سنة جديدة وآمال تتجدد
يطل علينا عام ٢٠٢٢ والعالم يحذوه الأمل أن تنعم البشرية بالاستقرار والسلام والأمن العالمي، فالنزاعات المسلحة وتفشي الأمراض في بعض مناطق العالم الفقيرة وحاجتها إلى مزيد من العون ومد يد المساعدة لها بات أمرا عاجلا ومهما، فالخطوات التي تخطوها منظمة الصحة العالمية من أجل الحد من انتشار وباء كورونا بحاجة إلى تكثيف جهود الدعم والمتابعة من قبل المجتمع الدولي بأكمله، والرسائل التي ترسلها الأمم المتحدة بأهمية مضاعفة نشاط المجتمع الدولي للتغلب على وباء كورونا يتعالى صداها باستمرار، والخشية من تفاقمه في الدول التي تعتمد على المساعدات حاضر في تصريحات مسؤولي الأمم المتحدة والصحة العالمية.
الإنجاز الذي تحقق في اتجاه محاصرة وباء كورونا، مازال يخطو خطواته بشكل بطيء. إن حاجة الدول للتخلص من كورونا ضرورياً، لانعكاسه على جميع جوانب الحياة بخاصة الاقتصادية منها، ولا يمكن أن نغفل أن السياحة هي المتضرر الأكبر اقتصاديا، حيث يعد عصب الحياة لكثير من الدول.
البيئة كان حضورها قوياً في العام المنصرم، مع تفاقم أزمة الاحتباس الحراري وتهديد الحياة الطبيعية، يدفع المجتمع الدولي لوضع الحلول المناسبة لحماية الكوكب الأخضر من الآثار السلبية المنعكسة عليه جراء ارتفاع درجات الحرارة وازدياد ذوبان الجليد.
إن الحلول المقترحة لحل أزمة كورونا والاحتباس الحراري وغيرها من مشكلات العالم ليست مستحيلة، لكنها تحتاج إلى التطبيق الفعلي على أرض الواقع، ووجود الإرادة السياسية يعتبر في غاية الأهمية. فالامية صارت كابوساً يطرق باب مجتمعات كثيرة، عزوف فئات عمرية معينة عن دخول المدرسة تعد مشكلة لا بد أن تبحث فيها المؤسسات التعليمية ووضع تصور كامل للحد من تصاعد وتيرة التسرب المدرسي، والذي يرجع لعدة عوامل أبرزها الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر عالمياً، وأيضا دور الاستقرار الأمني والاجتماعي في تشجيع من هم في سن الدراسة لمواصلة تعليمهم.
يأتي العام الجديد والأماني تتجدد، يأمل الجميع أن يكون عام تحل فيه مشاكل العالم، ويسوده الأمن والسلام، وتدعيم منظومتي الصحة والتعليم في المجتمعات الأقل حظا، وترسيخ الشراكات الاستراتيجية الوطنية والدولية القائمة على قاعدتي التفاهم والتعاون في جميع المجالات، ليتم انتشال المجتمعات التي تعاني من سوء التعليم ونقص الخدمات الصحية والاجتماعية ومخاطر الكوارث الطبيعية.
نرجو من الله أن يكون عام ٢٠٢٢ عام خير وسعادة على وطننا الغالي الأردن والشعب الأردني الكريم وعلى العالم أجمع.