خاتمة "الأحزاب" إن شاء الله
يذكّرني التوجس الرسمي من موضوع الحكومات البرلمانية ..وتزامن ذلك مع تأسيس حزب جديد مكوّن من وزراء سابقين وأعيان ونوّاب وباشوات وطامحين وباحثين عن "لمبة" أضواء من ناحية وهناك كلام عن حزب آخر من "نفس العلبة" على الطريق أيضاَ يمل نفس المواصفات..تذمّرني هذه الخلطة الإصلاحية بوضع إحدى الجامعات الخاصة عندما زرتها قبل سنوات...قال لي مالك الجامعة ورئيس مجلس أمنائها في نفس الوقت: أن الجامعة تكاد تكون الوحيدة التي لا تخضع للواسطة والمحسوبية عند التعيين أو اتخاذ القرار، وأن الكفاءة والتنافسية ولا شيء سواهما المسطرة الوحيدة عند الاختيار..بعد دقائق من حديث الرجل دخلت سيدة خمسينية وابنها..قال المالك: بحب أعرفك..زوجتي "أم علي" عضو مجلس أمناء الجامعة..قلت : تشرّفنا مدام..قال :وهذا ابني علي : عضو مجلس أمناء الجامعة..أهلا وسهلاً بالأخ علي...بعد ربع ساعة دخلت صبية وشاب ومعهم "سدر مندي"..قال المالك: ابنتي سوزي عضو مجلس أمناء..وهذا م.مراد زوج ابنتي سوزي رئيس قسم "الآي تي" في الجامعة ابتسم للعائلة المستورة ..ثم قال : انت من العيلة..يا الله تفضّلوا على المقسوم..وأزاحوا القصدير عن سدر المندي على طاولة الاجتماعات بينما كانت صحون الصلصة والرايب والفاصوليا اليمنية أمام كل ميكرفون من ميكرفونات طاولة الرئيس..
نريد حكومات برلمانية لكننا نخشى من الأحزاب أن تفوز وتشكل الحكومات...طيب ما الحل؟..الحل أن نصنع أحزاب من "أولاد الحكومات" نفسها "زيتاتنا على طحيناتنا" يكون لهم قوّة رأس المال والنفوذ والقدرة على "معط الوعود" وجذب أصحاب الحاجات والباحثين عن الوظائف بشرط أن تسخّر لهم كل الامكانات لاكتساح حزبهم بدءاً من طريقة الترويج الى "تزبيط" أوراق الاقتراع الى النتائج..وهكذا يفوز نفس الأشخاص الذين كانوا سبباً في تأخر الدولة وضعفها وانتشار الفساد وتآكل المؤسسات ليأتوا من الباب الخلفي ليديروا شؤون الدولة ويكافحوا الفساد ويحموا المؤسسات...إنها نفس طريقة "مجلس أمناء المندي" التي تحدّثت عنها في بداية المقال..
وختاماً لا يسعني الا أن أقول..
"خاتمة الأحزاب" ان شاء الله...وتفضّلوا على المقسوم.
وغطيني يا كرمة العلي..
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com