مقاطعة محاكم الاحتلال.. خطوة على طريق كسر الاعتقال الإداري



يستعد الأسرى الإداريون لمقاطعة المحاكم العسكرية الإسرائيلية بشكل جماعي ابتداء من مطلع شهر يناير/كانون الثاني المقبل، بعد أن ذهبت سلطات الاحتلال بعيدًا في انتهاج سياسة الاعتقال الإداري.

وتصاعدت في الأشهر الأخيرة سياسة الاعتقال الإداري التي يستخدمها الاحتلال لملاحقة الناشطين الفلسطينيين بدون تهمة معلنة.

ويبلغ عدد الأسرى المعتقلين إداريًّا في الفترة الحالية نحو 520 معتقلاً، وكثيرًا ما يعمد الاحتلال لتجديد اعتقالهم قبل أيام من انتهاء مدة اعتقالهم.

وقال الناشط المختص بشؤون الأسرى أمين سر مجلس إدارة نادي الأسير الفلسطيني رائد عامر لوكالة "صفا" إن الخطوة تحمل رسالة لحكومة الاحتلال بمقاطعة محاكمها العسكرية.

وأضاف أن الأسرى أرادوا القول إنهم لا يعترفون بقرارات الاعتقال الإداري غير القانوني.

وأوضح أن قرار الأسرى يأتي في ظل وجود محاكم صورية يتحكم فيها جهاز المخابرات الإسرائيلي، إذ يتوجه الأسير إلى المحكمة ليجد بانتظاره ملفًا سريًا دون لائحة اتهام علنية، الأمر الذي يعني أن وجود المحامي أو عدمه سواء.

وتأتي الخطوة من جانب الأسرى بعد سلسلة الإضرابات الفردية التي خاضها عدد منهم، وما تبعها من ضغوطات للاحتلال على الأسرى المضربين ومحاولة ابتزازهم.

وبين عامر أن الأسرى وصلوا إلى قناعة أن هذه المحاكم صورية ولا جدوى منها، ولا بد من وجود خطوات مضادة لها.

وأوضح أن  القرار جاء بعد التشاور ما بين جميع الفصائل، وتم الخروج بتوصية من الأسرى الإداريين بضرورة مقاطعة المحاكم العسكرية.

وجرى الاتفاق بين كل مكونات الحركة الأسيرة والفصائل وهيئة الأسرى ونادي الأسير وبقية المؤسسات العاملة بهذا المجال، على تبني هذه التوصيات وإلزام الجميع بها.

واعتبر عامر قرار الأسرى وسيلة ضغط قد يتبعها وسائل أخرى لاحقًا، من بينها إضرابات جماعية عن الطعام.

ولفت إلى أنه شكل آخر من أشكال النضال ضد الاعتقال الإداري، ولكن بشكل جماعي هذه المرة.

وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الأسرى لمقاطعة محاكم الاحتلال، متوقعا أن يلجأ الاحتلال لإجراءات عقابية ضد الأسرى.

لكنه قال: "لا أعتقد أن تكون هناك تبعات أكثر من الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى وسياسة الاعتقال، وتجديد الاعتقال بشكل المتكرر، ومهما فعل الاحتلال فلن يكون هناك أسوأ من الوضع الحالي، ولا يوجد شيء يمكن أن يخسره الأسرى".

وشدد على أنه في حال لجوء الاحتلال لإجراءات عقابية فسيكون للأسرى رد فعل عكسي.

وأكد ضرورة وجود وقفة شعبية ورسمية جدية دعما للأسرى الإداريين بهذه الخطوة.

وذكر أن الدعم الشعبي والإعلامي لا يقل أهمية عن الدعم القانوني الذي توفره المؤسسات الحقوقية.