بعد وفاته.. أصدقاء الهويريني يروون لحظاتهم معه


سرد عدد من أصدقاء الفنان السعودي علي الهويريني بعد وفاته مساء أمس الخميس، ورحلة فنية وثقافية بدأت منذ عام 1974، حيث يعتبر أول سعودي حاصل على شهادة الإخراج السينمائي من إحدى الجامعات الفنية في الولايات المتحدة الأميركية.

المخرج السعودي سمعان العاني، سرد للعربية.نت أحد مواقفه مع الراحل الهويريني، قائلا: "أتذكر موقفاً للفنان والمفكر المبدع الأخ والصديق علي الهويريني، خلال بروفات مسرحية "تحت الكراسي"، حين جاء وأبلغني بأن هناك ظرفا طارئا ومهما لدى العائلة ويتطلب اتخاذ قرار، إما المسرحية أو حل هذا الأمر الذي يتطلب السفر لثلاثة أيام، وجودي قائم ويجب استمرار البروفات، لكن طالت مدة العمل، والحقيقة أثرت علينا جميعاً، ولأنه فنان ملتزم وحريص على العمل، ولا يريد التفريط بالجهود التي بذلت، وكان رحمه الله يميل إلى القرار السلبي للظرف الطارئ من أجل المسرحية، ولا تتوقف البروفات، لكن كان قراري أن يسافر وينهي الموضوع إيجابياً ويكون مرتاحاً وغير مشغول، وتستمر البروفات بممثل بديل أثناء غيابه لهذه الأيام، وفعلا عاد ليثبت لنا الهويريني مبدأ التضحية والالتزام من أجل مصلحة العمل، هكذا هو علي الفنان الإنسان المفكر المتأمل بالحياة وقضايا الإنسان، وعلاقته بدينه ووطنه وأمته، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته".
 
في حين قال الفنان سمير الناصر: "الفنان الراحل كانت سمعته وأفعاله تسبق أقواله، وكان قبل اختفائه خير مثال للفنان الملتزم الحقيقي، وحتى بعد ظهوره للإعلام مرة ثانية، سلك طريق الأدب والثقافة، وكان قدوة لنا جميعاً"، أما الفنان علي إبراهيم فقال: "كان خبر وفاة الأخ والصديق الهويريني مؤلما وصدمة، ولكن قدر الله وما شاء فعل، كان من الفنانين المميزين الذين يتمتعون بالفكر والثقافة العالية، وكان في كل حضور له ومشاركة يضيف لأي عمل، ويقدم ولا يبخل بكل خبراته وإمكانياته لأي أحد من الزملاء، وكثيراً ما كنا نتابع ظهوره الأدبي والثقافي الذي كان يمتعنا به".

 
الإعلامي صالح عيسى قال: "رحم الله علي الهويريني، كان مجموعة إنسان وشخوص مختلفة بارعة، فهو الممثل والمخرج والمفكر والشاعر الذي يمتاز بالمعرفة الواسعة، وكنز روائي، ويمتلك طرحا جميلا ينبع من ثقافة عالية، رحل وترك إرثا ضخما من المخزون الثقافي يستفاد منه أجيال وأجيال".

 
أما الكاتب الفني عبدالرحمن الناصر فقد قال: "تعرفتُ على الراحل علي الهويريني منذ فترة دخولي للصحافة، كان بعيداً جداً عن الإعلام والساحة الفنية، ويرى أنها عطلته عن مشروعه الثقافي، فالتقينا بعد سنوات في تكريم رموز الوطن، وكنت أنا وهو أحد المكرمين، من هناك عادت علاقتنا من جديد، لكنني وجدته متغيراً بشكل جذري، لم يعد هو الممثل صاحب الثقافة البليدة، بل كان عميقاً جداً بالأدب والموروث، على غير العادة، كان يقول للفنان اقرأ أكثر مما تستطيع، ستتغير حياتك بشكل جذري".

وأضاف: "الهويريني لم يكن ممثلاً عادياً، ولا أديباً فيلسوفاً، بل تخطى ذلك بكثير، يحترمه الناس لأنه بسيط جداً، محارب لكل الأفكار الرجعية، موسوعة أنثروبولوجية، دمث الخلق والمعشر، فيلسوفاً في زمن عُدمت فيه كل عناصر الثقافة، رحم الله الأستاذ علي الهويريني، كان عميداً في الدراما وثقافياً متأنقاً.