اعتداءات المستوطنين بالضفة.. استعراض لإرهاب المواطنين



شهد عام 2021 تصاعدًا ملحوظًا في اعتداءات المستوطنين بمختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة، تجلت باقتحام القرى وإحراق المركبات، وإتلاف المحاصيل الزراعية، وقتل المواطنين.

وبحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فقد سجلت 410 اعتداءات للمستوطنين خلال الشهور العشرة الأولى من عام 2021.

ووفق تقرير للمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار)، قتل 4 شبان فلسطينيين برصاص المستوطنين من أصل 11 شابًا قتلهم جيش الاحتلال بتاريخ 14 أيار.

وبحسب تقارير صادرة عن منظمتي "السلام الآن" و"ييش دين"، فإنّ 63% من اعتداءات المستوطنين حصلت في محيط البؤر الاستيطانية، إذ تنتشر في الضفة 150 بؤرة بمحيط المستوطنات "المشرعنة" بغرض الاستيلاء على الأراضي وإبعاد أصحابها ونزع ملكيتها بحماية جيش الاحتلال.

وبيّنت التقارير أنّ عنف المستوطنين يتكامل مع عنف جيش الاحتلال، الذي يقوم بمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم ومصادر المياه.

تقاسم أدوار

ويقول المختص في الاستيطان جمال جمعة إنّ ما يجري "متناغم مع كل الاعتداءات السابقة، وإنّ المستوطنين وجيش الاحتلال يتقاسمون الأدوار فيما يتعلق بتنفيذ المشروع الاستيطاني على الأرض".

ويضيف جمعة، في حديث لوكالة "صفا"، أنّ المؤسسات الرسمية للاحتلال تصادر الأراضي، وتهدم البيوت وترحل المواطنين، وبنفس الوقت يمارس المستوطنون عملية إرهاب على الشعب الفلسطيني في القرى المحاذية للمستوطنات، وفي الأغوار والمناطق المستهدفة بالضم.

ويرى أنّ تصاعد عنف المستوطنين القائم وجرائمهم بمثابة "رسالة للفلسطينيين وخاصة بعد عملية جنين، وتتضمن بعدم التهاون وأن ليس خيار للفلسطيني كي يقاوم، ونحن نفعل ما نريد".

ويؤكّد أنّ اعتداءات المستوطنين المتصاعدة في هذه الفترة هي استعراض على الشعب الفلسطيني ودفعة للاستسلام، وقبول ما يقوم به المستوطنون وجيش الاحتلال على أرض الواقع.

ويتطرّق المختص إلى أنّ إغلاق الطرق وتنظيم مسيرات بعشرة آلاف مستوطن، والهجوم على قرية مثل برقة، كانت "رسائل واضحة للشعب أن ما يجري ليس بمحض الصدفة، ويذكر بما حصل قبل نكبة عام 48، وما قامت به العصابات الصهيونية (الهاجاناة وشتيرن) من هجمات مماثلة ومنظمة بحق القرى الفلسطينية".

ويشدد جمعة على أنّ ما يجري يدق ناقوس الخطر بأنّ "الشعب أمام عصابات صهيونية مسلحة مدعومة بجيش الاحتلال، تمارس الإرهاب ضد القرى والتجمعات والمركبات والمزارعين والمنازل، وأصبحت جزء من مخطط التهجير وإرهاب الشعب لقبول واقع المستوطنين في الضفة".

معضلة

بدوره، يرى الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي أنّ الاتفاقات مع الاحتلال هي من شجعت المستوطنين في الضفة على المواطنين.

ويرى معالي، في حديث لوكالة "صفا"، أنّ عدم وجود ما يمنع ويقاوم المستوطنين ويحد من تحركاتهم، إضافة إلى الحالة الفلسطينية المنقسمة على نفسها، تسببت في تشجيع المستوطنين وتطاولهم على الشعب وأملاكه ومقدراته.

ويلفت إلى أنّه في ظل عدم وجود برنامج وطني مقاوم وموحّد ينخرط فيه الكل الفلسطيني بجميع محافظات الضفة، لن يتم حل هذه المعضلة بل سيصعّد المستوطنون من إرهابهم.

ويشير الباحث إلى أنّ اعتداءات المستوطنين تتركّز في بلدات نابلس وسلفيت والخليل والقدس والأغوار، مشيرًا إلى نجاح نماذج التصدي للمستوطنين في بلدتي برقا وبيتا.

وينوه معالي إلى إمكانية تعميم نماذج التصدي للمستوطنين بشكل جماعي، من خلال تطوير المقاومة الشعبية وتفعيلها بشكل جدي وانخراط حركة "فتح" فيها.