صلافة السفير الأمريكي وانحدار الدولة الأردنية



بكل صلافة، متجاوزاً كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، يتدخل السفير الأمريكي وبشكل علني في شأن محلي أردني سيادي ويدلي برأيه في اتفاق النوايا المبرم بين الأردن والامارات ودولة العدو الصهيوني في فعل غريب ودخيل على الأردن فلربما نشهد هذا التدخل السافر لمصلحة طرف من الأطراف في دول شبه فاشلة ومنقسمة بين مواطنيها كلبنان والعراق وليبيا ولكن على ما يبدو أن من سمح لهذا السفير الموغل في عداءه للعرب ومساندته للعدو الصهيوني هو ضعف الدولة الأردنية وتشتتها بين مراكز القوى وضعف الرأس المدبر والقائد للدولة والنظام والسلطات ...فبعد اللغط والجدل الذي الذي اثارته الاتفاقية المشؤومة وأجماع الشعب بكافة قواه الوطنية على رفضها وانعزال موقعي الاتفاقية بكافة مراتبهم ومواقعهم ..وأنضمام رؤساء وزراء سابقون لمنتقدي السياسات العامة للحكومة والدولة الأردنية وبعد ان نسف الوزير السابق منذر حدادين الأسباب الدافعة لتوقيع الاتفاقية يتنطح السفير الأمريكي للدفاع عن الاتفاقية محاولاً انقاذ الحكومة وفريقها وداعميها من الهجوم الشرس الذي يتعرضون له معتقدا انه بانحيازه لهم يلقي بطوق النجاة لهذه الاتفاقية المشؤومة.

أما الوقاحة والمأساة في نفس الوقت فأذا كان يعتقد أنه ينصر طرف أردني على أخر موجها رسائل تحذيرية لأطراف اردنية بارزة تدخلت محاولة توجيه نقد مبطن للاتفاقية من وزن روؤساء وزراء سابقون في مأساة اردنية تشي بضعف وهشاشة الدولة الأردنية ونظامها القائم الذي يستدعي سفراء لينصرونه على أبناء وطنه وشعبه في حالة تردي غير مسبوقة تنحدر لها الدولة الأردنية وكأننا في صراع لتقاسم المال والنفوذ بين لوبيات تعشعش داخل الوطن الأردني منتقلين بالأردن من مفهوم الوطن والدولة الى مفهوم الشركة والكسب والمال وهو المدخل الذي يروج له السفير الأميركي للاتفاقية بانها اتفاقية تجارية وليست سيادية .

الغريب ان تدخل السفير الأمريكي بالشكل كان مشوشا حيث لم تتبنى وسيلة إعلامية هذا التصريح او المقابلة فبينما نقل موقع الكتروني أردني شبه الرسمي تصريحات السفير على انه عن صحف محلية، ينقل موقع روسيا اليوم عن الموقع الأردني شبه الرسمي كما فعلت عدة منابر إعلامية محايدة ومعارضة في غياب تام للشفافية والمهنية في نقل الخبر ..وكان الجميع خجل من نقل خبر أوصل دولتنا الى مراتب متدنية من الفشل موحيا انها مركزا للصراع والانقسام بين عدة أطراف وهو حال اقرب للحقيقة اوصلتنا له سياسات البيزنس والتجارة والفساد وهي نفس الحال التي أوصلت لبنان الى ماهو عليه من انقسام في الولاءات والانتماءات والتبعيات فمن تبعية للأميركي الى تبعية الى الاماراتي وتبعية للسعودي تعيش صالونات وروؤساء وزراء سابقون هذا الصراع بين الدول على الأرض الأردنية مستبدلين الوطن الأردني بولاءات خارجية تتبع المال الاوفر.