50 ألفاً من مستخدمي فيسبوك ربما كانوا هدفاً لأنشطة تجسس في 100 دولة
أعلنت شركة "ميتا" المالكة لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الخميس، أن الموقع أبلغ نحو 50 ألف مستخدم في أكثر من 100 دولة أنهم ربما كانوا أهدافاً لمحاولات اختراق بغرض التجسس، من قبل شركات مراقبة تعمل لحساب وكالات حكومية أو أطراف غير تابعة لحكومات.
وجاء هذا الإبلاغ من جانب فيسبوك، نتيجة تحقيق استمر شهوراً أجرته الشركة الأم "ميتا"، بشأن ما أطلق عليه مسؤولو الشركة "مرتزقة الإنترنت" الذين يشاركون في أنشطة المراقبة مقابل استئجار برامجهم، بحسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست".
ونتيجة لذلك، قال موقع فيسبوك إنه يتخذ إجراءات تنفيذية ضد 7 شركات مراقبة مقرها في 4 دول، فضلاً عن حذف نحو 1500 حساب مزيف، وحظر عناوين "الويب" الخبيثة، وإرسال رسائل إلى الشركات التي تقف وراء تلك الأنشطة لمطالبتها بالكف عن ذلك.
"سلسلة المراقبة"
محققو شركة "ميتا" خلصوا إلى أن هذه الشركات استخدمت فروعاً لفيسبوك وإنستجرام لأنشطة المراقبة، للبحث بشكل أساسي عن أهداف للإصابات اللاحقة بواسطة برامج التجسس. وأوضحوا أن كل خطوة كانت جزءاً من عملية استهداف أوسع أطلق عليها الباحثون "سلسلة المراقبة".
واستهدف التقرير النهائي للتحقيق الصادر بعنوان "تقرير التهديد في صناعة المراقبة مقابل الاستئجار"، مزاعم شركات صناعة برامج التجسس، والتي تقول إن برامجها تستخدم فقط ضد الإرهابيين والمجرمين الخطرين، مثل عصابات المخدرات واستغلال الأطفال.
ووجد تحقيق "ميتا" أن شركات المراقبة تستهدف "بانتظام" السياسيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان والصحافيين والمعارضين وأفراد عائلات الشخصيات المعارضة، مع القليل من الضوابط القانونية أو غيرها من أشكال المساءلة.
وقال ناثانيال جليشر، رئيس السياسة الأمنية لشركة "ميتا"، وأحد مؤلفي التقرير الذي صدر الخميس، "صناعة المراقبة أكبر بكثير من مجرد شركة واحدة، وهي أكبر بكثير من مجرد برامج ضارة للتأجير".
وأضاف "إن الاستهداف الذي نراه عشوائي. إنهم يستهدفون الصحافيين والسياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، و يستهدفون أيضاً المواطنين العاديين".
ومن بين الشركات التي طالتها عقوبات "ميتا"، شركة مراقبة غير معروفة تسمى Cytrox، ومقرها في مقدونيا الشمالية.
100 دولة
وبشكل عام، أدرج تقرير "ميتا" أكثر من 20 دولة عبر 6 قارات استخدمت خدمات المراقبة التي تقدمها 7 شركات وردت في التقرير، وتوزع ضحايا أنشطة المراقبة في أكثر من 100 دولة.
وذكر التقرير أنه من المقرر إرسال قرابة 50 ألف إشعار للضحايا اعتباراً من الخميس، جاء فيها "نعتقد أن مهاجماً متطوراً ربما يستهدف حسابك على فيسبوك. كن حذراً عند قبول طلبات الصداقة والتفاعل مع أشخاص لا تعرفهم".
وتسمح برامج المراقبة والتجسس لمشغليها بتحويل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الأخرى عن بُعد إلى أجهزة مراقبة قادرة على الاستماع إلى المكالمات وتتبع مواقع المستخدمين، فضلاً عن سرقة الصور ومقاطع الفيديو وقوائم جهات الاتصال والملفات الأخرى.
ويمكن زرع برامج التجسس المتقدمة دون معرفة المستخدمين أو اتخاذ أي إجراء، غالباً عن طريق الرسائل النصية أو تطبيق الدردشة، ومن ثم يمكنهم تنشيط الكاميرات والميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية.
ويستشهد تقرير "ميتا" بـ6 شركات أخرى، من بينها شركة BellTrox ومقرها الهند، إلى جانب شركة أخرى مقرها الصين، لكن لم يتسن للتقرير تحديد اسمها. ويقع مقر الشركات الأربع المتبقية في إسرائيل.
وأشارت الشركة إلى أن إحدى الشركات الإسرائيلية استعان بها منتج هوليوود، هارفي واينستاين، الذي تلاحقه اتهامات بالتحرش الجنسي، وذلك لجمع معلومات عن النساء اللائي يتهمنه بسوء السلوك الجنسي والصحافيين الذين يغطون تلك القصة.