2022.. هل يصبح بداية العصر الذهبي لنظارات الـ AR؟



يتحرك العالم التقني بخطى سريعة تجاه تقنيات الواقع المعزز "Augmented Reality"، إذ شهد عام 2021 تطوراً كبيراً في هذا الأمر مع اقتحام عمالقة مثل "ميتا"، فيسبوك سابقاً، ونايانتك، وكوالكوم المجال، إلى جانب خطوات مرتقبة لشركة أبل في 2022، ما يُنبئ بتحول العام المقبل إلى بداية العصر الذهبي للـAR.

كيف نصل لـAR؟
في العام الجديد لن يتطلب الوصول للواقع المعزز حمل هاتفك، فكل ما تحتاج، نظارة ذات عدسات شفافة ليتخلص المستخدم من الحاجة لحمل هاتفه، فالشاشة أمام عينيه بفضل التقنيات والأجهزة الجديدة المطورة.

جيش المطورين
أساس أي سوق تقني جديد هو إتاحة أدوات برمجية قوية ومتنوعة تدعم تحويل أفكار المطورين وأحلامهم إلى منتجات ومزايا ملموسة يمكن للمستخدمين التفاعل معها واستخدامها لتسهيل جوانب حياتهم اليومية، وهذا تماماً ما يقوم به رواد سوق الواقع المعزز.


فتعمل شركة "ميتا" على سبيل المثال على أدوات برمجية متنوعة لجميع المطورين، وليس المقصود بهم من يجيدون البرمجة وكتابة الأكواد، وإنما هم أيضاً صناع المحتوى أنفسهم، فعملاق خدمات التواصل الاجتماعي، والذي أعلن عن تحوله إلى التركيز على عالم الميتافيرس، يقدم أدوات تسمح للجميع بإنشاء تجارب للواقع المعزز AR، مثل مشروع Project Polar والذي يتيح لصناع المحتوى إنشاء تجارب ومؤثرات بصرية وتقديمها للعالم عبر هواتفهم الذكية، على أن يتم توسيع وصول هذه الأداة بحلول العام المقبل.

كما بدأت شركة نايانتك، مطورة لعبة بوكيمون جو، في تطوير منصة برمجية متكاملة تحمل اسم LightShip، والتي تتكون من عدة أجزاء أولها الإدراك Understanding، والذي يعتمد على تقديم أدوات مميزة للمطورين بحيث يمكنهم من تقديم تجارب ومؤثرات بصرية تعتمد على فهم مكونات العالم الحقيقي مثل السماء والأرض والجدران والمسطحات المائية وغيرها، والثاني التخطيط Mapping، وهو الخاص بفهم طبيعة أبعاد العالم من حيث المسطحات المختلفة وكذلك تطبيق القوانين الفيزيائية لحركة وتفاعل العناصر الافتراضية مع العالم الحقيقي.


إضافة إلى الجزء الثالث من المنصة البرمجية، والذي يتمثل في المشاركة Sharing، وهذا الجزء من "لايت شيب" يحقق رؤية الشركة للميتافيرس الواقعي، إذ أن الأدوات البرمجية في هذا الجزء تسمح للمطورين بتطوير تجارب تفاعلية افتراضية يمكن للاعبين الاستمتاع بها معاً في العالم الواقعي عبر شاشات هواتفهم كل على حدة، شريطة أن يتواجدوا جميعاً في نفس المكان.

وتوفر نايانتك هذه الأدوات بشكل مجاني لجميع المطورين لمدة 6 أشهر، وذلك حتى مايو 2022 والذي ستعقد خلاله الشركة مؤتمرها الأول Niantic Lightship Developer Conference والذي ستعلن فيه عن عدد من التحديثات والأدوات الجديدة لمنصتها البرمجية.

كذلك وعدت  كوالكوم المطورين بفتح منصتها البرمجية للواقع المختلط Qualcomm Snapdragon Spaces مجاناً للجميع بحلول مارس 2022، والتي كانت متاحة من قبل لعدد محدود من المطورين وتمكنهم من تطوير أدوات برمجية تساعد كاميرات النظارات والهواتف الذكية على إدراك العالم الذي تراه بعدساتها، بحيث يمكنها جمع البيانات اللازمة عن أبعاد وتصميم العناصر والأسطح المختلفة، ليسهل ذلك على الأجهزة الذكية إضافة العناصر الرقمية إلى المشهد أمامها بشكل أكثر واقعية.


