بيت لحم تتوشح حلة الأعياد وسط مظاهر احتفالات محدودة



تزينت شوارع مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة بأضواء عيد الميلاد، وفتحت محالها التجارية أبوابها استعدادًا لاستقبال السياح والحجيج الوافدين إلى المدينة التي شهدت ميلاد السيد المسيح قبل أكثر من عقدين وألفي عام.
وشهد عيد الميلاد في عام 2020 غيابًا تامًا لأي مظاهر الاكتظاظ أو السياحة المعتادة في مثل هذه المناسبات؛ بسبب تفشّي فيروس "كورونا"، فيما شهدت أجواء العيد العام الحالي مشاركة محدودة لرجال دين وشخصيات رسمية، وسط إجراءات وقائية ضد الفيروس ومتحوراته.
وفي خضم تحضيرات أهالي المدينة وتجارها لعودة حلة عيد الميلاد بشكلها المألوف لاستقبال آلاف السياح والحجيج، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقف استقبال الأجانب تحت دعاوى محاربة متحور "أوميكرون" الجديد.
وتقول المواطنة ساندي جعار، مالكة أحد المطاعم في شارع النجمة، إنّها "اعتادت على ازدحام مطعمها بزبائن من جنسيات مختلفة خلال فترة العيد"، موضحة "أن بهجة العيد ناقصة بلا سياح، بالرغم كل محاولات استعادتها وتعويضها بمظاهر أخرى".
وتذكر في حديثها لوكالة "صفا" أنّها شاركت في "سوق الميلاد" الذي نظمته بلدية بيت لحم في شارع النجمة.
وتضيف "كان من المألوف أن يقام السوق في ساحة المهد، ولكن المنظمين لهذا العام حاولوا إعطاء فرصة لعدد أكبر من المشاركين لتحسين ظروفهم الاقتصادية، بالإضافة إلى إحياء الشارع كمكان أثري".
وحول الإقبال على السوق، تبيّن جعار أن الإقبال كان كبيرًا في ليلة إضاءة الشجرة ومتواضعًا في بقية الأيام.
وتتابع "غالبية المحال التجارية بضائعها تستهدف السياح، من تحف ومطرزات ومنتجات التراث الفلسطيني، بناءً على الطابع العام المعهود لأجواء المدينة ونوعية زبائنها في فترة العيد".
وتوضح أنّ عيد الميلاد هذا العام أفضل من سابقه، لكن البهجة ما زالت منقوصة، لافتةً إلى أنها تصطحب أطفالها كل ليلة إلى السوق مع أخذها احتياطات الوقاية والسلامة بعين الاعتبار، لتعويضهم عن العام المنصرم.
خسائر مادية
بدوره، يقول رئيس جمعية الفنادق العربية إلياس العرجا، إنّ نسبة الحجوزات في فنادق مدينة بيت لحم ليلة إضاءة الشجرة بلغت 70%، بالرغم من توقف السياحة الخارجية.
ويشير إلى أن الحجوزات كانت لأهالي الداخل المحتل ومواطنين من محافظات الضفة.
ويبّين أنّ خسارة أصحاب الفنادق هذا العام لا تقل عن سابقه "إذ يشغل فندق كامل دون حجوزات تغطي تكلفة تشغيله على أدنى تقدير".
ويضيف العرجا أنّ الحجوزات قبل فيروس كورونا كانت تصل إلى 100% خلال فترة عيد الميلاد بأكملها وليس لليلة واحدة فقط، لافتاً إلى أن خسارة الفنادق فادحة وتتخطى المليار شيكل.
ويلفت إلى أن العاملين في قطاع السياحة يواجهون حالة عزوف للسياح؛ الأمر الذي يتطلب الكثير من العمل والوقت لاستعادة ثقة السائح.
ويشير إلى إلغاء عدد من الحجوزات عقب قرار سلطات الاحتلال وقف استقبال الأجانب، بعدما شاع تفاؤل ببداية عودة دوران عجلة السياحة الخارجية خلال فترة العيد.
من ناحيته، يذكر الناطق باسم وزارة السياحة جيريس قمصية أنّ السياحة الوافدة متوقفة منذ بداية جائحة "كورونا"، والوزارة تعمل بدورها على تهيئة المواقع والمؤسسات السياحية من خلال التدريب على بروتوكولات السلامة والوقاية.
ويؤكد في حديثه لوكالة "صفا" جهوزية فلسطين لاستقبال السياح الأجانب، مبيّنًا أنّ الاحتلال هو من يوقف استقبالهم ووصولهم إلى البلاد.
وكإجراء بديل- يبيّن قمصية- أنّ وزارة السياحة عملت على تشجيع المواطنين في الداخل المحتل وفي مدن الضفة كافة للسياحة الداخلية إلى مدينة بيت لحم، إذ بلغت نسبة الحجوزات في الفنادق ليلة إضاءة الشجرة ما يقارب الــ80%.
ويوضح أنّ من بين الإجراءات المتبعة لدى المؤسسات السياحية عدم استقبال أي حجوزات في الفنادق للأشخاص غير الملقحين، بالإضافة إلى اشتراط إجراء فحوصات تؤكد سلامتهم من الفيروس.

ويشير إلى أنّ هناك مؤشرات إيجابية فيما يخص فتح سلطات الاحتلال للمطارات واستقبال السياح الأجانب، مشدّدًا على أنّ المؤسسات السياحية الفلسطينية تتبع كل سبل الوقاية وقادرة على استقبال السائحين الأجانب.
ويذكر قمصية أن عودة السياحة الخارجية إلى ما كانت عليه سابقًا بحاجة إلى وقت، متوقعًا أن تكون السياحة الخارجية في بدايتها متواضعة جدًا.