الذكرى الخامسة لاغتيال "طيار المقاومة"


توافق اليوم الذكرى الخامسة لاغتيال المهندس الطيار محمد محمود الزواري (49 عاماً) من تونس، وهو أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات "الأبابيل" التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس".

واغتيل القائد القسامي التونسي الزواري يوم الخميس 15 ديسمبر 2016 م على يد خلية تابعة للموساد الإسرائيلي، عند الساعة الثانية بعد الظهر أمام منزله الكائن بطريق منزل شاكر، وسط مدينة صفاقس.

وتعرض الشهيد الزواري لإطلاق نار كثيف في الوقت الذي كان يستعد فيه لتشغيل سيارته، وقامت شاحنة صغيرة باعتراض طريقه، بينما بدأ شخصان آخران بإطلاق النار عليه ب 20 رصاصة، استقرت ثمانية منها فيه، كان من بينها ثلاثة رصاصات قاتلة على مستوى الصدر والرأس.

وأوضح موقع كتائب القسام الإلكتروني أن الشهيد الزواري كان يجهز في تلك الفترة للإعداد لمشروع الدكتوراه، والمتمثل في إنشاء غواصة تعمل بالتحكم عن بعد.

وتيمناً وتكريما للشهيد الزواري كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام منتصف مايو الماضي، عن إدخال جيل جديد من الطائرات المسيرة باسم "الزواري" إلى الخدمة لتنفيذ مهمات رصد واستطلاع.

ونشرت الكتائب فيديو يظهر تنفيذ الطائرة طلعات رصد واستطلاع لتحديد أهداف ومواقع الاحتلال خلال معركة "سيف القدس" الحالية.


من هو الزواري؟

وبدأ المهندس الزواري مسيرته التعليمية مروراً بمطاردته لسنوات من نظام بن علي البائد، وتنقل بين الدول العربية، وصولاً إلى رسالة الدكتوراه والمتمثلة في إنشاء غواصة تعمل بالتحكم عن بعد، ثم استشهاده.

وكان دمث الأخلاق، يحتاط لأبعد الحدود، عرف بنبوغه وبكونه طاقة وهامة علمية خاصة خلال فتراته الدراسية.

ولد القسامي الزواري بصفاقس في يناير عام 1967م، وبدأ تعليمه بالمدرسة الابتدائية "بالي"، ثم التحق بمعهد الذكور الهادي شاكر ليتم تعليمه الثانوي، أما تعليمه الجامعي فكان بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس حيث درس فيها الهندسة الميكانيكية.

وخلال دراسة الشهيد الجامعية، أشرف على العمل الإسلامي لحركة النهضة بمعاهد صفاقس، كما كان عضواً في قيادة الاتحاد العام التونسي للطلبة بصفاقس.

وفي السنة الرابعة من الدراسة الجامعية تعرض للغطرسة والتضييق من الأجهزة الأمنية التابعة لنظام بن علي البائد، فاعتقل عديد المرات بتهمة الانتماء لحركة النهضة.

إلى غزة والقسام

انضم الشهيد المهندس الزواري إلى صفوف كتائب القسام عام 2006 في سوريا، وأشرف على تصنيع 30 طائرة بدون طيار برفقة رجال القسام قبل حرب 2008.

واكتسب الزواري خبرته العملية من ضابط في الجيش العراقي لينقل التجربة بعدها لكتائب القسام، ليساهم في معركة الإعداد والتطوير بشكل نوعي ومؤثر وعميق.

وقاد الزواري فريقا من القسام في زيارة استكشافية لإيران والتقى بفريق خبراء مختص بالطائرات بدون طيار وأبدى استعداداه لتدريب الفريق، وتفاجأ الإيرانيون من خبرة الفريق وأنه قادر على تصنيع الطائرة وإطلاقها يدويا.

وفي الفترة الواقعة ما بين 2012 إلى 2013، زار المهندس غزة أكثر من 3 مرات، ومكث قرابة 9 أشهر فيها واستكمل بناء وتطوير مشروع الطائرات.

المطاردة

تعرض القائد القسامي الزواري للمطاردة من قبل أجهزة بن علي الأمنية، فاضطر في البداية إلى الاختفاء بأحد منازل صفاقس القديمة المسماة "برج" رفقة 40 من إخوانه المطاردين على ذات التهمة.

وتمكن بعدها وبمساعدة أحد رفاقه من الانتقال إلى ليبيا عام 1991م، وقضى بها 6 أشهر قبل أن يتنقل إلى سوريا، حيث قضى بها كذلك 6 أشهر وتزوج من زوجته السورية.

بعد ذلك طلب اللجوء السياسي لدى جمهورية السودان، وأقام بها نحو 6 سنوات، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية، ومكث بها شهراً واحداً قبل أن يعود إلى سوريا ليقيم بها، وعمل مع شركة في الصيانة.

وعاد المطارد إلى أرضه، بعد سنوات وأقام بها لفترة قاربت الـ 3 أشهر قبل أن يعود مجدداً إلى سوريا ليواصل عمله مع شركته.

جاء قرار الشهيد العودة إلى بلاده ليستقر فيها برفقة زوجته، ليواصل بحوثه على أرض وطنه، وقدم مشروع تخرجه في الهندسة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس عام 2013 م، والمتمثل في اختراعه لطائرة بدون طيار.

مشروع الدكتواره والشهادة

عمل المهندس الطيار كأستاذ جامعي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وأسس مع عدد من طلبته وبعض الطيارين المتقاعدين نادي الطيران النموذجي بالجنوب.

ظل الشهيد يعاود زياراته إلى تركيا عدة مرات ليواصل العمل في مشروعاته مع الشركة التي كان يعمل بها بسوريا والتي انتقلت إلى لبنان فيما بعد.

وكانت آخر تنقلات الزواري الخارجية إلى لبنان، وذلك منذ بداية نوفمبر، قبل أن يعود إلى بلاده خلال الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر، ليكون آخر لقاء بطلابه يوم السبت 10 ديسمبر 2016م.