قصة حب نشأ من شباك بالإنترنت بين قلبين بعيدين 1365 كيلو



من السفن التي لم تجر الرياح كما تشتهي أشرعتها هذا العام، واحدة شهدت لفتة رومانسية، انتهت بعكس ما كان يحلم به مراهق باكستاني اسمه محمد أمير، أطل من أحد شبابيك الإنترنت في يوم من الأيام، ورأى طالبة هندية من عمره البالغ 21 سنة، فمال قلبه إليها، وراح يتبادل معها دردشات عاطفية طوال كل العام الجاري، إلى أن دعته المراهقة التي لم تذكر وسائل الإعلام الهندية اسمها، لزيارتها في مدينة مومباي، حيث تقيم.

وشعر أمير أن ما حثته عليه حبيبته هو حلم يراوده دائما لرؤياها، لذلك قرر زيارتها، غير مدرك مثلها لما بين البلدين من عداء لدودي مرير وطويل إلى درجة أنهما بالكاد يتواصلان، وفقا لما استنتجته "العربية.نت" من اطلاعها على قصته بوسائل إعلام إنجليزية اللغة في الهند وخارجها، وغير مدرك أيضا للمسافة الشاسعة التي تفصله عمن دعته كيفما كان لزيارتها، إلى أن انتهت الحال مع العاشق الولهان بزجه خلف قضبان سجن هندي، لا يزال فيه منذ 3 أسابيع للآن.

من شدة الافتتان، تمكن محمد أمير من عبور هذا السياج الصعب بين ولاية البنجاب في باكستان إلى الهند
من شدة الافتتان، تمكن محمد أمير من عبور هذا السياج الصعب بين ولاية البنجاب في باكستان إلى الهند
كتبوا عن أمير، أنه لم يكن يملك جواز سفر. ولكن، بما أنه يقيم في قرية تبعد 40 كيلومترا فقط عن حدود ولاية Rajasthan بالشمال الهندي، فقد مضى إلى الحدود وقفز فوق السياج، وبدقائق وجد نفسه في الهند التي كان يعتقد أن Mumbai قريبة فيها كيلومترات قليلة، كما قريته تماما. إلا أن ما حدث حين وطأت قدماه الأرض الهندية، جاء عكس ما كان يظن ويأمل، فقد اعتقلته شرطة الحدود، اشتباها بأنه قد يكون إرهابيا، أو مهرب مخدرات.

مع وجود قليل من الملابس في حقيبة كان يحملها، حين التحقيق معه، ومبلغ 600 روبية باكستانية، يعادل 4 دولارات في محفظته، وهاتف مكتظ بالعواطف ورسائل الغرام، فإن التحقيق الأولي معه انتهى باستنتاج بديهي، من أنه كان أسير حال من الافتتان استلبسته بالكامل. أما المراهقة المقيمة في الجانب الآخر والبعيد من الهند، حيث تقع مومباي، عاصمة ولاية Maharashtra بالجنوب الغربي للبلاد، فشعرت بصدمة حين ظهر فريق من الشرطة على باب بيتها ليتحقق من صحة ما قاله أمير في روايته.

"واجبنا ليس تحقيق أحلام العشاق"
وبعد تحقيق "سهل وسريع" ظهر Anand Sharma قائد الشرطة بولاية تقع في الشمال الهندي أيضا، هي Sri Ganganagar القريبة من راجستان، وذكر في ما تلخص "العربية.نت" ما نقله عنه الإعلام المحلي، خصوصا صحيفة Hindustan Times الصادرة في نيودلهي، بأن أمير "ظن أن الوصول إلى مومباي سهل مشيا، لأنه لم يكن يعلم أنها تبعد 1365 كيلومترا عن قريته Hasilpur Tehsil بولاية البنجاب، حيث تحتاج سيارة إلى 26 ساعة لتقطعها، وطائرة إلى ساعتين (..) ولم تكن هي تتوقع أن يزورها فعلا، في حين لم يكن لأبويها فكرة عما كان بينها وبينه عبر الإنترنت، لذلك اعتقد أنها في ورطة عميقة مع والديها" كما قال.
 
ذكر شارما أيضا، أن المراهق شعر بالأسى، لاحتجازه في مركز شرطة "سري غانغاناغار" كما من الرحلة المجهضة التي قام بها للقاء حبيبته. ولما سأله صحافيون عما إذا كان يفكر بترتيب لقاء بين الحبيبين، أجاب بأنه يتمنى لهما التوفيق "لكن ليس من واجبنا تحقيق أحلام العشاق أو غيرهم" ووعد بأن تقدم شرطة الحدود تقريرا إلى وزارة الداخلية، لتتصل بنظيرتها على الجانب الآخر، لمعرفة إذا كانت باكستان مستعدة لاستقباله، وعندها ستسمح الهند لأمير بالعبور والعودة إلى دياره.
العربية نت