أحياء القدس ومنازلها في خطر يا عرب



 
 يقول ابو الحسن السلمي وهو أحد علماء وفقهاء ومحدثي دمشق. والذي كانت وفاته عام ٥٠٠ هجريه /١١٠٦ ميلادية محذرا، ومعترضا ومعلقا الجرس، ومستثيرا للهمم ومحرضا قادة الأمة الضعاف والمتخاذلين على الجهاد عند دخول الفرنج الصليبيين للشرق بعد دخولهم انطاكيا ثم وصولهم لبيت المقدس التي كانت قمة أمانيهم . يرى الفقيه السلمي انه كان من الضروري عند اجتياح الاعداء لبلاد المسلمين أن يصبح الجهاد فرض على كل ذي قدرة ..من ابناء الأمة.. سؤالي لزعماء العالم العربي والإسلامي وقادته وصناع القرار السياسي فيه والذادين عن دينه، اين انتم من القدس؟ لا نريد منكم جهادا في هذا الظرف المتردي تجاوزا، بل أقل ما يمكن أن يكون لنا ولكم موقفا. او أن تتخذون قرارات تجعل من إسرائيل تهابكم ازاء ما يقومون به من اعتداء صارخ على بيوت المقدسيين في القدس واحيائها امام أعينكم محاولة منهم لاقتلاعهم من مدينتهم ليخلو لهم الأمر وتصبح. القدس مدينة كما يريدونها مختلفة المعالم والسكان كما يسعون ويخططون . هل من صحوة ؟ هل من صوت مدوي في وجه اسرائيل ؟ ام أنه لم يعد هناك عرب أو مسلمون حريصون على القدس، واصبحت مسالة القدس والدفاع عن عروبتها وقدسيتها ومكانتها حصرية لاهل القدس (يقلعوا شوكهم بايدهم ). سؤال برسم الإجابة. لاصحاب القرار في العالم العربي والاسلامي او من يتذرعون بانهم حماة للدين..والمقدسات.او نذروا أنفسهم لتبقى عربية إسلامية.


ان ما تقترفه دولة الاحتلال الغاصب (اسرائيل) يوميا ضد المواطنين الفلسطينيين في القدس من محاولات تهجير وطرد للسكان من اراضيهم وبيوتهم ومحاولات لتهويد المدينة بشتى السبل ما هو إلا ممارسة وسياسة استعمارية ممنهجة وطويلة الأبعاد والانفاس، بمعنى أنهم يخططون لاقتلاع الشجر والحجر والسكان الأصليين من بلادهم وأرضهم .. وفق مخططات واعذار غير مشروعه، و تحت حجج وغطاءات مختلقة وواهية.. تقودها بلدية القدس وغيرها .

أن ما يمارس في القدس الشريف من سياسات استعمارية تهويدية لتهجير اهالي حي الشيخ جراح في القدس، هي تكريس لسياسة ممنهجة لتهويد المدينة المقدسة بطريقة او باخرى. هدفهم اخلاء هذه الحي من اهله المرابطين الذين يتصدون ببسالة لقوى الاحتلال المتغطرسة وحدهم وبكل شجاعة ورجولة ، وهم عزل من جميع أنواع الاسلحة ، ولكنهم متمسكون بدينهم وارضهم، وبارادتهم الفلسطينية الحقيقية، بالبقاء على ارضهم حتى الموت دون ان يتنازلوا عن شبر منها ، لأن تنازلهم عن بيوتهم ورضوخهم للاحتلال يعني بالنسبة لهم الموت ليس أكثر ، وقد جاء ذلك على لسان المقدسي البطل ابن حي الشيخ جراح محمود صالحية صاحب احد بيوت حي الشيخ جراح الذي اصر على عدم الخروج من بيته رغم كل التهديدات والاليات والمجنزرات. فالموت ارحم بالنسبة له ولاولاده، فلا حياة بالنسبة له دون القدس والبقاء في بيته على أرضها . مهددا بتفجير بيته باسطوانات الغاز في حالة اجبره المحتل الإسرائيلي على الخروج من بيته...

