3 صواعق ترفع احتمالات التصعيد في غزة



استعاد قطاع غزة حالة الهدوء، عقب 24 ساعة من توتر أمني بين فصائل المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، غير أن الأوضاع قابلة للتفجر في أي لحظة؛ بسبب بقاء "صواعق التفجير" على حالها، وفق محللين.

وصباح السبت، سقط صاروخان أطلقا من القطاع، قبالة ساحل مدينة يافا المحتلة في تطور غير مسبوق منذ عدوان مايو/ أيار الأخير، ليرد الاحتلال بقصف موقع عسكري ونقاط رصد للمقاومة، دون خسائر بشرية.

وجاءت هذه التطورات عقب تحذيرات متكررة وجهتها المقاومة، مؤخرا، للاحتلال؛ جراء استمرار الاعتداءات بحق الأسرى والأسيرات، وتواصل الانتهاكات في مدينة القدس، والمماطلة في تخفيف الحصار عن غزة.

ويرى محللون مختصون بالشأن الأمني خلال حديثهم لوكالة "صفا" أن فرص التصعيد بين المقاومة والاحتلال تزداد؛ لأن صواعق تفجير الأوضاع (الأسرى، القدس، وحصار غزة) ما زالت على حالها بسبب التعنت الإسرائيلي.

"محاولة لحفظ ماء الوجه"

يعتبر المختص بالشأن الأمني إبراهيم حبيب أن الرد الإسرائيلي على إطلاق الصاروخين تجاه ساحل يافا "محاولة لحفظ ماء الوجه بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، بسبب الغضب لدى جمهورها".

ويقول حبيب إن المقاومة عندما أطلقت الصاروخين ردت بشكل واضح وقالت هذا تماس كهربائي ولم يكن مقصودا، وحكومة الاحتلال تعرضت لسخرية من الجبهة الداخلية.

ويضيف:" إسرائيل قامت بقصف بعض المواقع بطريقة غير مؤثرة لتقول لجمهورها الغاضب إنها ردت على ما قامت به المقاومة".

فرص التصعيد "قائمة"

ويشير حبيب إلى أن هذه الأحداث توضح أن الطرفين (المقاومة والاحتلال) لا يريدان التصعيد حاليا.

لكنه يعتقد أن فرص التصعيد ما تزال قائمة في ظل انسداد الأفق السياسي وعدم تجاوب الاحتلال في موضوع الأسرى خصوصا الأسير هشام أبو هواش، وكذلك تعطيل إبرام صفقة تبادل جديدة، إضافة للمماطلة في تخفيف حصار غزة، فضلا عن موضوع القدس.

ويؤكد حبيب أن هذه العوامل ربما تؤدي لاندلاع مواجهة جديدة.

ويوضح المحلل الأمني أن هذه الاحتمالية مرتبطة برؤية المقاومة للأشهر المقبلة وللحالة الإقليمية المتفجرة التي يمكن أن تشتعل في أي لحظة.

ويبين حبيب أن المقاومة ترقب الوضع الإقليمي – خصوصا المتعلق بإيران - وكذلك المحلي حتى لا تكون منفردة بأي مواجهة عسكرية.

ويتابع:" الأوضاع صعبة في الإقليم وربما تتفجر في أي لحظة لذلك قد تتريث المقاومة إلى حين أن ترى تغيرا في الواقع الإقليمي قد يساعدها في الدخول بمواجهة عسكرية مع الاحتلال لفرض ما تريد على الطاولة".

ويختتم حبيب حديثه مع وكالة "صفا" بالقول إن "إسرائيل متحفزة لضرب إيران ولاسيّما أن الأخيرة أصبحت على أعتاب صناعة قنبلة نووية، الأمر الذي يخيف تل أبيب وتعتبره خطرا وجوديا؛ لأن ذلك يعني امتلاك طهران قوة الردع التي تجعلها قادرة على إبادة إسرائيل".

"بينيت فشل في الاختبار"

ويتفق المحلل الأمني رفيق أبو هاني مع حبيب، في المسألة المتعلقة بالتصعيد مع الاحتلال، معتبرا أن "العوامل والأسباب موجودة لاندلاعه".

ويقول أبو هاني لـ"صفا" أن إطلاق الصاروخين على يافا يسجل أمرا "خطيرا" لدى الاحتلال؛ لأن هذا الأمر "غير اعتيادي" بالنظر إلى أن التجارب الصاروخية السابقة كانت كلها باتجاه غربي القطاع وليس نحو الشمال مع الاحتلال.

ويرجح أبو هاني أن المقاومة كانت تريد إرسال رسالة للاحتلال من خلال إطلاق الصاروخين، لتضع نفتالي بينيت في اختبار، تقيس من خلاله ردة فعل حكومته.

ويرى المختص الأمني أن "نفتالي بينيت فشل بالاختبار، خاصة أن المنظومة العسكرية الإسرائيلية كانت تتباهى بإخماد نيران المقاومة في غزة بعد معركة سيف القدس".

ويلفت أبو هاني إلى أن قواعد الاشتباك باتت مختلفة، والاحتلال أصبح "مرتبكا" في التعامل مع المقاومة.

وما يدلل على هذا الارتباك، وفق أبو هاني، هو "التفكير الإسرائيلي لأكثر من 15 ساعة للرد على إطلاق الصاروخين، بينما سيفها مشرعا في وجه الأنظمة العربية تضرب متى تشاء وتقصف أين تشاء".

ويمضي قائلا:" هناك صواعق تفجير تتقدمها قضايا الأسرى القدس الحصار وتصريحات المقاومة تؤكد أنها لا يمكن أن تمرر هذه الانتهاكات".

ما جرى أمس يؤكد أن "المقاومة جاهزة لأي احتمال مع الاحتلال"، وتصريحات قيادات الفصائل تشير إلى أن "إسرائيل" لن ينجيها سوى رفع الحصار عن غزة والكف عن الاعتداءات بحق القدس والأسرى، وفق أبو هاني.