استمرار عمليات البحث عن مفقود المريغة

 

ما تزال عمليات جهود البحث والتحري مستمرة عن الشخص الذي جرفته السيول وهو يقود مركبته في منطقة المريغة بمحافظة معان منذ مساء أمس وحتى ساعات ظهر اليوم الاثنين.

وشملت عمليات التوسع في البحث عن الشخص المفقود من قبل كوادر دفاع مدني معان وفرق الغطس وبإسناد من فريق البحث والإنقاذ الأردني وبمشاركة فرق شعبية تطوعية من قبل عشرات المواطنين تقوم بعمليات المسح والتمشيط في تلك المنطقة على أطراف الأودية ومسارات مجرى السيول ومداخل ومخارج طريق المريغة أوهيده بمعان، وهي بداية نقطة السيل الذي جرف المركبة منها وامتدادا ووصولا ما قبل السد الموجود في مدينة معان بمسافة لاتقل عن 15 كلم .

وبحسب مصادر في مديرية دفاع مدني معان، تم العثور على بعض أجزاء القطع والملامح التي تعود إلى المركبة نفسها التي جرفها السيل في مواقع متعددة تبعد نحو مسافة كيلو مترات من حيث بداية نقطة الجرف الأولى التي حصل فيها حادث المركبة.

وأشارت المصادر إلى أنه تم الاستعانة بعدد من الآليات والجرافات المجنزرة التي تكون قادرة على السير في هذه التضاريس الوعرة، حيث ليس بمقدور جميع المركبات المسير والبحث في تلك المنطقة.

وقالت المصادر، إن هناك تنسيقات مع كافة الأجهزه الأمنية في المحافظة للاستماع لمشاورات وملاحظات المواطنين وأي توقعات ممكنة، خصوصا أن بعض المناطق تحوي حفرا عميقة من خلال السيل والطمي قد يتسبب بنزول تلك المركبة بها، فضلا عن الاستماع لكافة أصوات المواطنين في تلك المنطقة بحكم الخبرة والدراية بتضاريس تلك المنطقة، لا سيما وأن السيل قوي وتشعب في عدة مناطق، ما يزيد من صعوبة عمليات البحث والتي ما زالت مستمرة حتى ظهر اليوم.

من جهته، أكد محافظ معان، الدكتور فراس الفاعور، أن عمليات البحث ما زالت مستمرة عن الشاب الذي جرفته السيول مع مركبته في المريغة بمحافظة معان، مشيرا إلى أن غرف العمليات في المحافظة تلقت بلاغا عند السابعة من مساء أمس الأحد بفقدان شخص داخل مركبته إثر انجرافها نتيجة السيول التي شهدتها منطقة المريغة.

وقال الفاعور، إنه وفور ورود المعلومة عملت الجهات المعنية على التحرك إلى المكان، لافتا إلى أنه تم العثور على ملامح المركبة، إلا أن صاحبها ما زال مفقودا.

وأشار إلى أن الوادي الذي انجرفت فيه المركبة يتغذى مع ثلاثة أودية أخرى، متمنيا السلامة للشاب المفقود، وأن يعود لأهله بصحة جيدة.

وعلى غير عادتها منذ عشرين عاما، شهدت محافظة معان مساء أمس، تساقط أمطار غزيرة على أجزاء كبيرة منها، ما أدى إلى تدفق السيول في وديانها وشوارعها، وشكل برك مياه في بعض المناطق.

كما شهدت مختلف مناطق محافظة معان، وخصوصا المناطق الغربية، هطلا مطريا غزيرا ووديانها تستعيد تدفق المياه فيها، نتيجة تساقط أمطار غزيرة على أجزاء كبيرة منها، ما أدى إلى تدفق السيول في وديانها وشوارعها.

وبدأ المشهد بتساقط غزير للأمطار في المناطق الغربية من مناطق البترا والمريغة ومعان، وعلى إثر ذلك، بدأت سيول جارفة بالتدفق في الأودية والشوارع في مدينة معان لارتفاع منسوب المياه، والمشهد نفسه شهدته بعض بلدات المحافظة.

كما تسببت الأمطار والسيول الجارفة بنفوق عدد من رؤوس الماشية في منطقة المريغة، بحسب مصادر في غرفة طوارئ مديرية زراعة معان.

