عودة الظفيري وزواج علا فارس وهروب «العربية» من دبي أبرز أحداث الإعلام العربي في 2021



شهد الوسط الإعلامي العربي جملة من التحركات اللافتة خلال العام 2021 وشهد حراكاً غير مسبوق كان أهمه القرار السعودي التاريخي بنقل قناة «العربية» ومجموعة «أم بي سي» بأكملها من دبي في دولة الإمارات إلى الرياض التي لم تودع العام قبل أن تكون قد استضافت لأول مرة نشرة إخبارية كاملة لقناة «العربية» ووضعت لها شعار «من الرياض إلى العالم».

وخلال العام 2021 فوجئ الجمهور العربي بعودة المذيع السعودي المعروف علي الظفيري إلى شاشة قناة «الجزيرة» بعد سنوات من الغياب الكامل الذي كان يقول البعض إنه مرتبط بالأزمة الخليجية، فيما أعلنت المذيعة الأردنية في «الجزيرة» علا الفارس دخولها إلى القفص الذهبي بزواجها من شاب عربي بريطاني لم يتم الكشف عن هويته، هذا في الوقت الذي ازدادت فيه الأزمة الخانقة التي تعاني منها الصحافة المطبوعة في العالم العربي وذلك بسبب استمرار التحولات التي يشهدها القطاع الإعلامي، وخاصة استمرار تداعيات فيروس «كورونا».

عودة الظفيري

في الثامن والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2021 أعلنت قناة «الجزيرة» عن عودة المذيع السعودي علي الظفيري، للعمل بها والظهور على شاشتها، عبر برنامج جديد يحمل اسم «المقابلة» وذلك عقب استقالته من القناة واختفائه بشكل غامض قبل ما يقرب من أربع سنوات في أعقاب الأزمة الخليجية.

وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن الظفيري قد أعلن استقالته من قناة «الجزيرة» القطرية كاستجابة لضغوط مورست عليه، وذلك بعد أسبوعين تقريبا من قطع المملكة ودول أخرى للعلاقات مع قطر وفرض الحصار عليها في العام 2017.

ووقتها قال الظفيري في تدوينة له عبر حسابه بموقع «تويتر»: «طاعةً لله وولاة الأمر حفظهم الله وانحيازاً للوطن والتزاماً بسياساته وقوانينه، أستقيل من قناة الجزيرة متمنيا التوفيق لكل أهلي وزملائي هناك».

وشهد إعلان «الجزيرة» عودة الإعلامي علي الظفيري لشاشتها، ترحيبا واسعا من قبل النشطاء وزملائه بالقناة القطرية.

وقالت الإعلامية اللبنانية والمذيعة بالقناة غادة عويس، مشيدة بالظفيري وعودته: «من أكثر الإعلاميين العرب موهبة.. عودة موفقة علي».

والظفيري هو إعلامي ومقدّم برامج سُعودي مِن مواليد العام 1975 بدولة الكِويت ولكنّه ينتمي لمدينة حفر الباطن بالمملكة العربية السعودية، كما حصل على شهرة واسعة بعد تألقه في إجراء الحوارات التي تَخص الثورات العَربية سواءً ثورة تُونس أو ثورة 25 يناير في مصر بالإضافة إلى تميّزه في التغطية لمختلف الأحداث العربية، بينما انتهت علاقته مع قناة «الجزيرة» رسميًا في 21 حزيران/يونيو 2017 بعد أن قام بتقديم استقالته وأعلن هذا عبر الحساب الشخصي له في منصّة التواصل الاجتماعي «تويتر».

«العربية» تهرب من دبي

انتقلت قناة «العربية» إلى العاصمة السعودية الرياض بعد 18 عاماً أمضتها في دبي، حيث بدأت البث من مقرها الجديد في السعودية اعتباراً من يوم 16 كانون أول/ديسمبر 2021 وبدأت أول نشرة إخبارية من هناك بعبارة «من الرياض إلى العالم».

وكانت «العربية» تتخذ من دبي مقراً لها منذ إنطلاقتها الأولى في عام 2003.

وقالت تقارير صحافية إن إطلاق النشرات الإخبارية من الرياض جزء من نقلة أوسع لعمليات الشبكات السعودية الخاصة الكبرى خارج الإمارات.

وفي شباط/فبراير 2020 أعلنت شبكة «إم بي سي» العملاقة أنها ستنتقل من دبي إلى الرياض بعد أن وقعت اتفاقية مع المملكة لبناء مكاتب في العاصمة.

وتعتبر «إم بي سي» وهي الشبكة الأم لقناة العربية، من أهم اللاعبين في المشهد الإعلامي العربي والإقليمي، إضافة إلى قنوات ترفيهية أخرى.

وكان العاملون في قناة «العربية» أبلغوا في أيلول/سبتمبر 2021 بقرار الانتقال الكامل من دبي إلى الرياض، وذلك ضمن مخطط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتحويل المملكة إلى مركز أعمال إقليمي.

وتأتي الخطوة في أعقاب قرار الحكومة السعودية في وقت سابق من العام التوقف عن منح عقود حكومية للشركات والمؤسسات التجارية التي تقع مقراتها الرئيسية في أي دولة أخرى بالشرق الأوسط.

