صمود المقدسي "صالحية" أغاظ الاحتلال فحاول الانتقام منه
خطَّ المقدسي محمود صالحية موقفًا نضاليًا مشرفًا ونموذجًا يُحتذى به في مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن أرضه ورفضه إخلاء منزله في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، بعدما صعد فوق سطح منزله، مهددًا بإشعال النار في نفسه وعائلته، في حال تم إخلاؤهم منه.
وبعد 10 ساعات من التحدي والصمود، وحصار الشيخ جراح، أجبر المقدسي صالحية، الاثنين، قوات الاحتلال على الانسحاب من أرضه، دون إخلاء منزله، في خطوةٍ نوعية تُعتبر الأولى في مواجهة سياسات الإخلاء والتهجير القسري بالقدس.
لكنَّ هذا المشهد لم يرق طويلًا لبلدية الاحتلال، والتي باغتت قواتها وجرافاتها، فجر الأربعاء، عائلة صالحية في حي الشيخ جراح، وهدمت منزلها، واعتدت على أفرادها بالضرب المبرح، واعتقلت نحو 26 مقدسيًا ومتضامنًا، بينهم صاحب المنزل محمود.
وتضامنت عشرات الشخصيات الدبلوماسية والوطنية وممثلين عن الاتحاد الأوروبي مع عائلة صالحية؛ ما أثار قضيتها دوليًا.
وبصمودهم وثباتهم، يواجه المقدسيون سياسات التهجير والتطهير العرقي، ويخوضون معارك قضائية في محاكم الاحتلال تمتد لسنوات طويلة لأجل وقف قرارات الإخلاء والهدم، واستيلاء المستوطنين على منازلهم وعقاراتهم.
انتقامٌ وعنصرية
الناشط المقدسي صالح ذياب يرى أنَّ بلدية الاحتلال حاولت الانتقام من المقدسي محمود صالحية، بعدما أجبرها على التراجع عن إخلاء منزله بالتهديد في حرق نفسه، وأظهر خوف الاحتلال وأفقده هيبته أمام عشرات المتضامنين الفلسطينيين والأوروبيين.
ويتحدث ذياب لوكالة "صفا" عمّا حدث فجر اليوم بالحي، قائلًا إنّ "أكثر من 500 شرطي وجندي إسرائيلي اقتحموا حي الشيخ جراح، وحاصروه بالكامل، وأعلنوه منطقة عسكرية مغلقة، ومن ثم باغتوا عائلة صالحية، واعتدوا على أفرادها وكل المتواجدين بطريقة همجية".
ويضيف أنَّ قوات الاحتلال نفّذت هجمة شرسة ضد سكان الحي وأفراد عائلة صالحية، واعتقلت نحو 26 مقدسيًا، في محاولة للانتقام منهم، خاصة أن موقف العائلة أزعج الاحتلال وأغاظه.
ويشير إلى أنَّ عناصر الاحتلال تفاجأوا بأعداد المتضامنين والصحفيين الذين جاؤوا للتضامن مع عائلة صالحية، وتغطية الحدث، يوم الاثنين، فاضطروا إلى هدم المشتل ومعرض السيارات الخاص بالعائلة دون التمكّن من إخلاء المنزل.
ويمثّل هدم الاحتلال لمنزل عائلة صالحية نكبة جديدة، وجريمة غير قانونية، وسرقة أمام العالم؛ مما يدلل على عنجهية الاحتلال وغطرسته في تهجير المقدسيين، وطردهم من منازلهم بالقوة، وفق ذياب.
وتتخوف سلطات الاحتلال من تجسيد ما سجله المقدسي صالحية من موقف نضالي مشرف كأمر واقع يُحتذى به كل المقدسيين في مواجهة سياساتها الرامية لإخلائهم وتهجيرهم من منازلهم في مدينة القدس قسريًا.
ويؤكّد الناشط المقدسي أنّ الاحتلال أراد من خلال هدم المنزل أن "يثبت وجوده وأنّه هو المسيطر وصاحب السيادة في القدس"؛ بهدف إرضاء اليمين الإسرائيلي المتطرف، والمستوطنين الذين باتوا يتحكمون في قرارات بلدية الاحتلال وسياساتها.
قضيةٌ تهويدية
أمّا رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي فيرى أنّ ما جرى من هدم لمنزل عائلة صالحية يؤكّد أنّ "القضية استراتيجية" بالنسبة لسلطات الاحتلال، وأنّها "معنية جدًا بالتهويد وتغيير ملامح مدينة القدس".
ويوضح الهدمي لوكالة "صفا"، أنّ حي الشيخ جراح يعتبر أحد الأماكن المقدسية التي يستهدفها الاحتلال لعدة أسباب، أولها وجود ثغرات قانونية فيه، يمكن أن يستخدمها في تنفيذ مخططاته التهويدية.