وأوضحت كوالكوم أن العام المقبل سيشهد الكشف عن أول تجربة تجارية للواقع المعزز، معتمدة على منصتها البرمجية وستعتمد على أجهزة من شركة لينوفو، من خلال توصيل نظارتها الذكية ThinkReality A3 بهاتف جديد من علامة موتورولا التجارية.

كما وعدت كوالكوم أن يرى العالم في 2022 ثمار تعاونها مع أسماء كبرى في عالم التقنية، مثل أوبو وشاومي، والتي كشفت بالفعل هذا العام عن نموذج أولي لنظارتها الذكية للواقع المعزز.

نظارات أذكى
ليست شاومي الوحيدة التي تستعد لدخول سوق النظارات الذكية للواقع المعزز، ولكن العديد من الشركات وعلى رأسهم "ميتا" وأبل يستعدون لتقديم الجيل الجديد من الأجهزة الذكية التي ستغير شكل حياة البشر الرقمية.


وكشفت "ميتا" عن نموذج عال الجودة لنظارة AR وهو Project Cambria والذي وعدت بطرحه رسمياً بحلول العام المقبل، ولكنها أشارت إلى أن النظارة المرتقبة ستأتي بتقنيات فائقة سترفع من سعرها مقارنة بمتوسط سعر 300 دولار الذي تأتي به نظاراتها الذكية الحالية Meta Quest 2.

وستقدم نظارة "كامبريا" عند وصولها في 2022 مجموعة جديدة كلياً من المستشعرات التي ستقوم بالتقاط تفاصيل ملامح وجه مرتديها، بحيث يكون من السهل إنشاء وتصميم شخصية افتراضية Avatar تحمل نفس ملامح وجه المستخدم بدقة، إلى جانب وجود مستشعرات على الهيكل الخارجي للنظارة لترصد بدقة ما يحيط بالمستخدم، وبالتالي يكون من السهل تقديم تجربة تفاعلية ثرية تجمع بين العالم الحقيقي حول المستخدم والعالم الافتراضي، بحيث تعرض بشكل انسيابي متناسق أمام عيني المستخدم.

توقعات من أبل
وعلى الرغم من عدم إعلانها صراحة أية منتجات مخصصة للـ AR، إلا أن جميع الخبراء والمتخصصين في السوق التقني يؤكدون دخول أبل رسمياً إلى سوق الواقع المعزز في 2022، وذلك من خلال نظارة ذكية تعتمد على معالجة البيانات بشكل مستقل عبر تزويدها بمعالج قوي أقرب في الأداء إلى شريحة معالج أبل M1، التي قدمتها الشركة على متن أجهزة ماك بوك في 2020، بحيث تتمكن النظارة من العمل باستقلالية تامة، دون الحاجة إلى توصيلها إلى أي أجهزة إلكترونية من حواسيب ماك أو هواتف آيفون.


ومن المتوقع أن تأتي نظارة أبل المنتظرة بشاشة عرض عالية الدقة بجودة 4K وبتقنية micro-LED الثورية، إلى جانب تصميم مضغوط خفيف الوزن، يسهل على المستخدم ارتدائها لساعات طويلة من الاستخدام دون الشعور بأي إرهاق، وكذلك معالجين، أحدهما مخصص للتعامل مع معالجة وعرض الرسوميات بجودة عالية، والآخر مخصص للتعامل مع ما تلتقطه المستشعرات الخارجية للنظارة من العالم المحيط بالمستخدم.


 وتؤكد ملاحظة قدمتها مؤسسة مورجان ستانلي للاستشارات المالية، أن خطة أبل للنظارات الذكية على وشك الاكتمال والوصول إلى "مرحلة الإقلاع"، مشبهة الفترة الماضية الحافلة بالتقارير والتسريبات حول خطط الشركة الأميركية لنظارات الـ AR وتسجيلها لعدد كبير من براءات الاختراع لتقنيات متعلقة بالنظارات الذكية، بالفترة السابقة لتقديم أبل ساعتها الذكية Apple Watch، إذ استغرقت الشركة مدة 10 أعوام تقريباً في التحضير لإطلاق الساعة.