"الوطني لمكافحة الامراض".. إنفاق لإحياء ميت!!



وصف المركز الامريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (cdc) الوضع الوبائي في الأردن بأنه "عالي الخطورة", ونصح " بتجنب السفر إلى الأردن " .

وقال المركز في آخر تحديث للسفر عبر موقعه الالكتروني ، إنه في حال كان السفر "ضروريا "إلى الأردن يجب تلقي لقاح كورونا بالكامل قبل السفر.

وفي الوقت الذي تشير المراكز الطبية المتخصصة ويؤكد خبراء صحيون محليون خطورة الوضع الوبائي ويحذرون من تفاقم الازمة الصحية وتداعياتها ، ويدعون الى اتخاذ إجراءات اكثر نجاعة في التصدي للوباء ومكافحته، تواصل الحكومة التعامي ونهجها الراسخ في دفن رأسها في الرمال ولا ترى في المشهد الدامي غير صورة أوامر الدفاع التي يصدرها رئيسها المنشغل "ببروباغندا " إطالة عمر الحكومة !!

وفي ظل سياسة التعامي الحكومي الممنهج يحرز الأردن تقدما واضحا ويحتل المرتبة 16 عالميا والأولى عربيا بعدد الإصابات بكورونا التي تتلقى العلاج في المستشفيات، والمرتبة 39 عالميا والثانية عربيا باصابات كورونا النشطة، حسب موقع worldometers.

والغريب المريب ان الحكومة لا يرمش لها طرف ، ولا يحرجها افتضاح أمر تخبطها ،الذي يعبر عنه بوضوح شديد تضارب تصريحاتها وتناقض إجراءاتها وازدواجية قراراتها وكيلها بعدد لا يحصى من المكاييل ، وفقا للموقف ، وتجلى ذلك بشكل صارخ في منع محافظ العاصمة التجمعات وتصريح وزير الداخلية لها في حادثة "البوليفارد " ، والكل يعرف تفاصيل الحكاية .

والبوليفارد ليس مربط الفرس ، ولا أول الحكاية وحبكة القصة فيها ، وسأقفز فوق كل الحقائق وأرقام الموت الصاعد على منحنى الوباء ، ولن القي بالا لارتفاع مؤشر الفحوصات الايجابية التي تجاوزت خط العشرة بالمئة ، وسأتغافل عن إرتفاع نسب دخول المستشفيات ، لأعود الى السطر الاول .

يصف المركز الامريكي لمكافحة الامراض والوقاية منها الوضع الوبائي بعالي الخطورة ويحذر من السفر للاردن ، ويضع مواطنيه مرة أخرى في دوامة الهلع والخوف والقلق والحيرة في ظل غياب رسمي أكثر فتكا من الفيروس الذي يخشونه!!.

وتسلط تصريحات المركز الامريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (cdc) الضوء ساطعا على نظيره الأردني المركز الوطني لمكافحة الاوبئة ، ومن حقنا ان نسأل اين هو ؟؟.

اليوم ، المواطن الأردني احوج ما يكون الى معرفة الحقيقة ويفترض جدلا أنها بين يدي مركزه الوطني الذي انشىء ليحمل ملف الكورونا بتفاصيله كافة ، فلماذا يغيب في لحظة حرجه ؟؟.

منذ انشئ المركز الوطني لم ينبس ببنت شفه اللهم بتصريحات مكررة نسمعها على لسان عديد من مسؤولي الدولة ، ولم يقدم انجازا واحدا يخرج به عن السياق العام لمهزلة المكافحة التي اوصلتنا الحضيض ، وكل يوم يقدم لنا الدليل تلو الدليل على فشله في تبرير وجوده وضرورته .

وللحقيقة، فإن المتابع للشأن الصحي ينتظر كما عامة الناس في بلدي جهة مهنية رسمية موثوقة تقدم تحليلا علميا موضوعيا لواقع الحال في مواجهة ما ينشره المركز الامريكي ، ليكون المرجعية الأكثر مصداقية وقبولا لبناء معرفة واعية ، تحدد سلوك الناس داخليا وخارجيا، باتجاه إيجابي يبدد حالة الهلع ويدفع نحو مزيد من المكافحة الملتزمة المبنية على المعرفة التي تعزز الثقة ولا تزعزعها .

وللأسف الشديد ، يفشل المركز الوطني مرة أخرى في النهوض بدوره المأمول ،ويقدم صمته وغيابه المطلق إزاء ما يحدث دليلا اضافيا آخر يرسخ القناعة بعدم جدواه، وعبثية هدر المال العام الذي ينفق لإحياء ميت ، دفنه واجب قبل تحلله وانتشار أوسع لرائحة الجثة الهامدة.

ومن يتابع تصريحات رئيسة مركز مكافحة الأوبئة والأمراض السارية، لن يعاني في ادراك موضوعية ما نذهب اليه، واحيل القارئ الكريم الى تصريحها الاخير لوكالة الانباء الاردنية فمضمونه لا يخرج عن مضامين التصريحات الرسمية التي بات أصغر طفل في الاردن يحفظها عن ظهر قلب ولا تحمل القيمة علمية تستند الى جهد بذله المركز استنادا الى الدور والمهام المنوطة به .

باختصار مركز مكافحة الاوبئة والأمراض السارية لا ينهض باي دور ذو قيمة وتكرر رئيسته اطلاق تصريحات نسمعها على لسان عدد كبير من حاملي ملف كورونا بينما القضية الأهم وما ينتظره الناس حول تصريحات المركز الامريكي وتحذيره وما ينطوي عليه من تبعات تتجاهله الرئيسة وكأنه لم يكن .