وقال مصدران مطلعان «إن قناتي العربية والحدث المملوكتين للدولة أبلغتا موظفيهما هذا الأسبوع بخطط لبدء البث 12 ساعة يوميا من الرياض بحلول كانون الثاني/يناير 2021».

وأضاف المصدران أن الأمر ربما يستغرق ما يصل إلى عامين لاستكمال عملية النقل.

واستحوذت الحكومة السعودية على حصة أغلبية في مجموعة «إم بي سي» عندما تحركت السلطات لمصادرة أصول لأولئك الذين تمت ملاحقتهم في تحقيق لمكافحة الفساد عام 2018.

وتحدث مصدر في قناة «العربية» لـ«القدس العربي»عن أن «العاملين أصبحوا أمام خيارين لا ثالث لهما وهما الانتقال إلى السعودية أو الاستقالة والعودة إلى بلادهم».

ولفت المصدر إلى أن الغالبية الساحقة من العاملين في القناة هم من الوافدين العرب، وبعض الفنيين أجانب لا يجيدون اللغة العربية أصلاً، أما السعوديون فعددهم قليل ويكاد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، ما يعني أن كافة العاملين أصبحوا أمام خيارات صعبة.

ويقول العاملون في «العربية» إن المرحلة الثانية من الانتقال ستكون في شهر كانون الثاني/يناير من العام 2022 حيث ستصل ساعات البث اليومي من استديوهات الرياض إلى 12 ساعة يومياً، وعندها سيصبح العمل مناصفة بين الفريق الذي انتقل إلى الرياض والفريق الذي لا يزال في دبي، على أن تشمل المرحلة الثالثة تصفية المكاتب وتسليم الاستديوهات في دبي واستكمال الانتقال إلى الرياض.

أزمة الصحافة المطبوعة

تفاقمت أزمة الصحف المطبوعة التقليدية في العالم العربي خلال العام 2021 وزاد الخطر بأن تختفي من الوجود في ظل الظروف الراهنة والتحديات التي تواجهها والتي كان آخرها الأزمات المالية الكبيرة التي تسببت بها الإغلاقات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا.

وحذر «المجلس الوطني للصحافة» في المغرب من مستقبل قاتم لمؤسسات صحافية عدة، في ظل الأزمة الحالية الناتجة من تداعيات تفشي فيروس كورونا. وأصدر المجلس تقريراً عن أوضاع الصحافة المغربية في ظل جائحة كورونا قال فيه إن الصحافة المبنية على قواعد العمل المهني والأخلاقي «مهددة الآن بشبح الإفلاس».

ولفت التقرير إلى أن «مجرد عودة طباعة الصحف بعد الحجر الصحي اعتبرت مؤشراً إيجابياً، بغضّ النظر عن نتائجها الرقمية» إلا أن هذا الانطباع كان مجانباً للصواب، إذ إن «الصحف لم تعد كلها للصدور في شكلها الورقي، واضطر بعضها الآخر إلى إعادة رسملة أسهمه، وتوقف بعضها الآخر عن الصدور بالنظر للصعوبات التي واجهتها بفعل الوباء».

وكشف التقرير أن الانخفاض في حجم مبيعات الصحف بعد رفع الحجر الصحي قارب 70 في المئة، مقارنة بما قبله، وانخفضت الإعلانات التجارية بنحو 65 في المئة، مع استمرار الأزمة في الصحافة الإلكترونية التي لا تصلها إلا 25 في المئة من المخصصات الإعلانية الرقمية، إذ يستحوذ عمالقة التكنولوجيا على 75 في المئة منها.

زواج علا الفارس

وأعلنت الإعلامية الأردنية علا فارس في كانون الأول/ديسمبر عقد قرانها، وخلال ساعات قليلة من إعلانها، تصدر اسمها قوائم الاهتمام على شبكات التواصل الاجتماعي، كما تصدرت مراتب متقدمة على محرك البحث الأشهر «غوغل» وسط تساؤلات عن هوية العريس.

ونشرت الفارس «ستوري» على صفحتها الرسمية بموقع انستغرام كتبت فيها «تم وبحمد الله عقد قراني اللهم بارك لنا وبارك علينا واجمع بيننا في خير واجعل بيننا مودة ورحمة».

وأوضحت بعض الصفحات العامة المهتمة بنقل أخبار المشاهير أن الإعلامية الأردنية فرضت قيداً من السرية على حفل زفافها ومنعت التصوير بهدف الحفاظ على خصوصية زوجها وعدم تسريب صور له.

وأشارت مواقع إلى أنها أوعزت بـسحب هواتف الحضور قبل دخولهم إلى قاعة حفل الزفاف، وذلك لعدم رغبتها بنشر صور لها والكشف عن إطلالتها في فيديوهات مصورة أو منشورات صورية.

وأكدت الفارس لاحقاً أنها تزوجت من شاب عربي يحمل الجنسية البريطانية، وذلك رداً على الشائعات التي أطلقها بعض الهواة على الانترنت والتي تزعم بأنها تزوجت من شاب إيراني.

(القدس العربي)