إدارة الجائحة؛ النجاح لا يكون الا في شمولية الخطط
إن عملية التعامل وإدارة الجائحة الحالية الناتجة عن كوفيد 19 تقتضي مجموعة من العمليات التي يجب توافرها مجتمعة لتحقيق أفضل النتائج، فغياب أحدها سيؤدي لقصور في التعامل وبالتالي ارتفاع في عدد الإصابات والتي يرتبط بها ارتباطا مباشرا ارتفاع عدد المدخلين للمستشفيات ولغرف العناية المركزة وفي النهاية ارتفاع عدد الوفيات.
يمكن إجمال هذه العمليات فيما يلي:
(1): القدرة على اكتشاف الحالات وذلك بإجراء الفحوص المخبرية التقليدية (PCR) أو السريعة (RAPID TEST) التي تجرى في مؤسسات معتمدة أو الاتكال على وعي وتعاون المواطنين بإجراء الاختبار المنزلي الذاتي (SELF TESTING) باستعمال "كتات” تباع في الصيدليات.
(2): القدرة على متابعة مخالطي الحالات المثبتة والعمل على إجراء الفحوص المخبرية اللازمة لتحديد من أصيب من عدمه.
(3): التعامل مع الحالات المثبتة بطريقة من اثنتين:
- أولا: العزل المنزلي لمن لا يشكو من أعراض مرضية بغض النظر عن الطفرات التي تحدث على الفيروس (أي على دلتا أو اوميكرون)، وذلك لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 يوما، مع مراعاة بقاء الشخص في منزله وعدم مغادرته الا إن تدهورت حالته وسيغادره للمستشفى، وعلى جميع سكان المنزل (house hold) عدم المغادرة كذلك بمن فيهم الطلبة، مع مراقبة مشددة وعقوبات رادعة. يجب متابعة هؤلاء يوميا من خلال السلطات الصحية لتبيان تطور اوضاعهم وتوفير وسيلة اتصال لهم مع الجهات الصحية إن رغبوا في الإبلاغ عن تطورات مرضية.
- ثانيا: الإدخال الى المستشفى للعلاج، وهنا يجب أن يكون المستشفى مجهزا بالكوادر البشرية المؤهلة القادرة على التعامل مع المرض من اختصاصيين في العناية المركزة والأمراض التنفسية وأمراض الدم واختصاصيي الأشعة ومساعديهم من الكوادر الأخرى من ممرضين وفنيين. على مثل هذه المستشفيات أن تكون لديها غرف عناية مركزة حديثة قادرة على العناية بهؤلاء المرضى. ويجب اتباع بروتوكول صحي قابل للتطوير يستخدم مع جميع المرضى ومقر من الهيئات الصحية العليا. يجب أن يكون هذا البروتوكول متابعا لأحدث أساليب العلاج المستخدمة في دول العالم.
(4): العمل على السير في عملية تطعيم الناس بصورة سريعة ودون تباطؤ، فهي الطريقة الرئيسة في حماية الناس من المرض الشديد والوفاة. إن تقاعس الناس عن أخد المطعوم يعود إما لعوامل شخصية أو لمروجي الإشاعات عن مؤامرات وراء هذه الجائحة ومطاعيمها.
يجب القيام بحملات توعية وتحفيز لحض الناس على الذهاب لمراكز التطعيم. إن بقاء الناس دون حماية يتيح للفيروس بيئة خصبة للانتشار والتكاثر وبالتالي فهم يشكلون خطرا على بقية افراد المجتمع. لذلك من الضروري منع هؤلاء المتقاعسين من الحصول على بعض الخدمات إن لم يحصلوا على جرعتي المطعوم. ويجب التأكد من ذلك بواسطة استعمال تطبيق الكتروني مربوط بالهوية الشخصية وعدم الاعتماد على الشهادات المطبوعة والتي ثبت سهولة امكانية تزويرها.
إن مزوري شهادات المطعوم ومن يساعدهم هم أعداء للمجتمع ووجب عقابهم بصرامة.
(5): الحد من التجمعات التي يتواجد فيها الناس بكثرة مثل الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية وتقنينها من ناحية الأعداد وفرض شروط عليها مثل الحصول على نتيجة فحص سلبية مثبتة على التطبيق الإلكتروني أجريت في آخر يومين.
(6): ضرورة تطعيم كافة الهيئات التدريسية والإدارية في المؤسسات التعليمية. ويجب على طلبة الجامعات ابراز التطبيق الإلكتروني الذي يثبت الحصول على المطعوم بجرعتيه أو إبراز نتيجة سلبية مثبتة على التطبيق الإلكتروني مرتين اسبوعيا. يجب العمل على تطعيم طلبة المدارس ممن هم فوق (11) عاما.
(7): عدم السماح لأي شخص باستعمال أو الدخول لأي مرفق عام بغض النظر حكوميا كان أم خاصا، وعدم استعمال وسائل المواصلات العامة إن لم يكن لديه ما يثبت حصوله على جرعتي المطعوم.
(8): الالتزام بارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة بغض النظر عن ماهيتها، ويسمح بنزعها في الأماكن المفتوحة غير المزدحمة شريطة الحفاظ على التباعد.
(9): لا داعي لإغلاق أي مؤسسة أو ايقاف أي نشاط اقتصادي ما دمنا ننفذ الخطوات كلها.
إن الحالة الوحيدة التي قد تقتضي اغلاقا جزئيا أو كاملا هي أن يصل النظام الصحي لوضع كارثي (لا سمح الله) بحيث يصبح غير قادر على التعامل مع الحالات الواردة اليه.
(10): على القادمين للملكة برا وبحر وجوا، إبراز شهادة تطعيم سلبي أجرى خلال آخر ثلاثة أيام قبل الوصول في مختبرات معتمدة من السلطات الأردنية، ولا داعي لتكرار الفحص بعد الوصول.
* الكاتب وزير الصحة والتربية والتعليم والتعليم العالي الأسبق