السودان الى اين
السودان الدولة العربية التي كانت تعد أكبر دولة عربية من حيث المساحة قبل انفصال جنوب السودان عنها في عام 2011 وهي تعد اليوم ثالث دولة من حيث المساحة في افريقيا والدول العربية، ويبلغ عدد سكانها نحو 50 مليون نسمة.
تمتاز السودان بمساحتها الواسعة وتربتها الغنية، فلو استغلت خير استغلال لكانت فعلا سلة الغذاء العربي.
عانى الشعب السوداني من ضيق الحال والقيود التي فرضت على الحريات العامة بشكل أدى إلى عدم تحمل المواطن السوداني الوعود التي بقي يتلقاها من النظام السابق وجاءت ساعة الصفر التي لا يرغب بها أي نظام سياسي وهي الخروج للشارع للمطالبة بالخبز والحرية.
عادت شمس الربيع العربي واستغلها الشعب السوداني في نهاية عام 2018 فقام بحراك ومظاهرات وخروج للشوارع استمرت حتى خلع النظام الحاكم الذي استمر بالحكم لمدة ثلاثين عاما، وبعد خلع النظام في نيسان من عام 2019، شكل المجلس العسكري الانتقالي لمدة 39 شهرا بموجب الوثيقة الدستورية المتفق عليها، حتى اجراء الانتخابات والذي اتفق بموجبه تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين، ولكن الأوضاع في السودان لم تستقر واستمرت حالة الشد والجذب من خلال القوى السياسية والشعبية المطالبة بحكومة مدنية.
شكلت حكومة مدنية برئاسة حمدوك ولكن في شهر أيار من عام 2021 التاريخ الذي يتوجب على المجلس العسكري تسليم المدنيين الرئاسة للفترة المتبقية للمجلس الانتقالي لم يحدث ذلك وبقي العسكر يتزعم المجلس، وما زاد حدة التوتر الانقلاب الذي حدث على الحكومة المدنية في شهر تشرين الأول من ذات العام من قبل رئيس المجلس العسكري الانتقالي، مما أدى إلى عودة الحراك الشعبي بشكل أوسع وأكبر واستمراره لغاية اليوم حتى أوصلت البلاد للعصيان المدني وتعطيل كافة مرافق الدولة.
السودان اليوم لم يحقق أي مكاسب بل على العكس فأن اعداد شهداء الحرية تزداد والجرحى كذلك، فالسودانيون الذين خرجوا من أجل الخبر والحرية منذ ثلاث سنوات لم ينالوا أي منها، فقد ارتفعت نسبة التضخم وازدادت أعداد العاطلين عن العمل وحتى الحريات قيدت بشكل أوسع حتى وصلت إلى وقف الاتصالات وخدمات الشبكة العنكبوتية.
المشهد السوداني وأضح ولا يوجد به تعقيدات كما في المشهد الليبي على المجلس العسكري تسليم السلطة للقوى المدنية، لتقوم بتسيير البلاد للفترة المحدد بها أجرى انتخابات نزيهة يختار فيها المواطن السوداني اللون السياسي الراغب بتمثيله للخروج من حالة عدم الاستقرار والتأخر الاقتصادي الذي يعاني منه، حيث أنه في حال بقاء الوضع على ما هو عليه لن يكون في مصلحة السودان وسوف يأخذها إلى مستنقع صعب الخروج منه.