18 يناير في الذاكرة الفلسطينية
يوافق اليوم الثامن عشر من يناير/ كانون الثاني ذكرى العديد من الأحداث المهمة في تاريخ الذاكرة الفلسطينية أبرزها اندحار الاحتلال الإسرائيلي وانتصار المقاومة في "معركة الفرقان" وعملية نفذتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس جنوب قطاع غزة أدت لمقتل ضابطين إسرائيليين سميت "ثقب في القلب".
صفا ترصد أبرز الأحداث المهمة التي حدثت في هذا اليوم وجاءت كالتالي:
عصابة الهاغاناة تنفذ مذبحة في قرية منصورة الخيط قضاء صفد (1948):
تنفيذاً للاستراتيجية الصهيونية في احتلال المواقع المفصلية، قامت مجموعات من عصابة "الهاغانا" الإرهابية الصهيونية، بالهجوم على قرية منصورة الخيط، وارتكاب مجزرة وحشية، فيها لتهجير سكانها، وذلك نظراً لموقعها المفصلي الاستراتيجي القريب من صفد ونهر الأردن وطريق صفد- طبريا وبحيرة الحولة وسوريا.
وقد اعترف المؤرخ الصهيوني بني موريس بالمذبحة، لكنه لم يشر إلى دوافعها وعدد ضحاياها.
كما اعترفت بها مجلة بنيويورك تايمز دون أن تشير إلى مسؤولية بريطانيا عن ذلك، خاصة وأنها حدثت بوجود القوات البريطانية وتحت سمعها وبصرها، ودون أن تفعل أي شيء لوقف الهجوم والمذبحة.
حل جيش الجهاد المقدس (1949):
وفي هذا اليوم أيضا جرى حل جيش الجهاد المقدس الذي جرى تشكيله مع تزايد التمدد اليهودي في القدس في 25/12/1947، وأعلنت الهيئة العربية العليا التي كان يرأسها مفتي القدس الحاج أمين الحسيني تشكيل هذا الجيش، وأوكلت له مهمة الدفاع عن المدينة المقدسة.
في 3 /10 1948، وفور انتهاء أعمال المؤتمر الوطني الفلسطيني في غزة، تلقى "غلوب باشا" الجنرال البريطاني الذي كان يشغل منصب قائد الجيش الأردني، أمرا كتابيا من وزير الدفاع الأردني يقضي بإخضاع كل القوات العاملة في المنطقة التي يسيطر عليها الفيلق العربي لأوامره، أو تسريحها.
وكانت الذريعة لهذا الأمر أن قوات الجهاد المقدس بدأت تشن غارات على مراقبي الأمم المتحدة والقوات الإسرائيلية.
وفي منتصف ليلة 18 يناير 1949 حاصرت القوات الأردنية مقر قيادة الجهاد المقدس في بيرزيت واستولت على سلاحها وعتادها واعتقلت الموجودين فيه.
اتفاقية الفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية بعد حرب أكتوبر (1974):
وفي 18 يناير 1974 وُقعت اتفاقية فض الاشتباك الأولى نتيجة مفاوضات الكيلو متر 101 (التي جرت في خيمةٍ نُصبت على مبعدة 101 كم من القاهرة على طريق القاهرة-السويس).
مثل مصر عند التوقيع اللواء عبد الغني الجمسي بصفته رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بينما مثل "إسرائيل" الجنرال دافيد إلعازار بصفته رئيس أركان القوات الإسرائيلية، وتم تبادل وثائق التنفيذ في 24 يناير/كانون الثاني 1974 ودخلت حيز التنفيذ منذ ذلك التاريخ.
وبموجب الاتفاق انسحبت القوات الإسرائيلية من غرب قناة السويس إلى شرقها وتمركزت عند خط الممرات، واحتفظت القوات المصرية بالخطوط التي وصلت إليها خلال الحرب، فيما قامت بتخفيض عدد قواتها في الشرق، وبقيت منطقة فاصلة بين القوات بين خطوط المواجهة الأمامية للطرفين تعمل فيها قوات الطوارئ.
عملية استشهادية بالخضيرة (2002):
عملية الخضيرة البطولية بتاريخ 2002/1/18 التي نفذها الاستشهادي عبد السلا حسونة الذي هاجم إحدى صالات الأفراح الإسرائيلية في مدينة الخضيرة المحتلة، ردًا على اغتيال الشهيد القائد رائد سعيد الكرمي.
وأدت العملية إلى مقتل ستة إسرائيليين على الأقل وإصابة العشرات.
عملية ثقب في القلب (2005):
في مثل هذا اليوم نفذ القسامي عمر طبش عملية استشهادية وسط مجموعة من ضباط جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الشاباك" أدت لمقتل اثنين منهم وإصابة آخرين.
وشكلت هذه العملية إضافة نوعية لعمليات القسام، وعدها المراقبون حينها حلقة أخرى وانتصاراً قسّامياً، فيما أصبح يسمى بـ "صراع الأدمغة" بين المقاومة وجهاز "الشاباك"، الذي أقر قادته بأنها كانت عملية أمنية معقدة، ووصفوها بعملية التمويه الذكية.
انتصار الفرقان (2009):
في مثل هذا اليوم أيضا اندحر الاحتلال عن قطاع غزة بعد 22 يوما من حرب عدوانية شرسة، أطلقت عليها المقاومة اسم "معركة الفرقان".
وعند بدء العدوان أعلن قادة الاحتلال أن العملية العسكرية تهدف إلى إنهاء حكم حماس في غزة، وتحرير الجندي الذي كان مأسورا آنذاك جلعاد شاليط وإعادته لذويه.
واعتبر مراقبون أن نتائج هذه المعركة تعتبر انتصارا للمقاومة لأن الاحتلال فشل في تحقيق جميع الأهداف التي وضعها قبل الشروع بها، لا سيما أن المقاومة نجحت بعدها بأقل من عامين بإنجاز صفقة تبادل "وفاء الأحرار" مع الاحتلال حررت بموجبها أكثر من ألف أسير مقابل الجندي شاليط.