تجدد المواجهات العنيفة بالنقب وشبان يحرقون سيارات لشرطة الاحتلال
اندلعت ليل الثلاثاء مواجهات عنيفة بين أهالي قرى في النقب المحتل وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، حيث أشعل الشبان النار في الإطارات احتجاجاً على هجمة الاحتلال المتواصلة والتي تستهدف منطقة أراضي النقع في صحراء النقب.
وقالت إذاعة "كان" الإسرائيلية إن شرطيين أصيبا في مواجهات على الطريق 25 قرب مفرق قرية شقيب السلام البدوية بعدما تم رشقهما بالحجارة، وذلك بعد أن اعتقلت الشرطة 21 شابًا من تلك القرى مساء الثلاثاء.
وفي المنطقة ذاتها، أشعل الشبان الإطارات المطاطية، وشرعوا في إغلاق تقاطعات رئيسية، كما شوهدت سيارة شرطة إسرائيلية وقد اشتعلت فيها النيران، بحسب المصدر ذاته.
وكانت السلطات الإسرائيلية شرعت في عمليات مصادرة وتجريف بالقرى "غير المعترف بها"، ما قوبل باحتجاجات واسعة في قرى وبلدات النقب المحتل.
ويقيم عشرات آلاف فلسطيني النقب في عشرات البلدات التي لا تعترف بها "إسرائيل"، ما يحرم سكانها من الحصول على الماء والكهرباء والبنى التحتية والمدارس والعيادات الطبية.
وكانت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، قررت تصعيد النضال، لاستمرار جرائم التجريف والتحريش التي تتعرض لها أراضي النقع، وبحث سبل الاعتداءات والاعتقالات التعسفية التي قامت بها شرطة الاحتلال.
وكانت شرطة الاحتلال شنت حملة اعتقالات واسعة في منطقة النقب، تركزت في قرية الأطرش مسلوبة الاعتراف، حيث اقتحمت الشرطة القرية وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، ونفذت حملة الاعتقالات في محاولة لردعهم عن التصدي لتجريف أراضيهم تمهيدًا للاستيلاء عليها.
وكانت الشرطة قد هدمت في ساعات الصباح خيمة اعتصام نصبها أهالي قرية الاطرش، ومنعت المواطنين من دخول أراضيهم التي تواجه مخططا لتهجيرهم والاستيلاء عليها.
وعقب هدم الخيمة أغلق نشطاء ومحتجون من الأهالي شارع 31 في النقب، والذي يعد أحد أهم الشوارع؛ احتجاجًا على هدم الخيمة واعتداء قوات الاحتلال على الأهالي.
ومنذ ساعات صباح اليوم عم الإضراب الشامل معظم قرى النقب الفلسطيني، منها نقع بئر السبع ومدارس الأطرش وخربة الوطن وتوسع في المدارس ليشمل قرى الأطرش وسعوة وبير هداج، والزرنوق والرويس.
ويأتي الإضراب ضمن الخطوات الاحتجاجية على ما يتعرض له النقب من تصعيد بالهدم والاستيطان والتجريف.
وقررت قيادات في النقب ولجنة التوجيه العليا لفلسطيني النقب عقب اجتماع عُقد مساء يوم الاثنين اعتماد برنامج نضالي تدريجي على مدار ستة أشهر ضد الهجمة الاحتلالية التي يتعرض لها النقب، تصعيداً وصولاً إلى إضراب قطري عام يشمل كافة أراضي الـ48.
وفي السياق، ثمنت حركة حماس غضب أهالي النقب في وجه الاحتلال، حيث دعا الناطق باسم الحركة فوزي برهوم لعدم ترك أهالي في النقب يواجهون الإحلال وحدهم.
وقال برهوم في تغريدةٍ له: "يجب أن ينتفض معهم كل أهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل، حتى يحسب الإحتلال ألف حساب لمجرد التفكير في الاعتداء على الأرض والإنسان والمقدسات".
وقال: "آن الأوان لأن يدفع الإحلال كلفة وجوده وعدوانه على أرضنا".
صفا