ومن فورهم، خرج عدد من أهالي معان يوم أمس، ليراقبوا تساقط الأمطار وتدفق السيول في محافظتهم، مستبشرين خيرا، وفرحين بالغيث وسط شح في الأمطار وجفاف دام لعدة سنوات، وتداول ناشطون وأهال، تسجيلات لتدفق السيول وتساقط الأمطار الغزيرة في مناطقهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي هذا النطاق، أكدت سلطة إقليم البترا، أن كوادرها تعاملت منذ بداية حالة عدم الاستقرار ولغاية اللحظة مع التداعيات الناجمة عن تساقط الأمطار والتي بلغت حتى الساعة العاشرة من مساء الأحد حوالي 10 ملم، بحسب محطات رصد الإنذار المبكر، مشيرة إلى أنه وبحسب المعلومات الواردة لغرفة عمليات السلطة لم تسجل أي أضرار.

كما يتوقع أن تستمر الحالة الجوية خلال الساعات المقبلة، وعليه تهيب السلطة بالمواطنين بضرورة الابتعاد عن الأودية ومجاري السيول.

وبحسب مصادر أمنيه في المحافظة، فإن الأمطار المتدفقة والسيول الجارفة في بعض مناطقها، لم تتسبب بأي حوادث تذكر، ولم تقع حوادث سير أو إصابات في الأرواح، كما لم تبلغ المراكز الأمنية عن أية أضرار مادية أصابت الممتلكات جراء الغزارة الشديدة للأمطار.

وفي حالات سابقة، كانت مناطق وبلدات في محافظة معان تتعرض لتساقط أمطار غزير وثلوج كثيفة في الشتاء، تتسبب بتشكل سيول جارفة، تتدفق أحيانا إلى بعض المنازل والممتلكات، فتحدث أضرارا فيها، وتؤدي إلى حدوث انجرافات في بعض المزارع.

وفي كل موسم أمطار غزير، يستعيد المعانيون ذكرى فيضان معان الكبير في العام 1966، إذ تسبب تساقط أمطار شديد بتدفق المياه في الوديان، ما أدى إلى مداهمة السيول المندفعة بقوة، بيوت وممتلكات الأهالي ليلا، لتودي بحياة العشرات منهم، غالبيتهم من أبناء المدينة وبعض حجاج بيت الله الحرام، كانوا يحطون رحالهم في المدينة بانتظار انتقالهم الى المشاعر المقدسة.

وكانت قد أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان، الأحد، بالتعاون مع مديرية الأمن العام عن إغلاق طريقين في محافظة معان بسبب ارتفاع منسوب المياه، احترازيا.

وقالت الوزارة في بيان صحفي صادر عن وحدتها الإعلامية، إنه تم إغلاق مسرب على طريق قرين – المريغة المؤدي إلى الصحراوي في معان وتحويل السير إلى المسرب الآخر المفصول بجزيرة وسطية وإغلاق المداخل والمخارج لطريق المريغة – اوهيدة وتحويل السير إلى الصحراوي احترازيا، بسبب السيول وارتفاع منسوب المياه نتيجة للتساقط الغزير للأمطار في المنطقة.

كما أعلنت الأشغال بالتعاون مع مديرية الأمن العام، عن إغلاق الطريق الواصل بين دلاغة ووادي عربة الكائن في معان بسبب انجراف عبارة صندوقية قيد الإنشاء بسبب مياه الأمطار الشديدة، مؤكدة أن العمل جار على إنشاء تحويلة مرورية مؤقتة من خلال آليات الوزارة.

ودعت الوزارة المواطنين إلى الابتعاد عن مجاري السيول والأودية، وخصوصا في المناطق الجنوبية والشرقية التي تشهد هطولات مطرية غزيرة، مشيرة إلى أن مناطق المريغة، وادي موسى، رأس النقب وآذرح ، والطفيلة تشهد تساقطا غزيرا للأمطار .

وأهابت الوزارة، بسالكي الطرق الخارجية بضرورة توخي أقصى درجات الحيطة والحذر؛ وذلك لتدني مدى الرؤية الأفقية بسبب تساقط الأمطار، وخصوصا في جنوب وشرق المملكة.

وأكدت الوزارة، جاهزيتها للتعامل مع الحالة الجوية المتوقعة من خلال فرقها العاملة في الميدان والتي تجري وبشكل احترازي جولات تفقدية دورية خلال الأحوال الجوية وقبل التوقعات الواردة لإجراء اللازم وبشكل فوري لضمان ديمومة الخدمات المقدمة للمواطنين.