ويضيف "ثانيًا أنّ حي الشيخ جراح يقع في منطقة حدودية بين شطري المدينة؛ لذلك يريد الاحتلال أن يشكل امتدادًا ومدخلًا رئيسًا للوصول إلى أحياء القسم الشرقي للقدس، لذا عمل على زرع بؤرة استيطانية فيه خلال عامي 2007-2008، ويريد الآن توسعتها، وأن يكون هناك امتداد جغرافي لهذه البؤرة".
وأما السبب الثالث، وفقًا للهدمي، فيتمثّل بوقوع بيت عائلة صالحية على بعد أمتار من قصر المفتي الذي تمّ هدم جزء كبير منه، وبناء حي استيطاني فيه، وكذلك أرض كرم المفتي التي يعتزم الاحتلال تحويلها لـ"حديقة عامة" ستخدم الحي الاستيطاني.
ويؤكّد أنّ الاحتلال يسعى من خلال ذلك إلى تشكيل تكامل ديمغرافي من "كرم المفتي" حتى البؤرة الاستيطانية؛ تمهيدًا لاقتحام وادي الجوز الذي يتلامس مع الشيخ جراح في مشروع "وادي السيليكون" التهويدي.
حراكٌ شعبي
ويشير الهدمي إلى أنّ سلطات الاحتلال تراجعت يوم الاثنين أمام صمود المقدسي صالحية، وتصديه لسياسة الإخلاء والتهجير، بعدما هدد بحرق نفسه، لكن بشكل مؤقت، فالقضية بالدرجة الأولى استراتيجية وتهويدية، وأن مخططها لابد أن يستمر ويُنفذ.
ويؤكّد أنّ هدم بلدية الاحتلال لمنزل صالحية غير قانوني، وهناك خشية من تطبيق قوانينها على المقدسيين كافة؛ كونها "تتعامل معهم على أنّهم أعداء، وتتصرف وفق أهوائها".
ويوضح أنّ عملية اعتقال قوات الاحتلال لصاحب المنزل تُشكّل محاولة للانتقام منه، وأنّ عملية المباغتة والهدم تمّت خشية من المواجهة ومنع عملية الهدم مرة أخرى.
ولا تقف القضية عند الشيخ جراح بل قد تتجه الأوضاع في القدس نحو الانفجار، لأنّ ظلم الاحتلال للمقدسيين وإجراءاته العنصرية المتواصلة سيقود للمواجهة.
ويؤكّد أنّ الحراك الشعبي المقدسي يسهم في دفع الاحتلال لتأجيل بعض القضايا، مثل قضية الشيخ جراح والمنازل المهددة بالإخلاء، وكذلك تأجيل قرار هدم بناية سكنية في بلدة الطور، وغيرها؛ تجنبًا لانفجار الوضع.
وبعد 10 ساعات من التحدي والصمود، وحصار الشيخ جراح، أجبر المقدسي صالحية، الاثنين، قوات الاحتلال على الانسحاب من أرضه، دون إخلاء منزله، في خطوةٍ نوعية تُعتبر الأولى في مواجهة سياسات الإخلاء والتهجير القسري بالقدس.
لكنَّ هذا المشهد لم يرق طويلًا لبلدية الاحتلال، والتي باغتت قواتها وجرافاتها، فجر الأربعاء، عائلة صالحية في حي الشيخ جراح، وهدمت منزلها، واعتدت على أفرادها بالضرب المبرح، واعتقلت نحو 26 مقدسيًا ومتضامنًا، بينهم صاحب المنزل محمود.
وتضامنت عشرات الشخصيات الدبلوماسية والوطنية وممثلين عن الاتحاد الأوروبي مع عائلة صالحية؛ ما أثار قضيتها دوليًا.
وبصمودهم وثباتهم، يواجه المقدسيون سياسات التهجير والتطهير العرقي، ويخوضون معارك قضائية في محاكم الاحتلال تمتد لسنوات طويلة لأجل وقف قرارات الإخلاء والهدم، واستيلاء المستوطنين على منازلهم وعقاراتهم.
انتقامٌ وعنصرية
الناشط المقدسي صالح ذياب يرى أنَّ بلدية الاحتلال حاولت الانتقام من المقدسي محمود صالحية، بعدما أجبرها على التراجع عن إخلاء منزله بالتهديد في حرق نفسه، وأظهر خوف الاحتلال وأفقده هيبته أمام عشرات المتضامنين الفلسطينيين والأوروبيين.
ويتحدث ذياب لوكالة "صفا" عمّا حدث فجر اليوم بالحي، قائلًا إنّ "أكثر من 500 شرطي وجندي إسرائيلي اقتحموا حي الشيخ جراح، وحاصروه بالكامل، وأعلنوه منطقة عسكرية مغلقة، ومن ثم باغتوا عائلة صالحية، واعتدوا على أفرادها وكل المتواجدين بطريقة همجية".
