الاستياء يتسع والغضب يتعمق.. #اسحبوا_فيلم_اميرة يكتسح منصات التواصل الاجتماعي


رصد - تواصل تفاعل الأردنيين والفلسطينيين مع قضية فيلم "أميرة" الذي قدمته الهيئة الملكية الأردنية للأفلام من أجل تمثيل المملكة في جوائز الاوسكار، فيما تعمّقت حالة الغضب والاستياء وتوسّعت، جرّاء عدم اتخاذ الجهات الرسمية أي اجراء بخصوص سحب الفيلم ووقف بثّه وسحبه من منصّات العرض المختلفة.

واستهجن الناشطون الذين غرّدوا عبر وسم #اسحبوا_فيلم_اميره فكرة الفيلم التي قالوا إنها تضرب وتحطّم معنويات الأسرى في سجون الاحتلال، وتشكك في عملية تهريب النّطف التي تمثّل أحد أشكال نضالات الأسرى، فيما نفى نقيب الفنانين الأردنيين، حسين الخطيب، وجود أي علاقة للنقابة بفيلم أميرة، قائلا إن الفيلم من اختصاص الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، فيما ترفض النقابة بشكل قاطع المساس بالثوابت الوطنية أو أي تشويه للقضية الفلسطينية أو الأسرى في سجون الاحتلال.

ولفت الخطيب في حديث لـ الاردن24 إلى أن مجلس النقابة سيعقد جلسة لبحث القضية واتخاذ القرارات المناسبة بحقّ أي فنان مسجّل بالنقابة شارك بالفيلم.

ومن جانبه، أشار الكاتب الصحفي الزميل أحمد حسن الزعبي إلى أن بعض الأعمال تأتي من باب مغازلة الصهيونية العالمية التي تقرر الفائز بالجوائز العالمية، معتبرا أن ما جرى من لعب على وتر صحة نسل الأسرى لم يكن صدفة، بل جاء ليرضوا أسيادهم ومموليهم.

واستهجن الزميل باسل العكور هذا "التهافت والتصالح الغريب المريب مع روايات العدو وخدمة غاياته واهدافه دون اي درجة من درجات الاستحياء والخجل"، متسائلا: "كيف تشكّل هذا المدّ، وتغلغل وتطور ونما في مجتمعاتنا بهذه السرعة؟!".

وأشار الزميل عمر صبرة المحارمة إلى أن "خلف كل عمل فني أو درامي مشبوه نجد بصورة أو أخرى الهيئة الملكية للأفلام".

وأكد عضو مجلس نقابة الصحفيين، الزميل بلال العقايلة، أن فيلم أميرة يمثّل "طعنة في التاريخ النضالي للأسرى الفلسطينيين وصمودهم، وتسلل غير بريء لاختراق المحرمات والمقدسات وتشويهها، وتشكيك لا يمكن السكوت عنه وتمريره بأي شكل من الأشكال، لا سيما وأن ما ذهب إليه الفيلم من إدراج خبيث شكّل محور أحداثه، من المستحيل حدوثه".

وقال الزميل ياسر أبو هلالة: "اسحبوا فلم أميرة لأنه إساءة للأردن وفلسطين على السواء، كنت أحب لو أنتج فيلم عن المفقودين الأردنيين من جنود وضباط الجيش العربي الذين لا أثر لهم، أو عن بطولاتهم في معارك باب الواد وغيرها. التطبيع الثقافي لا يقل خطورة عن التطبيع الاقتصادي والتطبيع خيانة لدماء الشهداء".

وتابع أبو هلالة: "لو أنتج الموساد فيلما، فلن يكون أسوأ من هكذا حبكة! أرجّح أنها حماقة لهاثا وراء الشهرة والجوائز الدولية لا عمالة، والنتيجة واحدة حماقة أم عمالة".

وقال الاعلامي في قناة الجزيرة، الزميل تامر المسحال: "لا يليق بالأردن، توأم فلسطين، أن يمثلها فيلم يسيء لأسرانا الأبطال".

وقال الأسير المحرر، سلطان العجلوني: "لمن لا يعلم فلا أحد يسمح له بزيارة الأسرى سوى أفراد محدودين جداً من أقارب الدرجة الأولى، وعادة تكون أم أو زوجة الأسير، وعندما يتم تهريب النطف يكون التسليم باليد من الأسير لأمه أو زوجته، وحال الاستلام تذهب الزوجة فوراً إلى المركز الطبي باتفاق مسبق معه لتتم الزراعة".

