شركة الكهرباء تخذل العمانيين وتترك منازلهم في البرد والعتمة..



أحمد الحراسيس - منذ بدء تساقط الثلوج، مساء الأربعاء، لم تتوقف الشكاوى التي وردت الاردن24 من مواطنين انقطعت عنهم خدمات رئيسة، وكانت الشكاوى في معظمها متعلقة بانقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم لفترات طويلة تراوحت بين الساعتين والخمس ساعات وأكثر في بعض الحالات، وفي كلّ مرّة تجيب فيها الشركة على اتصال تعد بإعادة التيار خلال فترة لا تتجاوز الثلاثين دقيقة، وهذا ما لم يحدث على الاطلاق..

في منطقة الشميساني وتحديدا شارع سالم الهنداوي، وفي عبدون وتحديدا شارعي الخرطوم وأم درمان، وفي منطقة أبو السوس التابعة لبيادر وادي السير، والصويفية، وفي المقابلين وأبو علندا والبنيّات، مازال الأهالي هناك يعانون جراء الانقطاع المتكرر والطويل للتيار الكهربائي، ليُحرم قاطنو تلك المناطق من التدفئة والإنارة أو حتى امكانية التواصل مع العالم الخارجي، بالاضافة إلى الضرر الواقع على الأجهزة الكهربائية التي يعطبها تذبذب التيار وانقطاعه المتكرر.

الأنكى من ذلك، هي حالة اللامبالاة التي تتعامل بها الجهات المعنية مع تلك الشكاوى، وهذا واضح من خلال عدم الإجابة على اتصالات وسائل الإعلام التي تنقل شكاوى المواطنين، فإن لم يكن هؤلاء يجيبون على اتصالات وسائل الإعلام، فما هو الحال بالنسبة لاتصالات المواطنين؟!

شركة الكهرباء الأردنية، وجدت في تقصير أمانة عمان بفتح الطرق الرئيسة والداخلية حجّة لها، فقال المكتب الإعلامي للشركة إن كوادرها لا تستطيع الحركة بسبب اغلاق الشوارع الفرعية بالعاصمة عمان، وبالتالي لا يمكنها الوصول إلى أماكن الأعطال، لافتا إلى أن هناك آليات تتبع للشركة عالقة في أماكن العمل بسبب تراكم الثلوج، فيما دعت الشركة الجهات الرسمية للتعاون معها لتمكينها من الوصول إلى أماكن الأعطال.

وحول ذلك، قال الناطق الإعلامي في أمانة عمان، ناصر الرحامنة، إن الأمانة تعمل على فتح الطرق الرئيسة منذ مساء الأربعاء، وستعمل الآن على فتح الطرق الفرعية، مبيّنا أن الآليات في كل المناطق تعمل أولا بأول على فتح الشوارع الفرعية ليتمكن المواطنون من الحركة، فيما أشار إلى أن الأمانة تتعاون مع كافة الجهات ومنها شركة الكهرباء لتمكين الفرق من الوصول إلى أماكن الأعطال.

ولفت إلى أن أمين عمان أصدر تعليمات واضحة إلى كوادر الأمانة بالتعاون مع شركة الكهرباء الأردنية لتمكينها من اصلاح الأعطال، وذلك بالرغم من امتلاك الشركة آليات خاصة لهذه الأجواء.

الحقيقة أن ادعاء شركة الكهرباء لا يكاد يُقنع أحدا؛ صحيح أن الأمانة مقصّرة في فتح الشوارع ويكفي أن ينظر أحدنا إلى الشارع أمام منزله ليكتشف عدم دقة الحديث عن فتح الشوارع الفرعية، لكنّ شركة الكهرباء تملك آليات قادرة على الحركة والعمل في ظلّ هذه الأجواء.

في دولة مازالت تحتفي بدخول مئويتها الثانية، وتتغنى بوجود مركز وطني لإدارة الأزمات وغرف عمليات مشتركة، لا يجوز أن يضيع المواطن بين "حانا ومانا"، فالواجب أن يكون العمل تشاركيا وحقيقيا، وأن لا تكتفي الجهات الرسمية باصدار بيانات وتصريحات ينسفها الواقع الذي يعيشه المواطن..