حيتان اللحوم وجدل الخراف الجورجية.. لماذا خفضت مولات اسعار اللحوم لديها؟!
خاص - فجأة، وجد الأردنيون أنفسهم أمام جدل "الأغنام الجورجية" وفتح باب استيرادها؛ بدأ الأمر بتداول مقطع فيديو لمزارع أغنام أردني في جورجيا يبدي فيه استعداده لتصدير الأغنام الجورجية ذات الجودة العالية والسعر الزهيد إلى الأردن، تبعه لقاء وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات بذلك المستثمر وعدد من المستثمرين الأردنيين في جورجيا، ثمّ الاعلان عن فتح باب استيراد اللحوم من جورجيا بشرط "ازالة اللية عن الخروف الشبيه بالبلدي، وذلك بعد الذبح في المربع الصحي أو المسالخ المعتمدة".
بعد ذلك بدأت الحملات الاعلامية المضادة والمشككة بغايات فتح باب الاستيراد، لكن السؤال الواقعي الذي يجب طرحه، مادام الأردن يستورد أكثر من 62% من حاجته من اللحوم الحمراء من الخارج، فلماذا لا نستورد الأفضل جودة والأقلّ سعرا؟ هل هذا مرتبط بأرباح "حيتان اللحوم" الذين يضيرهم أن يأكل الأردنيون اللحم ذا الجودة العالية دون أن يتمكنوا من مضاعفة أرباحهم.
المريب، ما شهده الأردنيون خلال اليومين الماضيين، فكبرى المولات قامت بتقديم عروض هائلة على أسعار اللحوم، وانخفضت أسعارها بشكل كبير، فإذا كان لديهم قدرة على خفض الأسعار من البداية، فلماذا لم يفعلوا هذا سابقا؟! لماذا حرموا الناس من تناول اللحوم كلّ هذه السنوات؟! لماذا جرى التخفيض بمجرّد الحديث عن قرب دخول اللحوم الجورجية ذات الجودة والسعر الزهيد إلى السوق؟!
وأما الحديث عن حماية المنتج البلدي أو المحلّي، فإن ذلك ممكن من خلال تحديد كميات الاستيراد والحفاظ على نسبة البلدي في السوق، وأما استمرار تمكين "حيتان اللحوم" من السيطرة على السوق فهذا لم يعد مقبولا..
وحول ذلك، أكد الناطق الاعلامي في وزارة الزراعة، لوارنس المجالي، أن الوزارة منحت (9) رخص استيراد للحوم من جورجيا الأسبوع الحالي، حيث تسمح الرخصة بادخال اللحوم الطارجة والحية والمبردة من جورجيا للمواشي والعجل شريطة ازالة اللية عنها.
وقال المجالي لـ الاردن24 إن المواشي الحية ستدخل إلى المربع الصحي ليتم ذبحها هناك وازالة اللية، ومن ثم ستدخل إلى السوق المحلي بمرافقة أمنية حتى لا يتمّ بيعها على أنها لحوم بلدية، لافتا إلى أن الاستيراد سيساهم بتخفيض الأسعار نظرا لوجود منافسة بين المستوردين.
ولفت المجالي إلى أن الوزارة ليس لديها تحفظات على استيراد اللحوم من كافة الدول شريطة أن لا تكون من الدول التي تظهر فيها أمراض، مؤكدا أن حاجة السوق المحلي من اللحوم المستوردة تتجاوز 60%، والباقي يتم تغطيته من الانتاج المحالي.
ومن جانبه، قال رئيس جمعية مربي الثروة الحيوانية في الجنوب، زعل الكواليت، إن المزارعين اعترضوا على ادخال الخراف الحيّة خشية تأثر الثروة الحيوانية في الأردن وبالتالي انخفاض أسعار اللحوم البلدية.
وأضاف الكواليت لـ الاردن24 إن المربّين يرفضون ادخال الخروف الحيّ، لافتا إلى أنه حدث في الماضي أن سُمح باستيراد اللحوم الجورجية، ومن ثمّ أعيد تصديره على أنه خروف بلدي.