للأوطان حرمة .. لا يبيعها إلا الأنذال..



 إنشق احد كبار مساعدي هتلر في الحرب العالمية الثانية، ولجأ الى بريطانيا خوفا من بطش هتلر فرحب به ترحيبا كبيرا واعلنت وسائل الاعلام آنذاك الخبر، وانزلوه في افخم القصور واكثرها رفاهيه وفي الأسبوع الأول من استقباله طلبت منه المخابرات البريطانية تحديد اهداف مهمة في المانيا فرفض رفضا قاطعا وقال قولته المشهورة نعم انا انفصلت عن هتلر، وليس عن المانيا الوطن فتم إعدامه وهو يضحك قائلاً للأوطان حرمة .. لا يبيعها إلا الأنذال..

تابعت كغيري من الاردنيين ما دار خلال الايام الماضية من سجال وعراك وذم وضرب على خشبة مسرح مجلس النواب وهذه الحالة الفوضوية الغوغائية التي انتهجها بعض من يدعون انهم حماة التشريع والرقابة،

أيام وايام من مناقشة التعديلات الدستورية ، أسفرت عن اكتشاف مواهب فنية مدفونة لدى العديد من النواب: من الكوميديا إلى العنف مروراً بالأفلام البوليسية وحتى السقطات الجنسية واللغوية والسياسية ..

أيام من الاستعراض انتهت بإعلان العجزالاخلاقي قبل الوطني لمن يشرعون لوطن ، في وقت نحن بأمس الحاجة لوقفة جادة تؤسس لدولة دخلت مئويتها الثانية ..

وهنا يتسائل البعض اين رجال الدولة ؟ مع اننا قلما نستعمل اصطلاح «رجل الدولة» في لغتنا السياسية في هذا الزمان ...
يقول رئيس الوزراء البريطاني الراحل أتشرشل "الفرق ما بين السياسي ورجل الدولة هو أن السياسي يفكر في الإنتخابات المقبلة، و رجل الدولة يفكر في الأجيال القادمة، اما في مشهدنا الاردني فالكل يفكر في مصالحة الشخصية بعيدا عن الدولة والوطن والسياسة ..

جلهم دخل حلبة السباق واحتل مكانه من مقصورة الاستعراض وانطلقت الشعارات هنا وهناك وفاز من فاز وخسر من خسر. وجاء دور الوطن فوجدنا انه في غرفة النسيان لا بواكي له

في الختام اقول ما قاله ابن الرومي عندما حاول أحد جيرانه أن يشترى بيته فرفض ابن الرومى فأخذ بعض جدرانه وأتلفها ليجبره على البيع مما اضطر ابن الرومى أن يشكوه إلى والى بغداد بهذه القصيدة التى تدل على مدى حبه لبيته وتعلقه به..

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ

وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا

عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً

كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا

وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ

مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا

إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكَّرتهمُ

عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذالكا

فقد ألفته النفسُ حتى كأنهُ

لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا