأكدا له التزام الرياض وباريس بدعم الإصلاحات في لبنان بهدف إخراجه من أزمته.

وفي بيان على صفحته الرئيسية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" (Facebook)، قال ماكرون إنه كان له حوار صريح ومفيد مع ولي العهد السعودي بشأن الأولويات السياسية المتمثلة في الأمن والاستقرار في المنطقة مع إيلاء اهتمام خاص بلبنان.

وتابع: وقد اتصلنا برئيس الوزراء اللبناني وقطعنا معا تعهدات مشتركة تتمثَّل في العمل معا ودعم الإصلاحات، وإفساح المجال أمام البلد للخروج من الأزمة والحفاظ على سيادته.

 


 

استقالة وتفسيرات
وقبل يومين أعلن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته من الحكومة، واعتبر أن هذه الخطوة فرصة لإعادة الأمور إلى طبيعتها مع السعودية، وكانت تصريحات سابقة له بشأن الحرب في اليمن قد أثارت أزمة دبلوماسية مع دول الخليج.

وقال قرداحي -في مؤتمر صحفي في بيروت- إنه قرر التخلي عن موقعه الوزاري والاستمرار في خدمة بلاده من أي موقع كان.

وتابع أنه فهم من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل أيام أن فرنسا تريد استقالته قبل زيارة الرئيس الفرنسي للسعودية من أجل حل الأزمة.


وأوضح قرداحي أن الخيار تُرك له شخصيا، وأنه قرر أن الوقت مناسب الآن لتقديم شيء يخرج لبنان من هذه الأزمة، موضحا أنه رفض الاستقالة سابقا ليقول إن لبنان لا يستحق هذه المعاملة، وفق تعبيره.

كما قال إنه لا يقبل أن يُستخدَم لأذية لبنان واللبنانيين في الدول الخليجية.

وكانت الرياض قد أعلنت في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور، وطلبت مغادرة السفير اللبناني لديها خلال 48 ساعة، وذلك في أعقاب نشر مقابلة لقرداحي وصف فيها الصراع في اليمن بالعبثي.


اتصال والتزام
من جانبه أشار الرئيس الفرنسي إلى اتصال مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، وقال إن الجانبين الفرنسي والسعودي التزما بالعمل معا من أجل دعم الإصلاحات في لبنان، وتمكين البلد من الخروج من الأزمة، والحفاظ على سيادته.


أما رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي فقد قال إن استقالة قرداحي كانت ضرورية، وإن من شأنها أن تفتح بابا لمعالجة إشكالية العلاقة مع السعودية ودول الخليج.

واعتبر ميقاتي أن الاتصال مع ماكرون وولي العهد السعودي خطوة مهمة لاستئناف العلاقات الأخوية مع المملكة.

وفي تغريدة له على "تويتر" (Twitter) قال ميقاتي إنه يخص بالشكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لحرصهما على ديمومة الصداقة تجاه لبنان.


وفي تصريحات للجزيرة، أعلن نقولا نحاس النائب في كتلة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن هناك مبحثا جديا لدعم لبنان وحكومته، مشيرا إلى أن الرياض أعطت مؤشرا على الدفع باتجاه ذلك.

وفي تصريحات للجزيرة، قال نحاس إن اتصال إيمانويل ماكرون ومحمد بن سلمان بميقاتي يعد خطوة أولى ستتبعها خطوات، موضحا أن الاتصال لم يتطرق للإجراءات الخليجية الأخيرة، إلا أنه توقّع العودة عنها.

وبيّن النائب ذاته أن المكالمة استمرت لدقائق، والتفاصيل ستبحث لاحقا.

إيمانويل ماكرون (يسار) التقى أمس السبت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جدة (الفرنسية)
شروط وأهداف
يأتي ذلك في وقت نقلت فيه صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) عن مسؤول فرنسي قوله إن الرياض اشترطت عودة الاتصالات مع لبنان بزيارة زعيم غربي لها.


وأضاف المسؤول ذاته للصحيفة البريطانية أن السلطات السعودية وافقت على إعادة سفيرها إلى بيروت، وليس واضحا إن كان ذلك سيتم بالفعل.

وكانت الرياض قد أعلنت في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور، وطلبت مغادرة السفير اللبناني لديها خلال 48 ساعة، وذلك في أعقاب نشر مقابلة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي وصف فيها الصراع في اليمن بالعبثي.

ولفت المسؤول الفرنسي في سياق تصريحاته إلى أن ماكرون قد كثف تحركه مع قرب انتخابات فرنسا لتحقيق اختراق لصالحه.

المصدر : الجزيرة + وكالات