وتابع العجلوني: "المجرم الذي أنتج هذا الفيلم الساقط وطنياً يعلم هذه الأمور جيداً، لكن هناك إصرار مسبق ونية مبيتة لتشويه كل ما هو جميل في نضالنا ضد الاحتلال، لذلك يجب عدم التسامح مع هذه الجريمة وعدم الاكتفاء بسحب الفيلم وعدم بثه وإنما يجب محاسبة هؤلاء المجرمين قضائياً ووطنياً ونبذهم وكشف سواد قلوبهم".

وقالت الناشطة الحقوقية، هالة عاهد: "وكأن تهريب النطف ليس عملا عظيما ودراميا بحد ذاته؛ حتى يقرر كاتب العمل ومخرجه ومنتجه ان يضيفوا اليه حبكة تافهة اسقطت الفيلم وكادره في الوحل!".

وقال الناشط الاعلامي خير الدين الجابري: "يعني لما بدكم تعملو فيلم عن الأسرى وتقدموه للأوسكار بتشتغلوا على فكرة شيطانية زي هيك؟! وين الفن الأردني لما كان يخدم القضية بأعمال رائدة تحاكي نضال الشعب الفلسطيني وتمجد مقاومة المحتل؟ عمل مخزٍ ومشين وبرعاية رسمية، والحساب يجب أن يطال كل من شارك فيه".

وقالت مايا رحال: "أعتقد لو أن الاحتلال الصهيوني أراد تشويه صورة الأسرى الفلسطينيين في إعلامهم عن طريق عمل فني هابط، لما استطاعوا أن يخرجوا بفكرة مثل فكرة هاذا العمل الذي اقل مايقال عنه قذر وهابط ويتاجر في أطهر وأنبل قضية".

وقالت أمين عام اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، سلمى النمس: "شيء مخجل! المهم نلم شهرة! يا عيب الشوم عليهم. تهريب النطف من أشكال المقاومة التي تؤرق الاحتلال. بدل ما تعملوا فيلم لكشف أساليب الاحتلال البشعة مع الأسرى والأسيرات بتقوموا تساعدوا كيان الاحتلال بتشويه الرواية بقصة متصهينة وسخيفة ومن الخيال!".

وقال الناشط علاء ملكاوي: "كمواطن أردني أرفض بشده العمل الذي حدث على أرض الأردن وهو فلم أميرة، فهو يسيء لشرف الأسرى الفلسطينين الذي يدافعون عن آخر ما تبقى من كرامة الأمة هذا العمل الخبيث لا يمكن أن يقبل وعلى نقابة الفنانين رفض هذا الفلم ومحاسبة القائمين عليه والممثلين فيه".

وقال الناشط جواد مازن الجعافرة: "الفيلم يتناول قضية النطف المهربة وهي مقاومة من خلال الأرحام وامتداد لأسماء المعتقلين وتخليد لأسمائهم وتاريخهم، وبطريقة خبيثة، ليتم التشويه والتشكيك والتخويف من استمرار عملية حرب الأرحام".

 وكانت اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الصهيونية، أصدرت الأربعاء، بياناً عبرت فيه عن غضبها واستنكارها لعرض فيلم أميرة والذي تم عرضه في مهرجان كرامة مطلع هذا الأسبوع، مطالبة وزارة الثقافة وهيئة الإعلام والهيئة الملكية للأفلام وإدارة مهرجان كرامة السينمائي "لأفلام حقوق الإنسان" بالإضافة إلى نقابة الفنانين الأردنيين، باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عرض هذا الفيلم ومنع عرضه في دور السينما وسحبه من كافة المنصات، ومحاسبة المسؤولين القائمين على إنتاج هذا الفيلم الذي يسيء للأسرى والأردن، وسحب الفيلم من تمثيل الأردن في جائزة الأوسكار، كما طالبت نقابة الفنانين بمحاسبة المشركين بالفيلم والضغط لأجل وقفه.

وأكدت وزارة الثقافة الفلسطينية و"مؤسسات الأسرى" رفضها وإدانتها لإنتاج فيلم "أميرة"، معتبرة إياه تعديا واساءة واضحة لكرامة الأسرى وبطولاتهم وتاريخهم الكفاحي العظيم، حيث يتناول عملية تهريب "النّطف" من سجون الاحتلال.

وقال وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، في بيان صحفي: "الفيلم يمس بشكل واضح قضية هامة من قضايا شعبنا ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية، ويسيء بطريقةٍ لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية، التي نعلم جميعًا مدى قدسيتها وأهميتها على المستويين الشعبي والرسمي وعلى المستوى القومي".