الامتحانيون: صحوة أم نهضة!!
في الغالب تتم الصحوة بعد الغفوة، فينام شخص أو فريق، ثم يستفيق ويبدأ بالتفكير فيما كان عليه قبل الغفوة، فالصحوة في علم النفس الاجتماعي هي رجوع إلى وضع قديم أو فكر قديم، فكثير من الباحثين عرفّوا الصحوة الإسلامية بأنها رجوع إلى زمن مضى كان مزهرًا، وأن الحلول المناسبة لمشاكلنا الحالية كلها موجودة فيما مضى من تاريخنا، إذن نحن نمر بغفوة ثم يقظة، وأخيرًا صحوة.
أما النهضة، فعلى خلاف لصحوة، فإنها غالبًا ما تكون نقدًا للماضي وتخلصًا مما يعيق فيه، فقد نهض العرب حيث تخلصوا من بعض شؤون مرحلة ما قبل الإسلام، نهضوا بفكر جديد، وكذلك فعل الأوروبيون حيث نهضوا بأفكار المصلح الديني كالفن، والمصلح مارتن لوثر كنغ.
فالنهضة كانت خلاصًا من ماضٍ استبدت فيه الكنيسة، كما كانت أخذّا بأساليب العصر.
والنهضة العربية الحديثة، جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورفاعه الطهطاوي وطه حسين، تمت بالتخلص من الفكر التقليدي السائد والتفاعل مع حضارة العصر التي كانت تمثلها فرنسا.
إذن! أُعيد: الصحوة نكوص إلى ماضٍ والنهضة أمل بمستقبل.
هذه المقدمة الطويلة! لماذا! وما علاقتها بالامتحانيين؟
في التربية، كما في أي نشاط إنساني فكر صحوي يرى أن الحل في تراثنا وماضينا، وحين نفكر بإصلاح أوضاعنا، فإننا نفكر في الحلول السابقة والتراث، ننقبّ فيه عما ينير لنا طريق!!
إنهم يواجهون اليوم مشكلتان: ضبط التعليم، وحفز التعليم المهني.وكأي تفكير صحوي بدأوا "بأيام زمان"، امتحان الإعدادي، الذي فشل عدة مرات. وطويت صفحته، فأرادوا بعثة حيًّا!! متجاوزين المآسي التي أحدثها في حينه، والمآسي الذي يحدثها شقيقه امتحان التوجيهي.
ناقشت الأمر من حيث المبدأ أو أسلوب التفكير، نحن نريد فكرًا نهضويًّا تجديديًّا مستقبليًّا وليس عودة إلى امتحان عفا عليه الزمن.
في المقالة التالية، سأناقش: لماذا نرفض امتحانًا عامًا للإعدادية!!