السؤال الذي يطرح نفسه. هل ما تقوم به إسرائيل مقبول دوليا او انسانيا.؟ هل ما تقوم به إسرائيل هو سياسة ممنهجة وموجهة فقط ضد الشعب الفلسطيني فقط ام هي سياسة مببتة ضد كل ما هو عربي وإسلامي؟ وهل المعنيون بمواجهة وتحدي هذه السياسة الاستعمارية الهمجيةهم المقادسة وحدهم؟ وسؤالي لقادة الأمة هل ما زالتم موقنون ومتفقون ومجمعون وعارفون بالحقيقة الدامغة التي تقول ان القدس ارض اسلامية عربية والدفاع عنها واحب لأنها أولى القبلتين وهي مسرى الرسول (ص) ، ام تغيرت تلك الحقائق والثوابت مع تغير العالم ومصالحه وقادته ورجاله. ام انكم ترون ان الدفاع عنها يكون بالتصريحات الانفعاليةفقط.. والتي اعتقد كما يعتقد الكثيرون أنها لا تكفي فهي سياسة الضعفاء والمهزومين فقط . والعرب والمسلمين للاسف اصبحوا ضعفاء. ولم تعد القدس لدى البعض منهم سوى قضية سياسية كغيرها، وللاسف اصبحت القدس والدفاع عنها مسالة تهم المقدسيين انفسهم فقط. فهم الذين يدافعون عن مدينتهم بكل ما اوتوا من قوة في ظل الضعف العربي.

أيعقل أن ٤٣٧ مليون عربي( حسب احصائية عام ٢٠٢١م) ليسو قادرين على وضع حد لدولة مثل إسرائيل . في حين يبلغ عدد سكان العالم الاسلامي ١.٨ مليار مسلم( وفي احصائية آخرى) يقدر عدد هم بحوالي ٢ مليار مسلم على مستوى العالم . كلهم غير قادرين على احداث اي تغير او غير قادرين على تغعيل استراتيجية جادة بحق ضد اليهود. ام ان العرب والمسلمين اقحموا أنفسهم او اقحموا (بضم الالف ) بحوادث وازمات تجعلهم لا يلتفتون للقدس بقدر التفاتهم لمشاكلهم والقضايا السياسية والاقتصادية التي اعترضتهم. ام أن العرب والمسلمين اصبحوا يتسابقون لنيل رضى إسرائيل ومن يدور في فلكها..

اعتقد ان الاحتجاجات والتنديدات لأجل القدس وحدها لا تكفي، بل أن القدس واحيائها المقدسية القديمة واهلها المرابطين بحاجة لسياسات ومواقف صادقة اكثر جدية وصرامة للحيلولة دون تهجير اهلها وتفريغ المدينة من أهلها. أكاد أجزم أن القدس بحاجه لاصوات ومنابر قادة حقيقيون للتاثير والضغط بحكم قوتهم الاقتصادية وربما السياسية او العسكرية. انهم بحاجة لتكاتف قادة العالم العربي والإسلامي للاهتمام بمسالة القدس وجعلها مسالة مصير والحيلولة دون مسها، فهي خط احمر بالنسبة للمسلمين . ان القدس بحاجة لقادة من نوع اخر يدركون ابعاد التهجير الحالي على مستقبل القدس، وهي بحاجة لتاثير علماء دين حقيقيين يخافون على القدس بصدق، ويدركون مكانتها ويشجعون على ابراز قيمتها الدينية . اعتقد ان كل من لا يدافع عن القدس ويبحث عن حلول لايقاف تلك الممارسات ولو بالقوة فهو متستر عليها. ويجب على العرب والمسلمين استغلال مقدراتهم لاسترجاع القدس من ايدي الاحتلال أكثر من الانشغال بحروبنا الداخلية. اعنقد ان القدس بحاجه لهمم الجميع لوقف هذا الكيات الغاصب عن تنفيذ مخططاته. ومن يعتقد ويظن ان اسرائيل تبحث عن سلام مع العرب فهو غافل.. بل في سبات عمبق . القدس واهلها صامدون رغم كل البطش والإرهاب الاسرائيلي، لكنهم يبقون بحاجة لتكاثف كل الجهود من قادة وعلماء ورجال دين وشعوب عربيةمسلمين ومسيحيين، واعلام عربي صادق ومناهج تربوية تزرع فكرة القدس وعروبتها وتدحض اقول اليهود واكاذيبهم .. لبيقى محمود صالحية وامثاله في حي الشيخ جراح بالقدس صامدون وموقنون ان النصر قريب والفجر قادم مهما طال الليل الحالك.