التقلبات الجوية والمناعة.. خطأ تقع فيه الأمهات مع أطفالهن
تغيرات جوية قاسية تمر بها غالبية البلدان العربية الفترة الأخيرة، لتبدأ الكثير من الأمهات في إعطاء أطفالهن الفيتامينات المختلفة، لتقوية جهازهم المناعي لوقايتهم من الأمراض.
ما تقوم به العديد من الأمهات، حذرت منه رئيسة قسم البكتريا في مستشفى جامعة القاهرة، نهلة عبد الوهاب، مؤكدة أن "إعطاء الأطفال جرعات كبيرة من الفيتامينات لتقوية مناعتهم دون استشارة الطبيب المختص، قد يعرضهم لأزمات صحية كبرى".
وتابعت عبد الوهاب في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية": "الفيتامينات تكون عبئا كبيرا على الكلى والكبد عند الأطفال، وبسببها يصاب الطفل بمشكلات عديدة".
ونوّهت "استشاري البكتريا والمناعة والتغذية" إلى أن "الفحوصات الدورية للأطفال مهمة للغاية كل 6 أشهر، للاطمئنان على كمية فيتامين د، والأملاح المعدنية، ومعرفة من خلال صورة الدم ما إذا كان الطفل يعاني من الأنيميا ويحتاج للحديد أم لا".
تناول المكسرات
وفيما يخص الغذاء المناسب، قالت عبد الوهاب: "الأفضل بالنسبة للأطفال هو تناول الأطعمة المتنوعة الغنية بالعناصر المفيدة، وأن تكون هناك 5 حصص من الخضروات والفاكهة، وحصتين من الزبادي يوميا، والاهتمام بتناول المكسرات بين الوجبات".
ودعت إلى "الاهتمام بحبة البركة والسمسم، كونهما مميزين للغاية ويوفران أوميغا 3، بالإضافة إلى العسل الأبيض بدلا من السكر، والكبدة، والابتعاد عن الأغذية المحفوظة".
التوقف فورا
في الوقت نفسه، قالت استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، الدكتورة جيهان سامي، إن "غالبية الأمهات لديهن اعتقاد بأن الفيتامينات ستزيد من نمو الطفل وقدرته الصحية، ويجب عليهن التوقف على الفور، والذهاب سريعا للطبيب المختص لعمل الفحوصات اللازمة للطفل، لمعرفة ما إذا غيرت تلك الفيتامينات من وظائف الجسم أم لا".
وتابعت لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الغذاء المتوازن هو الحل الأمثل للطفل"، مضيفة: "يجب على الغذاء أن يحتوي على جميع العناصر الذي يحتاجها الجسم، من حيث الفيتامينات والمعادن وغيره، وكل ذلك موجود في الطعام النقي المطهو جيدا والخضروات والفاكهة والألبان، بجانب البروتين الحيواني المهم للغاية للأطفال".
مواد كيماوية
وأكدت استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة: "الفيتامينات هي مواد كيماوية، وتناولها لابد أن يكون بحساب وبمعرفة الطبيب المختص، ويجب أن تكون الأولوية دائما للطعام الطازج وليس لتناولها".
ونوهت سامي إلى أنه "إذا كانت ظروف الأم وعملها في بعض الأوقات هي ما تجعلها تقبل على إعطاء طفلها الفيتامينات، فلابد عليها استشارة الطبيب بشكل مستمر، ليخبرها هو الأنواع المناسبة والكمية السليمة، وفي حال رأت أي تغيرات على الطفل يجب عليها التوقف على الفور والذهاب للطبيب".
وأردفت استشاري طب الأطفال: "الفيتامينات مناسبة بعض الشئ لبعض الأطفال الذين لديهم تأخر في النمو أو يعانون من أمراض عضوية مزمنة مثل الفشل الكلوي أو أمراض القولون، بجانب الذين يعانون من أنواع معينة من حساسية الطعام، ولكن كل ذلك لابد أيضًا وفق استشارة الطبيب المختص".