مشروع الغمر الزراعي ...رسالة اردنية وأخرى لإسرائيل



 
 
تابعت كما تابع الأردنيون جميعهم، على شاشات التلفاز، وسط حالة من الأمل والبهجة وتعزيز الثقة بالنفس ما شهدته منطقة الغمر الأردنية المستعادة من الكيان الإسرائيلي الغاصب،من استغلال لاراضيها وزراعتها بمحاصيل متنوعة تثلج صدور الأردنيين وتعيد لنا ثقتنا بامننا الزراعي خاصة بعد إعطاء الإشراف على هذا المشروع الوطني بامتياز لقواتنا المسلحة الاردنية (الجيش العربي ) . إن ما تم من افتتاح لهذا المشروع الزراعي في هذه المنطقة الاردنية الحدودية له دلالة هامة تتمثل باشراف شخصي من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني ودعمه وتشجيعه للقائمين عليه، وباشراف مباشر من القوات المسلحة الاردنية، هذه المؤسسة التي تتعدد مهامها في الأمن الوطني الأردني، فبالاضافة للدور الامني والعسكري الرئيسي لها تساهم في الدور التنموي عند الضرورة، فهي المؤسسة التي يجمع الاردنيون على اهميتها في حفظ الوطن وتنميته بعيدا عن كل التشكيك والبيروقراطية التي قد تتوجه سهامها نحو الحكومة احيانا.

سؤال نطرحه بقصد الإجابة ، هل تتحول منطقة الغمر الأردنية - التي مكثت لفترة طويلة مع الكيان الاسرائيلي وربما كانت تستغلها بوجه غير حق - إلى قصة نجاح حقيقية للمشاريع الزراعية في الأردن. الاجابة، نعم من الممكن أن يشكل نموذح مشروع الغمر الزراعي بذرة نجاح قابلة للتطور لتشمل أراضي مماثلة في مناطق ثانية عبر ربوع الأردن حيث المساحات الواسعة غير المستغلة، بحيث يمكن التفكير بها وادراجها ضمن الخطط الاستراتيجية الوطنية الأردنية مستقبلا شريطة إشراف القوات المسلحة الاردنية عليها دون غيرها، لانعدام الثقة بالمؤسسات الاخرى وتخبطها . إن ما انجزته القوات المسلحة وباشراف مباشر من عطوفة رئيس الأركان اللواء يوسف الحنيطي ، مشروع وطني بامتياز يهدف لاستغلال ١٤ الف دونم من اراضي الغمر الأردنية على خمسة مراحل، في المرحلة الأولى اشتمل على زراعة حوالي ٢٠٠٠ بيت بلاستيكي بالفلفل على الف دونم، وزراعة ٢٤٠ بيتا بلاستيكيا بالثوم، ضمن أحدث الطرق الزراعية والتكنلوجية بهدف تحقيق الأمن الغذائي الأردني، وخدمة المجتمع المحلي وتوفير ٢٥٠ فرصة عمل حقيقية لاهل منطقة وادي عربة وما حولها..(كنا اشار عطوفة مساعد رئيس الأركان الدكتور يوسف الخطيب)

مشروع الغمر (بفتح الغين ) يحمل في طياته دلالات ورسائل كثيرة سهلة وبسيطة وواضحة. اولاها إرادة الأردن والاردنيين الحقيقية والجادة في وقتها وتوقيتها. فقد عكس البدء بهذا المشروع- بعد استعادة الأردن سيادته على أرضه هذه- حقيقة تصميمه و قدرته وامتلاكه الارادة الجادة على استغلال هذه الأرض لغايات انتاجية بحته في غضون فترة زمتية قصيرة جدا، أي منذ تشرين الأول عام ٢٠١٩حيث فرض السيادة الأردنية عليها وحتى كانون أول حيث الاعلان عن بدء المشروع وفق احدث الطرق الزراعية الحديثة، وهذا يدلل على اهمية هذه البقعة من تراب الأردن، كما يعني أن هناك ارادة وتصميم على استغلالها بشتى السبل وخاصة زراعيا لرفد الاقتصاد الوطني وتحقيق جزءا من الأمن الغذائي الأردني لعل ذلك يخرج طاقات الأردنيين الزراعية او يكون حافزا لوزارة الزراعة للتركيز على زراعة الأراضي الأردنية. ثاني رسائله، اردنية وطنية اقتصادية وتتمثل بالرغبة بالعمل والانتاج وخاصة الزراعي - هذا القطاع المهمل من أجندة لحكومة والذي يفتقد للاهتمام والاستراتيجيات وفق تغول اطراف عديدة عليه دون تمكن الحكومة من ضبط الامور رغم جدية وزير الزراعة الحالي وشجاعته في خدمة القطاع الزراعي - بغرض التصدير وتوفير عددا من فرص العمل للتخفيف من البطالة. والرسالة الأهم جاءت ردا على كل المشككين من الداخل والخارج على عدم جدية الاردن في استعادت اراضيها واستغلالها، وضعف الموقف الاردني امام الإسرائيلي. فجاء المشروع اسكاتا لكل المشككين بارادة الاردن وقيادته. فهذه رسالة حرص على الاردن وارضه وحماية قواه الوطنية، وفيها بعث للامل بالوطن وارادته الوطنية، مع ضرورة عدم الاستمرار في جلد الذات ودون دعم لاي مشروع وطني والتشكيك بكل ما تقوم به الدولة. مع اتساع صدرنا للنقد دون الذهاب بعيدا للتقليل من اي جهد وطني. اما الرسالة الأخيرة فهي رسالة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بان هذه الأرض جزءا من فلذات قلوب الأردنيين، ونبضاتهم، وهي شوكة في اهداف دولة اسرائيل ومخططاتها كما هي الباقورة، والاهم من ذلك أنها في حماية القوات المسلحة الجيش العربي وتحت اشرافها ، هذه القوات التي لقنت اليهود في اللطرون وباب الواد والكرامة، درسا في الوطنية والكرامة والحيض عن الوطن، والقادر على حماية امنه الوطني بكافة ابعاده وفي مقدمتها العسكري لدحر اي معتد عن أرض الأردن.. رغم وجود معاهدة سلام معه.