الانتخابات الليبية
تقترب انتخابات الرئاسة الليبية بعد عام مليء بالأحداث والنشاط السياسي، من خلال حكومة الوحدة الوطنية للفترة الانتقالية، وبعد عقد من سقوط نظام الرئيس السابق معمر القذافي.
لم تستقر ليبيا خلال العقد المنصرم نتيجة تجاذبات سياسية داخلية وتدخلات خارجية لمصالح قوى دولية، ولكن اليوم فرصة للأشقاء الليبيين للخروج من حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني والتدهور الاقتصادي التي أصابت البلاد خلال العقد المنصرم.
ليبيا التي تتمتع بأطول خط ساحل على البحر المتوسط يبلغ ما يقارب 1800 كيلو متر بالإضافة للثروات الطبيعية من غاز ونفط ومساحات شاسعة تستطيع من خلالها توليد الطاقة البديلة بشكل كبير، أصبحت بحاجة ماسة إلى أن يقف أبناؤها وقفة رجل واحد لإيقاف الصراع الداخلي وإعادة بناء الدولة.
بعد إعلان المفوضية العليا للانتخابات موعد الانتخابات الرئاسية الأولى في تاريخ ليبيا لاختيار الرئيس الليبي الجديد بتاريخ 24/كانون الأول، تقدم عدد من المرشحين يتجاوز 95 خمسة وتسعين مرشحا أوراق ترشحهم، والتي ما زالت المفوضية تدرس الأوراق ولم تعلن القائمة النهائية وخاصة لأسماء المرشحين لمجلس النواب لكثرة الطلبات وغيرها من الأمور المتعلقة بعمل المفوضية، حتى تاريخ كتابة هذا المقال مما يعني أنه من الممكن تأجيل الانتخابات الرئاسية لموعد آخر، وهذا التأجيل يعود أمره للمفوضية العليا للانتخابات.
فلو نظرنا إلى أبرز الشخصيات التي من الممكن أن ترث عرش الرئيس الراحل معمر القذافي فهي لا تتجاوز 8 ثمان شخصيات ومن أهمها سيف الإسلام القذافي ابن معمر القذافي والوجه المقبول دوليا في تلك الحقبة التي كان والده زعيما لليبيا، بالإضافة لمعرفته التامة بخبايا السياسة الليبية وبذات الوقت ينظر اليه من قبل فئة من الشعب الليبي على أنه الشخصية الجامعة التي من الممكن أن تعيد استقرار البلاد لسابق عهده، أما الشخصية الثانية التي لها حضور على الساحة الليبية هذه الأيام وزير الشؤون الاقتصادية في حكومة الوحدة الوطنية سلامة الغويل والذي يصفه الكثير بأنه يشبه وقريب من شخصية الراحل محمد جبريل، فهو شخصية معتدلة قادرة كما يصفه الكثير من الليبيين على تحقيق المصالحات والتوافقات بين كافة الأطراف في الداخل الليبي وبذات الوقت إحداث نقلة نوعية في الأوضاع الاقتصادية الليبية ومحاولة تجديد الإنتاج في الاقتصاد الليبي بسبب ما يعانيه وحقق خلال عمله بالحكومة بصمات نالت رضى الليبيين، أما عبد الحميد دبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية من الشخصيات القوية ايضاً فقد عمل خلال ترؤسه الحكومة الوطنية على تحسين رواتب القطاع العام، وعلى إعادة توحيد المؤسسات ومحاولة فرض الاستقرار والتحضير للانتخابات، أما الشخصية الرابعة فهي عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الذي تحوم حوله بعض التصريحات بالانسحاب من السباق الانتخابي، والذي يعتمد على عشائر الشرق الليبي ويعتمد أيضا على علاقته القوية بالشخصية الجدلية خليفة حفتر والذي يعد من المرشحين الاقوياء الذي لن يرضى بسهولة أن يكون رقم سهلا فهو يعتمد على نفوذه بالشرق الليبي بالإضافة للقوات العسكرية التابعة له.
يتضح من خلال السباق الانتخابي أن هذه الشخصيات هي القريبة من الوصول للقصر الرئاسي الليبي بعد ما يقارب عشر سنوات من خلو هذا الموقع والقصر لشاغله، ونتمى على صندوق الانتخاب أن ينهي حالة عدم الاستقرار وأن تصل ليبيا لحالة من التوازن ويعاد بناء الدولة الليبية ومؤسساتها وفرض سيادة القانون وتحسين الأوضاع كافة لما يصبو إليه الشعب الليبي بعد سنوات عجاف.