ويضيف أنَّ قوات الاحتلال نفّذت هجمة شرسة ضد سكان الحي وأفراد عائلة صالحية، واعتقلت نحو 26 مقدسيًا، في محاولة للانتقام منهم، خاصة أن موقف العائلة أزعج الاحتلال وأغاظه.
ويشير إلى أنَّ عناصر الاحتلال تفاجأوا بأعداد المتضامنين والصحفيين الذين جاؤوا للتضامن مع عائلة صالحية، وتغطية الحدث، يوم الاثنين، فاضطروا إلى هدم المشتل ومعرض السيارات الخاص بالعائلة دون التمكّن من إخلاء المنزل.
ويمثّل هدم الاحتلال لمنزل عائلة صالحية نكبة جديدة، وجريمة غير قانونية، وسرقة أمام العالم؛ مما يدلل على عنجهية الاحتلال وغطرسته في تهجير المقدسيين، وطردهم من منازلهم بالقوة، وفق ذياب.
وتتخوف سلطات الاحتلال من تجسيد ما سجله المقدسي صالحية من موقف نضالي مشرف كأمر واقع يُحتذى به كل المقدسيين في مواجهة سياساتها الرامية لإخلائهم وتهجيرهم من منازلهم في مدينة القدس قسريًا.
ويؤكّد الناشط المقدسي أنّ الاحتلال أراد من خلال هدم المنزل أن "يثبت وجوده وأنّه هو المسيطر وصاحب السيادة في القدس"؛ بهدف إرضاء اليمين الإسرائيلي المتطرف، والمستوطنين الذين باتوا يتحكمون في قرارات بلدية الاحتلال وسياساتها.
قضيةٌ تهويدية
أمّا رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي فيرى أنّ ما جرى من هدم لمنزل عائلة صالحية يؤكّد أنّ "القضية استراتيجية" بالنسبة لسلطات الاحتلال، وأنّها "معنية جدًا بالتهويد وتغيير ملامح مدينة القدس".
ويوضح الهدمي لوكالة "صفا"، أنّ حي الشيخ جراح يعتبر أحد الأماكن المقدسية التي يستهدفها الاحتلال لعدة أسباب، أولها وجود ثغرات قانونية فيه، يمكن أن يستخدمها في تنفيذ مخططاته التهويدية.
ويضيف "ثانيًا أنّ حي الشيخ جراح يقع في منطقة حدودية بين شطري المدينة؛ لذلك يريد الاحتلال أن يشكل امتدادًا ومدخلًا رئيسًا للوصول إلى أحياء القسم الشرقي للقدس، لذا عمل على زرع بؤرة استيطانية فيه خلال عامي 2007-2008، ويريد الآن توسعتها، وأن يكون هناك امتداد جغرافي لهذه البؤرة".
وأما السبب الثالث، وفقًا للهدمي، فيتمثّل بوقوع بيت عائلة صالحية على بعد أمتار من قصر المفتي الذي تمّ هدم جزء كبير منه، وبناء حي استيطاني فيه، وكذلك أرض كرم المفتي التي يعتزم الاحتلال تحويلها لـ"حديقة عامة" ستخدم الحي الاستيطاني.
ويؤكّد أنّ الاحتلال يسعى من خلال ذلك إلى تشكيل تكامل ديمغرافي من "كرم المفتي" حتى البؤرة الاستيطانية؛ تمهيدًا لاقتحام وادي الجوز الذي يتلامس مع الشيخ جراح في مشروع "وادي السيليكون" التهويدي.
حراكٌ شعبي
ويشير الهدمي إلى أنّ سلطات الاحتلال تراجعت يوم الاثنين أمام صمود المقدسي صالحية، وتصديه لسياسة الإخلاء والتهجير، بعدما هدد بحرق نفسه، لكن بشكل مؤقت، فالقضية بالدرجة الأولى استراتيجية وتهويدية، وأن مخططها لابد أن يستمر ويُنفذ.
ويؤكّد أنّ هدم بلدية الاحتلال لمنزل صالحية غير قانوني، وهناك خشية من تطبيق قوانينها على المقدسيين كافة؛ كونها "تتعامل معهم على أنّهم أعداء، وتتصرف وفق أهوائها".
ويوضح أنّ عملية اعتقال قوات الاحتلال لصاحب المنزل تُشكّل محاولة للانتقام منه، وأنّ عملية المباغتة والهدم تمّت خشية من المواجهة ومنع عملية الهدم مرة أخرى.
ولا تقف القضية عند الشيخ جراح بل قد تتجه الأوضاع في القدس نحو الانفجار، لأنّ ظلم الاحتلال للمقدسيين وإجراءاته العنصرية المتواصلة سيقود للمواجهة.
ويؤكّد أنّ الحراك الشعبي المقدسي يسهم في دفع الاحتلال لتأجيل بعض القضايا، مثل قضية الشيخ جراح والمنازل المهددة بالإخلاء، وكذلك تأجيل قرار هدم بناية سكنية في بلدة الطور، وغيرها؛ تجنبًا لانفجار الوضع.