الحريات الأسيرة
في كتابه العلمي الثوري: الحريات الأسيرة بين استبداد الحكم واستغلال الدين: الأصول وطرق الخلاص، بطبعته الثانية سنة 2019، يكشف مؤلفه الأستاذ ورجل القانون والمفكر السياسي محمد الحموي، للقارئ عن مشقة وعظمة البحث والتحليل والتركيب الذي قام بع لأكثر من أربع سنوات متصلة، في استنطاق التاريخ السياسي الأوروبي والأمريكي والعربي والإسلامي ، للخروج بنظريات وقوانين هادية لرجل الدولة والسياسي والمثقف في أثناء مسيرته .
لا أعرف عن قيام أساتذة تعليم التاريخ في الجامعة بمثل هذه المحاولة الذكية، والعظيمة النتيجة والفائدة، ربما لأنهم لا يملكون الأداتين وهما: أستذة القانون وأستذة التاريخ.
وبهذا البحث الشاق والعميق والعريض في التاريخ وتطور القانون السياسي اشتق الأستاذ الحموري نظريات وقوانين سياسية من التاريخ المشترك بين الشرق والغرب، فجاء كتابه شبه ملحمة تاريخية قانونية سياسية لم يقاربها أحد من قبل في بلادنا.
كتابه أشبه بمحيط يتكون من أنهار وبحار يسبح فيه 158 مرجعاً ومصدراً بالعربية قديماً وحديثاً ومعاصراً و 43 مرجعاً ومصدراً أجنبياً. وعليه فإن من يبدأ بقراءة هذا الكتاب يواصل قراءته حتى نهايته، وكأنه يستمع الى المؤلف منصتاً ويقظاً حتى لا يفوته منه شيء، حتى وإن كان استاذاً في التاريخ، أو في القانون ، أو في العلوم السياسية، او حتى مفكراً شاملاً: ومن لا يقرأه من هؤلاء سيظل علمه ، أو ثقافته ، أو فكره يعاني من فجوات أو ثغرات بحاجة إلى سدها بقراءته ، والتأمل الطويل لما جاء فيه.
أقول أقوالي هذه انعكاساً لما حدث معي بعد قراءته دون أن يعني ذلك أنني متفق مع المؤلف حرفياً او تمام الاتفاق معه في كل نقطة أو مسألة.