رسالة تدمي القلوب من جواد إلى شقيقه الشهيد معاذ الكساسبة



نشر جواد الكساسبة، شقيق الشهيد البطل معاذ الكساسبة، رسالة مؤثرة، في الذكرى السابعة التي تصادف في مثل تاريخ اليوم من العام 2014، لسقوط طائرة معاذ الحربية من نوع "إف-16"، في أثناء تنفيذ مهمة عسكرية على مواقع تابعة لعصابة "داعش" الإرهابية، في محافظة الرقة شمال سوريا.

 وتاليا نص المنشور:

"معاذ البطل ...... معاذ الشهيد

قبل سبعة أعوام من الآن كان البطل الشهيد يتجهز للقيام بغارة جوية بأوامر عسكرية مباشرة له وبقيادته انطلق إلى أوكار الظلام إلى شمال سوريا حيث الرقة وحيث نهر الفرات وبحيرة الأسد التي لم نكن قد سمعنا بها من قبل إلا بعد وقوع حادثة إسقاط طائرة البطل أثناء قيامه بمناورة فطالته يد الغدر والخيانة بصاروخ غادر وربما غير صاروخ رغم أنه الطيار المحترف بشهادة زملائه وقادته وشهاداته والكؤوس التي تحصل عليها أثناء خدمته وتدريباته وطلعاته، وبشهادة علم ولاية كولورادو الأمريكية التي زارها وطار بأجوائها وقد أرسل العلم إلينا حاكم الولاية بعد استشهاده ولكن القدر أقوى من كل ذلك وربما أن الطائرة عُمّيت أجهزتها ووقع البطل أسيراً بيد شراذم الأرض ولَمَمِها الذين ما جمعهم الا الإجرام والانتقام من الإنسانية جمعاء وكانوا سببا في تشريد الناس وادّعاء الإسلام وهو منهم براء، لا أتحدث بهذا الحديث لأن الشهيد هو شقيقي و لكن لأنه حق وأنهم خوارج وخراب.

ما جرى قد جرى بقدر الله ونحتسبك شهيداً مكرّماً و نسأل الله لك القبول في الشهداء و لكن ما أود قوله هو توجيه هذا النداء لك يا معاذ:

ليكن في علمك أننا لم نألُ جهداً في البحث عنك وعن حقيقة ما حدث معك ولا مجيب ولا صدى حتى الآن لا رسمياً و لا شخصياً، تخيل يا معاذ أني غبطت أهل أحد الشهداء وهم يقفون على قبر شهيدهم وهم موقنون بأن ابنهم تحت هذا الثرى قبل عدة أيام حيث مرت الذكرى الخامسة لشهداء قلعة الكرك، ولكن عزاءنا في كرامتك ومحبة الناس لك ومقولة أن الشهيد تأخذه الأرض كل الأرض في باطنها، ربما هنا وربما هنا أو هناك، تخيل أننا نعتقد أن رفاتك الطاهر في الأراضي السورية الشقيقة ولكن يساورنا شك بأنك في غير موقع ليروي دمك الطاهر بقاعاً عدة و تنتشر كرامتك بين الناس. الحديث طويل وله شجون ولكن لنا فيك ذكرى ولكننا لا نحييها إلا بالكلام والكتابة لأنك قضية لم تنتهي ولم تقفل الى حين يعلمه الله.

رحمك الله رحمة واسعة وغفر الله لك وأسكنك فسيح جناته وتقبلك قبولاً حسناً في الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".