“كورونا”: 60 %النسبة الحاسمة لدخول المستشفيات قبل قرع ناقوس الخطر
مع ارتفاع المؤشرات الوبائية يوميا وزيادة معدلات إشغال اسرة العناية الحثيثة والتنفس الاصطناعي وغرف العزل، يتخوف خبراء أوبئة من الضغط الكبير على المنظومة الصحية في مواجهة فيروس كورونا مجددا، خاصة مع دخول المتحور الجديد أوميكرون الأراضي الأردنية، معتبرين أن نسبة 60 % لدخول المستشفيات هي الفيصل لقرع ناقوس الخطر.
وأشار هؤلاء الخبراء الى ضرورة تعديل البروتوكولات العلاجية، خاصة وأن غالبية الإصابات تتركز في إقليمي الشمال والوسط، وهناك مخاوف من تزايدها بين اللاجئين وطلبة الجامعات، نظرا للكثافة السكانية، ما يسرع في عملية التفشي الوبائي.
واعتبر هؤلاء ان ارتفاع الاصابات يوميا ينذر بمخاوف فقدان السيطرة على الفايروس، فيما يرى عدد منهم ان الامور تحت السيطرة، وان الضغط الان على المستشفيات الميدانية، والمنظومة الصحية يمكنها ان تحتمل أكثر.
وفي السياق قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الاوبئة الدكتور بسام الحجاوي إن المؤشرات حتى الآن "ليست خطيرة”، لافتا الى أنه ينظر الى نهاية الأسبوع الوبائي، وإلى المعدل العام للحالات على أجهزة العناية الحثيثة، ومعدل الإصابات، وبعدها يمكن الحكم.
واعتبر الحجاوي ان القياس الآن هو على مؤشر المستشفيات الميدانية، فيما تتوفر مستشفيات في القطاع العام والقطاع الخاص، وبالتالي فإن المؤشر ليس خطيرا.
وبين انه يجب قراءة الأرقام بشكل صحيح على مستوى المملكة كنسبة عامة وليس على مستوى قطاع أو اقليم واحد فقط.
وشدد على ان الخوف ينشأ اذا تجاوزت نسبة الإدخالات إلى المستشفيات حاجز 60 % فيتم بعدها اللجوء الى خيارات أخرى.
من جهته، قال خبير الاوبئة الدكتور عبدالرحمن المعاني إن المؤشرات الوبائية بدأت بالارتفاع، خاصة في دخول المستشفيات في منطقتي الوسط والشمال، وهي مناطق تعاني كثافة سكانية نظرا لوجود اللاجئين وطلبة الجامعات.
وأشار إلى أن الموجة الآن في ذروتها، في إقليمي الوسط والشمال، حيث ارتفعت مؤشرات ادخال غرف العناية الحثيثة الى 53 % في الشمال، و44 % في الوسط، و33 % في غرف العزل، ما يعني ان المؤشرات باتت خطيرة في الإقليمين اللذين يشكلان 80 % من مجموع إصابات المملكة.
وبين المعاني أن المطلوب الآن، في ظل ارتفاع أعداد الوفيات التي بلغت (42) أمس، ودخول المرضى للمستشفيات (214 حالة)، ما يعني ان الإصابات إما أنها تصل متأخرة إلى المستشفيات وإما أن يكون هناك خلل في البروتوكول العلاجي.
واعتبر ان وجود 66300 حالة نشطة يعني أن آلاف الحالات موجودة دون رقابة ومتابعة، ومنها إصابات تزداد سوءا وتراجع المستشفيات في حالة متأخرة.
ولفت إلى وجوب مراجعة البروتوكول العلاجي حسب المعطيات الوبائية الجديدة، لازدياد الوفيات ودخول المستشفيات، وخاصة لجهة الضغط على اجهزة العناية الحثيثة وأجهزة التنفس الصناعي، معتبرا أن هناك مشكلة كبيرة فضلا عن نقص الأدوية لمثل هذه الحالات.
وسجلت المملكة يوم أمس 5225 اصابة جديدة بالفيروس و42 حالة وفاة، فيما بلغت النسبة الإيجابية 9.38 %، ودخول المستشفيات 214 حالة، وبلغت الحالات النشطة 66300 حالة.
من جهته، أكد مستشار رئاسة الوزراء للشؤون الصحية مسؤول ملف كورونا الدكتور عادل البلبيسي، أن إشغال المستشفيات في سائر محافظات المملكة هو ضمن النسب الطبيعية ولا يوجد ما يدعو للقلق ما لم تصل إلى 60 % فما فوق، لافتا إلى أن هناك استعدادا كاملا لزيادة عدد الأسرة في أي مستشفى أو منطقة عند الحاجة إلى ذلك.
وأوضح البلبيسي أنه لا توجه أو قرار حتى الآن لإعطاء المطعوم للأطفال من 5-11 عاماً بالرغم من إقدام العديد من الدول على هذه الخطوة.
وأكد البلبيسي أن المتحور الجديد "أوميكرون” لا يستدعي فرض أي اغلاقات أو حظر كما يتم تداوله، مشيراً الى أن التعامل معه سيتم وفق بروتوكلات صحية تراعي السلامة العامة، وإبقاء الوضع الوبائي في الجانب الآمن.