عام 2021 الأسوأ على القدس.. وثبات أهلها منع فرض وقائع جديدة



وصف عضو لجنة الدفاع عن سلوان والمختص في شؤون القدس، فخري أبو دياب، عام 2021، بأنه "أسوأ الأعوام" التي مرّت على المدينة المقدسة من ناحية البطش والهدم والتشريد وطرد العائلات ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض وقائع جديدة على المسجد الأقصى المبارك.

وأكد أبو ذياب في تقرير لرصد أبرز الأحداث التي شهدتها المدينة المقدسة، نشره اليوم الخميس، أن هبة القدس أو باب العامود كانت نتيجة لاعتداءات الاحتلال ومحاولته تفريغ المسجد الأقصى من المصلين وطرد سكان حي الشيخ جراح وحي بطن الهوى من بيوتهم.

وأوضح أن المناطق الخاضعة مباشرة لسيطرة بلدية الاحتلال بالقدس شهدت العام الحالي هدم حوالي 170 منزلًا؛ ثلثها كان هدمًا ذاتيًا لكسر معنويات وشوكة الأهالي.

وأفاد بأن قرابة 22 ألف وحدة سكنية في القدس تسلمت حتى الآن أوامر هدم، أي أن ثلث سكان القدس مهددين بهدم مساكنهم وطردهم منها.

خلل ديموغرافي

وأضاف أبو ذياب: "الاحتلال يعمل على إيجاد خلل في التركيبة السكانية وأن تكون الغلبة لصالح المستوطنين، إلى جانب الكثير من المشاريع التهويدية لإعادة صياغة وكتابة تاريخ جديد يخدم الروايات التلمودية اليهودية في القدس".

ونبه إلى أن "عام 2021 شهد أيضًا زيادة في أعداد المستوطنين وغُلاة المتطرفين الذين يقتحمون المسجد الأقصى ومحاولة فرض وقائع جديدة بمساندة شرطة الاحتلال، لا سيما تأدية الصلوات العلنية بموافقة محاكم الاحتلال".

وأضاف أن المسجد الأقصى شهد هذا العام اقتحام قرابة الـ 37 ألف مستوطن لباحاته "وكان من بينهم غُلاة المتطرفين الذين أصبحوا ينادوا بشكل علني لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه".

ونوه إلى محاولات الاحتلال "اقتطاع" جزء من المسجد الأقصى، لا سيما في المنطقة الشرقية، وتخصيصه للمستوطنين لتأدية طقوسهم التلمودية.

واستطرد: "هذا العام كذلك شهد عدم منح تراخيص للبناء الفلسطيني ومحاولات لهدم أحياء كاملة في مدينة القدس؛ مثل واد ياصول وواد البستان".

ثكنة عسكرية

ولفت إلى أن سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية صادرت خلال عام 2021 حوالي 18 ألف دونم من الأراضي بالقدس لأغراض التهويد، إلى جانب الموافقة على بناء قرابة 20 ألف وحدة استيطانية في المدينة وضواحيها وقراها.

وصرح أن القدس كانت على مدار العام عبارة عن "متاريس وثكنة عسكرية" لقوات الاحتلال، التي حفرت نفقين هذا العام من منطقة عين سلوان التاريخية ومسجد عين سلوان باتجاه البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

وأشار إلى أن الاحتلال "ألغى تقريبًا" الوصاية الهاشمية الأردنية على المسجد الأقصى "وأصبحت شكلية؛ حيث لا يُسمح حتى بأعمال ترميم والأعمال الأخرى في المسجد، وقد اعتقل الاحتلال العديد من العمال التابعين لدائرة الأوقاف الإسلامية".

ولفت النظر إلى أن الاحتلال "أراد أن يُنهي ويحسم موضوع القدس ويُهودها بشكل كامل لتكون كما أراد موحدة بشقيها عاصمة له، ولكن صمود وثبات الناس والحراك المقدسي والدعم من غزة والداخل المحتل، أدى إلى إلغاء الكثير من المشاريع، وهو ما ساهم في محافظة القدس على الكثير من هويتها".

وقال أبو دياب، إن الاحتلال استغل اتفاقيات التطبيع مع أنظمة عربية "والتي شكلت بنودها أنه لا يوجد إجماع عربي كامل على المسجد الأقصى ومدينة القدس ومحاولات تحييدهما.

ونوه إلى أن كل ما تقوم به سلطات الاحتلال "مخالف للقوانين والتشريعات الدولية، ولكن هناك صمت عالمي "مخجل" وعربي وإسلامي على ما يحدث من انتهاكات في القدس.

وبيّن الباحث المقدسي، أن "الصمت العالمي سمح للاحتلال بالتمادي في القدس وأجبر أهلها على دفع حوالي 57 مليون شيقل على ما يسمى بـالبناء غير القانوني فقط، إلى جانب الهدم وعدم منح التراخيص، تزامنًا مع زيادة البناء الاستيطاني وتكثيفه".

وذكر أن الاحتلال يحاول "إفقاد أهل القدس الأمن والأمان؛ الاجتماعي والنفسي والعائلي وحتى الروحي لا سيما محاولات تفريغ المسجد الأقصى، والتنغيص عليهم سياسيًا ومحاولة خنق المدينة اقتصاديًا، إلى جانب محاولة تغيير أسماء الشوارع في المدينة وأسرلة مناهج التعليم".

وتابع: "الاحتلال خلال عام 2021 التدرج في محالات تغيير هوية ومعالم القدس وسلخها عن إرثها الحضاري العربي والإسلامي وإخفاء المعالم التي تدلل على هويتها الحقيقية"، مؤكدًا أنه "لولا ثبات أهل القدس لنجح الاحتلال في تغييرها إلى (أورشليم) التي يريد".