ماذا يقصد هنية بفتح معركة الأسرى في كل الأزمنة والساحات؟
كان من اللافت إعلان رئيس حركة حماس إسماعيل هنية عن معادلة جديدة في معركة تحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، خلال خطابه بذكرى انطلاقة حركته الـ34 أمس.
وقال هنية خلال كلمته إن: "معركة تحرير الأسرى معركة مفتوحة في كل الأماكن والأزمنة والساحات"، وهي جملة تشي بإمكانية توسيع دائرة المعركة مع الاحتلال في هذا الجانب إلى أماكن غير معهودة.
ويتفق محللون ومختصون بالشأن الفلسطيني تحدثت معهم وكالة "صفا" على أن "حماس تُولي أهمية كبيرة لملف الأسرى داخل سجون الاحتلال، وقد تذهب إلى خيارات أخرى في سبيل تحريرهم".
ويعتقد المختصون أن حماس "وأمام المماطلة والتعنت الإسرائيلي، لن تقف عند حد معين ومن الممكن أن تتسع ساحات معركة تحريرهم لمناطق وساحات أخرى".
"لا قيود"
الكاتب والمختص محمود مرداوي يقول لـ"صفا" إن حديث هنية في هذا السياق "لا يقبل التأويل، بأن الخيارات باتت مفتوحة أمام الحركة في سبيل إطلاق سراح الأسرى، ولن تقف عند حد معين أمام تردد الموقف الإسرائيلي".
ويشير مرداوي إلى ضرورة أن "يتلقف الجميع رسالة حماس بألا حدود ولا قيود أمامها في سبيل تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال".
ويضيف "ما جاء خلال مناورة كتائب القسام اليوم-درع القدس- في غزة، والتي تضمنت أشكالًا ونماذج لعمليات أسر جنود الاحتلال بمثابة رسالة تأكيد بأن حماس عازمة على تحقيق هدفها بتحرير الأسرى مهما غلت التضحيات والأثمان".
"أسر الجنود"
أما الكاتب إياد القرا، فيقول خلال حديثه لـ"صفا"، إن حماس تولي جهدًا حثيثًا في الملف؛ سواء على صعيد إتمام صفقة تبادل تليق بتضحيات الأسرى أو تنفيذ عمليات أسر.
ولعل الرسالة المبطنة من حديث هنية هي إمكانية ذهاب حماس إلى خيارات أخرى، كتنفيذ عمليات اختطاف واستخدام أدوات ووسائل مختلفة داخل فلسطين المحتلة أو خارجها في حال مواصلة الاحتلال مماطلته في هذا الملف، وفق القرا.
ويضيف "قد تضطر فصائل المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس لأن تذهب لخيار خطف الجنود، وهذا ممكن أن يؤدي لمواجهة من جديد، لأجل الضغط على الاحتلال وتحذيره من أن سياسة المماطلة والتسويف لن تجدي".
تغير في التكتيكات
أما الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم حبيب، فيرى أن "الرسالة واضحة للاحتلال بأن صبر المقاومة وحماس لن يطول، وأن بقاء الأسرى داخل السجون وعدم إتمام صفقة مرضية قد يدفع لتفجير الأوضاع".
ويرى حبيب أن معارك المقاومة "مفتوحة أمام استهداف الاحتلال وعناصره واستخباراته".
ويشير إلى أن "المقاومة وحماس قد تغير من تكتيكاتها بخصوص مواجهة الاحتلال في ساحات جديدة، وهذا سيكون المتغير الخطر في الصراع ".
وأوصى ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، المستوى السياسي باستغلال الهدوء على جبهة غزة والإسراع في إبرام صفقة تبادل أسرى "معقولة للجانبين" مع حركة حماس.
وقالت مصادر أمنية للموقع وفق ترجمة "صفا"، إن سبب الجمود في ملف مفاوضات التبادل حاليًا "عدم رغبة الجانبين في التنازل عن الثمن الواجب دفعه في الصفقة".