بعد 20 عامًا في الأسر المحرر أبو حويج: ألمي زال لحظة احتضاني لوالدتي
عشرون عاما أمضاها الأسير أشرف مروان أبو حويج في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بين التحقيق والعزل والإضرابات والقمع والتنقلات.
وأبو حويج البالغ من العمر (45 عامًا) من مدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة، قضى نصف حياته في غياهب السجون بعيدًا عن أسرته، وذاق معاناة التحقيق والإضرابات عن الطعام.
ويقول أبو حويج لـ"صفا" إنّه تعرض منذ لحظة اعتقاله لأصناف شتى من العذاب خلال جولات التحقيق معه، وشهد جميع الإضرابات خلال فترة اعتقاله، وتعرض للكثير من الإهانات والعزل الانفرادي، والقمع.
ويذكر أنّ مصلحة سجون الاحتلال عمدت إلى نقله من سجن إلى سجن بين الفترة والأخرى؛ لحرمانه من الاستقرار في سجن معين.
ويلفت إلى أنّ ابنته "يارا" تخرّجت من الجامعة بتخصص التمريض، فيما تواصل ابنته "تالا" دراستها الجامعية بتخصص الطب.
ويضيف "بناتي كَبُرْنَ وأنا خلف القضبان، تركتهن أطفالًا وكَبُرْنَ بعيدًا عن عيوني".
ولم يستطع أبو حويج وصف لحظات الإفراج عنه والشعور الذي انتابه لحظة احتضان والدته، واكتفى بالقول "لقد زال الألم، ونسيت عذابات وآلام عشرين سنة. أحسست أنّي لم أكن معتقل".
ويتطرق المحرر إلى محطات فارقة عاشها داخل سجنه، واستشهاد أصدقائه الذين أمضوا سنوات برفقته داخل السجون قائلًا "استشهاد فادي وشحة واغتيال محمد عباس ترك أثرًا كبيرًا داخلي، وشعور بالوجع لن يفارقني حتى الموت".
فرحة بـ"نفق الحرية"
ويصف أبو حويج عملية "نفق الحرية"، التي استطاع خلالها ستة أسرى اانتزاعحريتهم من سجن "جلبوع"، بأنّها "الشعاع الساطع من قلب الظلام، والفرحة التي حلّت بالأسرى رغم الويلات".
ويضيف "رغم ما تعرض له الأسرى من قمع وعزل وضرب وكل أشكال المعاناة، شعرنا ولا زلنا نشعر بفرحة رسمها أبطال عملية النفق على وجه كل أسير مقهور ومظلوم".
ويتابع "حادثة النفق أكّدت على ثقة الأسرى بأنفسهم في تحدي السجان، انعكست في تلك الواقعة الصورة، قهرنا المحتل، وكسرنا شوكته، هذه حادثة أذلت جبروت المجرمين".
ويؤكّد المحرر أبو حويج أنّه ورغم الفراق والألم الذي عاشه طيلة عشرين عامًا، إلا أنّه خرج بعزة وكرامة، مضيفًا "شعارنا ورسالتنا إزالة هذا الاحتلال".
يشار إلى أنّ أبو حويج قد حصل خلال فترة اعتقاله في سجون الاحتلال على شهادة البكالوريوس في الاجتماعيات، كما أنّه كان يواظب على التعليم مستغلًا فترة اعتقاله في تنمية ثقافته.